لاتناقشوا التفاصيل والاشخاص، ناقشوا المنظومة: نموذج الشيخ الذي رفض الحجاب
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 660 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
رأيت العديد مبتئسا مما قاله أحد المتحدثين في أمور الدين ممن استدعي في إحدى وسائل الاعلام التونسية نافيا الحجاب وغيره مما أثار المتابعين
والناس تنافسوا في الرد على ما قاله ونقاش محتوياته، وهم كالعادة يتناولون الأمور من زاوية محورية الشخص
وتركيزهم على الشخص ومحتويات كلامه، يجعل الموضوع كله متعلقا بمحتوى كلامه وبشخصه فقط، كأن الشيخ هكذا قام لوحده بقول ذلك الكلام من دون استدعاء له ومن دون اختيار الموضوع ومن دون انتداب له هو تحديدا، وهذا قصور تصوري
علينا الكف عن التناول الشخصي لمسائل الواقع لأن التناول بمحورية الفرد سيخفي حقائقا عديدة أخرى يراد لنا ان لاننتبه لها
- التناول والفهم من زاوية الفرد يجعل الافعال متناثرة لا رابط بينها، وهذا لايمكننا من الانتباه لحقيقة وجود جهة اخرى هي من تقوم على كل تلك الافعال التي تبدو لارابط بينها
- انها منظومة فرنسا للتشكيل الذهني في بُعد الاعلام، ذلك دورها تؤديه بإتقان، وبالتالي ليس علينا نقاش تفاصيل ما تقدمه تلك البرامج بقدر وجوب العمل على كشف طبيعة هذه الاجهزة والتذكير بانتمائها الوظيفي لمنظومة فرنسا وبوجوب تفكيكها
- نقاش محتويات ما تقدمه تلك البرامج الاعلامية أي نقاش كلام ذلك الشيخ والاستغراق فيه، يفترض ضمنا القبول بذلك الاعلام وبأدواره وافتراض أنها أدوار سليمة من حيث وجودها وانما الرفض يتعلق بالمحتوى
بينما في حالتنا المحتوى هو نتيجة لطبيعة ذلك الاعلام الدائر في فلك المركزية الغربية ومجالها المفاهيمي
أي أن ذلك الشيخ مجرد "حشو بنادق" ولو رفض هو الحضور لاستدعوا غيره
- علينا فهم الواقع واحداثه من خلال أدوات منهجية، وأنا أقدم إحداها وهو التفسير بالمنظومات عوض التفسير بالفرد ثم التفسير بالفعل الزمني وليس بالفعل الحدث النقطة
- التفسير من زاوية منظومات التحكم يكشف لنا مدى الافعال وترابط عديد الاجهزة التي تعمل على اخضاعنا (إضافة للاعلام هناك التعليم والتثقيف) ويجعل فهمنا وردود افعالنا اكثر فاعلية
- التفسير بالفعل الزمني وليس الفعل النقطي، يجعلنا ننتبه لكون الفعل مسار في الزمن له أسباب وله نتائج وله فواعل عديدة غير من تراه الطرف المباشر في ذلك الفعل الحدث، وهذا يجعلنا نستوعب اكثر مدى عمل المنظومة، في حالتنا منظومة فرنسا (1)
------------
(1) يمكن التعمق في هذه النقطة وهو التناول النقطي وغيره، من خلال بحث لي بعنوان:
الربط بفرنسا :الآليات الذهنية لصناعة الضحايا (2) – التفسير النتائجي
https://myportail.com/articles_myportail.php?id=9988