البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

"الدعاة" أدوات تخدير بفعل وهمي وتشويش عن الوعي بالواقع

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 349
 محور:  التدين الشكلي

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تنتشر أنشطة في المجتمعات المسلمة ومنها تونس، تقول إنها تقوم بالعمل الدعوي للاسلام، ويتخذ الكثير هذا النشاط مورد رزق ومصدر حظوة إجتماعية، ويشاد بهم ويستدعون للمناسبات ويصيّرون نجوما ينافسون أهل الفن والرياضة
سأبرهن على أن هذا النشاط الدعوي لايواجه الأسباب الحقيقية التي تصد المسلمين عن الإنضباط بدينهم، وأن هذا العمل الدعوي يتحرك في مساحة مفاهيم ومعاني متفق عليها ابتداء لدى المسلمين، فهو عمل يقرب للعبث، لا يغير من هذه الحقيقة كون القائمين به وعليه يقولون أنهم يدعون الى الله، وهو عبث لأنه يصد عن الفهم الصحيح لمشاكلنا ويصطنع غشاوة تعميهم عن إدراك واقعهم بخلق مسارات تشويش ذهني

- العمل الدعوي يصحّ بل ويجب في المجتمعات غير المسلمة، فتكون الدعوة لله ولدينه هادية لهم، وتكون الأنشطة التي توضح الاسلام وسيرة نبيه عليه الصلاة والسلام وسمو القدوات من الصحابة الكرام، مدخلا لإقناعهم وهم الضالون بَعدُ، ويكون الحديث معهم عن القرآن وطاقاته الكامنة المهيبة التي تُستشعر بمجرد السماع حتى من غير العربي، وفصاحته التي ينزل عندها العربي، يكون كل ذلك ومثله، مندوبا وقد يكون واجبا في مسار اقناع غير المسلم بهذا الاسلام العظيم، ويكون ذلك العمل مجلبة للأجر لأنك تدخل غير العارف بالإسلام للاسلام وتجعل غير المسلم مسلما

- المسلمون أي أولاء الذين يسكنون البلدان المسلمة، ويمكن أن نقول أنهم عمومهم لكي نستثنى بعضا منّا أسقطتهم أدوات الاقتلاع المغالبة لنا وصيّرتهم لجانبها، أي غالبهم يقرون بل ويعرفون هذا الكلام والمعنى الذي يستعمل لدعوة غير المسلم، المسلم في تونس وفي غير تونس من البلدان المسلمة يقرّ بالاسلام وبكل أركان الاسلام ويفهمون فروضه وسننه ويوافقون على مركزية نبيه عليه الصلاة والسلام ويتخذون الصحابة الكرام رموزا وقدوات

- فالمسلمون لايعترضون على أي من مستويات الإسلام هذه في أصلها، وإن كان من لوم يحمل عليهم فهو هذا الدّرن الذي لامس تلك المستويات، فكان كالصدأ يعلوها، وهي أدران نتيجة سهوهم عن ضوابط دينهم، بل هي أكثر من السهو، إنها مغالبات تتقوّى عليهم من خارجهم تمنعهم من الانضباط بالإسلام فيتصدون لها ثم لايملكون لها ردّا ولايقوون على وقفها، فتصرعهم وتوقعهم ضحايا لها

- المسلمون لهم مشكلة من خارجهم تمنعم عن دينهم وتصدهم عنه وتسرف في تزيين الجرأة عليه، تفعل ذاك ترغيبا حينا وتضطرهم لذلك بالترهيب مرات أخرى، المسلمون لهم مشكلة مع عدو لا يراد الالتفات إليه ولسبب ما يقع تجاهله
المسلمون مشكلتهم هي منظومات الباطل التي تتغذى من المجال المفاهيمي الدائر في أفق المركزية الغربية

إذن فالذي يأتي يدعوهم إلى الاسلام وللإسلام إنما يتناول مشكلة مفترضة غير موجودة ولاتعنيهم أساسا، فالذي يقوم هؤلاء الدعاة بالدعوة إليه هم أساسا متفقون عليه، ولكن مشكلتهم توجد في مكان آخر لا يتناوله هؤلاء الدعاة، بل يعملون على التغطية عليهم والتشويش على الوعي به، لايغير من ذلك حسن نيتهم او سوئه في عملهم هذا

- المسلمون حين يعصون ربهم ليس بسبب عدم معرفة منهم بذلك، وإنما في الأعم لأنهم غُلبوا عن أمرهم ولايستطيعون الإلتزام بما قال دينهم
المسلمون ليسوا في حاجة لأن نقول لهم اتقوا الله إلا قليلا، وإنما في حاجة أكثر لأن نعرفهم كيف يتقون الله، ثم هم في حاجة لأن نعينهم أن يتقوا الله
المسلمون في حاجة لأن ننصرهم ونستنقذهم من منظومات الباطل التي تغلق عليهم أفقهم وهي أدوات التشكيل الذهني من تعليم وتثقيف وإعلام، وأن نحميهم منها ومن شرها ومن صدها عن دين الله
المسلمون في حاجة لأن نحدثهم بوضوح ونزيد وعيهم بواقعهم، في حاجة لأن نحدثهم عمن يمنعهم عن الاسلام ومن يحرضهم ضده لأنهم بعدها سيتقون الله تلقائيا

- المسلمون في حاجة لأن نخرج بهم من التفكير والفهم بمركزية الفرد للفهم بمركزية المنظومات المتحكمة في الواقع، إنهم في حاجة للتفكير بمنهجية، بقصد التأثير في الواقع لا إبقائهم حيث التناول العشوائي والتجريدات السائبة البديهية من نوع اتقوا الله وأن الاسلام دين الله وأن محمد خاتم النبيين، وهو الكلام الذي لايغير الواقع ولكنه يمثل مخدرا يوهم بالفعل وماهو بالفعل ويمثل عمليا سندا وظيفيا لمنظومات الباطل، لأنه يمنع من الالتفاف إليها ومن مقاومتها ولايتناولها أصلا، لذلك لايلتف المتحكمون في الواقع لهؤلاء الدعاة المزعومين لأنهم يعتبرونهم خدما لهم بطريقة ضمنية

************
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
#تأملات_فوزي_مسعود
#التدين_الشكلي
#التدين_الوظيفي

الرابط على فايسبوك
. التدين الشكلي (32): هل يوجد معنى للدعاة في مجتمعات مسلمة، وهل لدى الناس مشكلة حقا مع الاسلام حتى نقوم بدعوتهم


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-05-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء