البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

حول منع الكتب: هذه معارككم الداخلية التي لا تعنينا كثيرا أو قليلا

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 332
 محور:  مختلفات

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هناك من يفزع لأقل صيحة تقول بمنع كتاب، فيهب ملبّيا منفعلا بلفظ المنع غير متثبت

علينا الخروح من أسر الإلزام بالثنائيات، أي وجوب الوقوف في الصف المقابل لأحد طرفي مواجهة ما، هذا إلزام فاسد ينتهي بجعلك طرفا ومتبنيا لمعارك لاتعنيك، نحن نرفض طرفي هذه المعارك، لأننا نرفض الاساس الفكري الذي يتحرك فيه كل منهما

أعتقد الموضوع فيه الكثير من الزوايا التي علينا النظر منها بغرض الفهم وتجنبا للتحول لخدم نوظف لدى الغير من دون قصد ذلك وبداعي النية الطيبة

- الكتاب هل ينظر إليه باعتباره حاملا لمحتوى أو ينظر إليه لاعتبار ذاته أي قطع ورقية، أي هل أن الكتاب ينظر إليه لاعتبار دلالته كناقل ومحتوى للفكر وللمعاني أم بنظر إليه باعتباره دالا أي وسيلة أي قطعة مادية فقط

- الكتاب في بعده المادي يصبح مثله مثل الاوراق الجامدة، فقيمته إذن تأتى من دلالته باعتباره حاملا للمعنى وليس لاعتبار ذاته ككتلة مادية
فقيمة الكتاب من محتواه، بالتالي فرفض منع الكتاب يأتي من رفض المحتوى، أي لو كانت تلك الكتلة الورقية فارغة من المحتوى ذي المعنى فلاقيمة لمنعها

- رفض منع الكتب دلالته رفض منع الافكار المخالفة من أن تظهر للناس، فهذا الرفض المبدئي يفترض أن يتصدى لأي منع للفكر مهما كان حامله كتابا أو غير كتاب
وحصر الرفض بالمنع المتعلق بالكتب فقط قصور تصوري

إذا كان رفض المنع سببه رفض لأي منع فكري، فعلينا البدء أولا برفض عمليات منع الآخر السابقة

- لو فهمنا أن المحرك هو هذا السبب المزعوم والمرفوع أنه رفض منع الآخر الفكري على إطلاقه وهو دلالة رفض المنع، فعلينا أن نبدأ بالمتحكمين بالواقع التونسي الحالي منذ عقود وهم أولاء الذين يشرفون على معرض الكتاب الحالي وهم الذين يتحكمون في أدوات التشكيل الذهني من تعليم وإعلام وتثقيف، ثم هم هؤلاء الذين يسندون الانقلاب الذي يمثل أعلى درجات الغاء الآخر المخالف

- هؤلاء الذين أسميهم منظومة فرنسا، لماذا يرفضون الآخر وهل كان وجودهم إلا على أنقاض ذلك الآخر، لماذا منعوا هذا الآخر وهم عموم التونسيين من أن يتواجد في أي مستوى من التأثير بتونس، فتعقبوا أصحاب أي توجه يقول برفض المركزية الغربية ورفضوا أن يشاركهم أدوات التعليم والتثقيف والاعلام التي يحتلونها كأنها إرث حصري لهم يؤثّرون فيها ويصبون فيها مفاهيمهم وتصوراتهم الغريبة المستوردة من فرنسا ومن الغرب عموما، ما لايراجعهم فيه غيرهم
ثم زادوا في استبعاد الآخر فكان أن انتصروا عليهم بأدوات الدولة طيلة عقود فسجنوهم وفتكوا بهم وشردوهم وقتلوهم واغتصبوا نساءهم ويتّموا ابناءهم

ثم أصدروا قوانينا أبعدوا بها عشرات الألاف من التونسيين من الفعل الاجتماعي لمجرد أنهم يقولون بالمركزية الاسلامية أي لكونهم مخالفين فكريين، فأدخلوهم السجون بقانون الارهاب والتكفير، وتعقبوهم في ممارساتهم فضيقوا عليهم حياتهم وأرهبوهم حتى منعوا سفرهم وتحركهم

ثم لما حانت فرصة "ثورة"، تواطؤوا ضدها وهيؤوا للانقلاب عليها وانتهوا أعوانا لدى الإنقلاب
ثم هم الآن يموهون في خدماتهم لدى المنقلب فيزعمون أن هناك وضعا طبيعيا وأن هناك معرضا للكتاب، والحال أن مشرفي هذا المعرض وصاحب الكتاب الممنوع كلهم مجرد أدوات لدى منظومة فرنسا التي طالما ولغت في دمائنا ومنعتنا وتلذذت بهواننا
كل هؤلاء مجرد بيادق في آلة كبيرة يتعاركون في تفاصيلهم الداخلية، معاركهم لاتعنينا ولا يجب أن نتوقف عندها ولا أن نقف مع طرف ضد آخر

هؤلاء أي المانع والممنوع كلهم يجب أن يندثروا باعتبارهم أدوات مغالبة لنا، باعتبارهم أدوات منظومة فرنسا التي تخضعنا منذ أكثر من قرن، وهي الآلة التي يجب تفكيكها كشرط للتحرر، ثم يحاسبوا لأنهم أعداء للتونسيين، لا أن نتوقف وننظر في تنازعهم الداخلي

هم يوظفوننا في حروبهم التافهة التي لاتهمنا ولاتفيدنا، لأنهم يعرفون انفعالنا وشدة حميتنا العمياء، يعرفون سرعة فزعتنا الساذجة التي تقف مع كل مستنجد، وهم يعرفون أننا لا نتعمق في فهم الأمور لذلك يستدعوننا لمعاركهم ويتناصرون بنا على بعضهم، ثم لما يظهر طرف منهم ضد الآخر، يرجعون لدأبهم في استبعادنا وتحقيرنا وتحقير مركزيتنا العقدية

علينا النظر بشمولية للصورة ولأحداث الواقع
هذا انقلاب وكل من يسنده أي هؤلاء الذين يقدمون كمسؤولين لمعرض الكتاب ووزراء أعوان للانقلاب، وهذا الذي منع كتابه أحد الدائرين في المركزية الغربية لا يعنينا مايكتب لأنه مغالب لنا ويعادينا

----------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. حول منع الكتب: هذه معارككم الداخلية التي لا تعنينا كثيرا أو قليلا


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-04-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء