فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 532 محور: مقالات في المعنى
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الكثير منا يقرأ تلك الكتابات التي يولع أصحابها بالتصحيحات والاعتراضات على الكلمات وبالدقة هم يعترضون على المفاهيم المستعملة لكن بطريقة حادة
فهم يكتبون ويقولون مثلا أن العيد ليس ذلك الذي تفهمونه ولكنه كذا وكذا
وهم يقولون أن الصدقات ليست تلك التي تفهمونها وتفعلونها وإنما هي كذا وكذا
وأن العمل ليس الذي تفهمونه من ذهابك للشغل ولحقلك ولمصنعك وانجازك وانما هو شيء آخر وهو كذا وكذا
وهم يؤكدون أن السياسة ليست التي يمارسها السياسيون من جماعتنا وإنما يجب أن تكون كذا وكذا
وأن الثقافة ليست التي نراها وإنما هي شيىء آخر
مايقوله هؤلاء في أصله به صحة، فكل الممارسات مجرد نماذج من ممكنات متعددة، وطبيعي أن تكون هناك احتمالات أخرى للفعل غير التي نراها في التدين والسياسة وغيرها
لكن ما يقصده هؤلاء ليس الاشارة لتعدد الممكنات، وإنما هم يقصدون نفي تلك الممارسات فهو نفي الإمكانية، وأنها بالتالي غير سليمة فاسدة، وأن الصحيح هو ممكن واحد آخر فقط هو الذي يفهمونه هم
هؤلاء لايتواضعون فيقولون مثلا أنه يوجد فهم آخر غير ذلك الموجود وموازي له وهو فهمهم، لا هم يقصدون بمواقفهم أنه لايوجد فهم صحيح وحقيقي غير فهمهم (الصحيح لايعني أنه حقيقي، لكنهم يسطحون الأمور فيقصدون بالحقيقي الصحيح والعكس بالعكس)
نحن ازاء تصورات بدائية وحدّية، تتعامل مع الأمور بطريقة تسطيحية ذات بعد واحد
وهذا أمر غريب، لأنه لايكاد يوجد أي موجود لامادي ذو بعد واحد أي إمكانية واحدة، فكل شيىء من اللاماديات له امكانيات عديدة، وأن يلغي أحدهم احتمالية تصرف ثم إلزام الغير برأيه أنه الوحيد الممكن، فهذا يعكس فساد تصور وفهم