السذاجة مدخل للسعادة ووهم الفعل: البكاؤون لايسقطون الانقلابات
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 456 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حينما تجد من يفترض منهم التصدي للانقلاب بحكم انهم احزاب ومؤسسات وقع الانقلاب عليها، يكتبون العرائض للمنظمات والجهات الدولية، وفيهم من يجتمعون دوريا بأدب كأطفال الروضات أمام المسرح البلدي رافعين تلك الشعارات التي قُدّت بعناية وبأناقة والموجهة للعالم، ثم يعتقدون أنهم سينهون الانقلاب
أولا: أنت لاتملك إلا أن تحسدهم على هذه الثقة في أنفسهم وقوة اعتقادهم أن مايفعلونه من تفاهات ذو قيمة بحيث يتصورون أنه يمكن تصنيفه مقاومة لانقلاب
لكأنه توجد علاقة بين مقدار سذاجة الفرد وبين الاعتزاز بتفاهة أفعاله، فكلما كان ساذجا كانت أفعاله تافهة مع ثقة كبيرة في حكمتها وجدارتها
ثانيا: حينما تجد هذا العجز في فعل المقاومة بحيث يختصر في الاستنجاد بالغرب ومنظماته، تفهم أن مشكل الاحزاب التي حكمت تصوري فكري، بحيث انعدم ابداع الحلول لديهم وانتهى لذلك الصنف من "المقاومة" وهو التباكي وانتظار احسان الغير وتدخله للإنقاذ
ثالثا: تصل لنتيجة التساؤل وهو أن هؤلاء اصلا كيف حكمونا، والحال أن أقل عابر يمكنه أن ينتزع منهم السلطة ولو لم ينقلب قيس لانقلب غيره عليهم لشدة خوائهم في التصور وفي الفعل
رابعا: لأنهم يقربون للسذاحة فهم لايستوعبون حقيقة انهم بصدد تعميق تبعيتنا للغرب باستنجادهم بمنظماته، فانتم بماتفعلون تثبتون تهمة التبعية للغير وانتم حتى وإن افلحتم في اسقاط المنقلب، فإنكم ستطردون منقلبا لكنكم ستدعمون التحكم الغربي فينا، فبئس المقاومة التي تقومون بها التي تعتمد على الاجنبي
خامسا: توجد حلول كثيرة للمقاومة غير التميز في البكاء واصدار البيانات الأنيقة الموجهة للغرب ومنظماته، لكنكم أنتم و قادتكم الحكماء أو الذين تولوا امر حزبكم من بعدهم، لاتريدون النظر فيها أصلا
ولااعني كما تعتقدون العنف والدم، لا لا، هناك حلول عديدة للمقاومة لاتريدون او لاتستطيعون القيام بها، ربما لأن الكثير منكم ممن يحكم حزبكم أو من يشارككم وقفاتكم التافهة تلك، أصلا أجانب فرنسيون وغير ذلك (يلطف اللفظ ويقال عنهم أنهم مزدوجو الجنسية)