علينا الخروج من ردود الفعل، علينا إنتاج مسار فعل خاص بنا
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 509 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الذين يسعون للبرهنة على أن الغنوشي لم يدع للحرب الاهلية التي اتهم بها، إنما يقومون بالإساءة للغنوشي
وقد رأيت العديد، منهم مقربين من الغنوشي ذاته يرددون هذا الكلام الدفاعي وينفون تلك التهم، وهم يعتقدون أنهم يحسنون التصرف وصدّ الانقلاب
أن ترفض التهمة تلك، أنت تريد القول أنك موافق على الاعتقال ولكن مشكلتك مع التهمة وعدم صحتها، فأنت ضمنيا تساند الانقلاب
والحال أن التهمة مجرد تعلة للاعتقال، فأن تبقى متعلقا بالتهم وردها يجعلك من دون فعل حقيقي ضد أصل المبادرة لدى المنقلب التي يستعملها لايجاد التهم والفعل بالواقع وضد خصومه
وأنت حينما تدافع ضد تلك التهم، فإنك تكون أبقيت نفسك في رد فعل ضد فعل الاعتقال، فتحركك لاحق عن فعل سابق
إذن فصاحب رد الفعل تابع بطبيعة مواقفه التي تكون تابعة للفعل الأول
إذن الذي يقوم برد الأفعال لن يستطيع المقاومة، لأنه سيكون مسبوقا دائما بدرجة فعل من خصمه وعدوه
لذلك كتبت من قبل وأعيد، من أراد أن يكون صاحب أثر في الواقع، عليه أن لايرد الفعل
الذي يريد أن يكون فعّالا عموما وضد الانقلاب خاصة، عليه أن ينتج فعلا جديدا، عليه أن يؤسس لمسار فعل آخر غير الفعل الأول
من أراد التأثير عليه أن يخرج من التأثّر والانفعال بالغير ويصنع حدثا وفعلا يكون هو المتحكم فيه فيضطر الغير أن يردوا عليه بالنفي والتكذيب والتبرؤ، فيكون هو السابق عليهم والمتحكم في مسار الحدث
ملاحظتي هذه تصح كقاعدة عامة في مواجهة الواقع، وغيابها أي القبول بدور المتأثر صاحب رد الفعل، يمكن أن يفسر جزئيا ضياع فرصة الثورة طيلة العشرية الفارطة