مدخل لإسلام العقيدة: الإسلام يجب أن يستقل عن أي سلطة ولايجب أن يكون اختصاصا
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 525 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الشأن الاسلامي يجب أن يتحرر من تأثير وتوجيه أي سلطة وأولها السلطة السياسية، لكن كذلك التحرر من سلطة الطوائف وشيوخها والمذاهب و"علمائها" ورجال الدين عموما (1)
لايعقل أن يقع الدعوة لاستقلالية القطاع الثقافي والرياضي والنقابي مقابل قبولنا بتدخل السلطة السياسية والتحكم في المجال الديني
الإسلام يجب أن يتحول لمكون من منظومة التشكيل الذهني كالإعلام والثقافة والتعليم، وهذا سيحوله لأداة تأثير في الواقع
الاسلام لايجب أن يكون متحكما فيه من أقليات بزعم التخصص، تستولي عليه وتؤوله وتوجهه لمصالح مجموعة متحكمين
الاسلام يجب أن يترك حرا ينمو بمختلف اتجاهاته واجتهاداته عالمهم وأقلهم علما، المختص في علوم الاسلام ولكن كذلك الطبيب والمهندس والأقل مستوى علمي، علينا ترك أي كان يتحدث بما لديه ثم الواقع والنقاشات المتبادلة ستقوم بالتصفية، وهذا هو الطريق الذي تطور فيه الفكر الاسلامي عبر التاريخ الذي لم يعرف فكرة التخصص في علوم الإسلام، حيث كان علماء الاسلام ذوي مهن مختلفة واختصاصات متنوعة
فكرة التخصص في علوم الاسلام حديثة نسبيا نمت مع اتجاهات التحكم في الاسلام وضبطه
الاسلام يجب أن ينتشر أفقيا في كل الاختصاصات أي يكون طبقة عليا في أي اختصاص لا أن يكون اختصاصا موازيا لاختصاصات أخرى
فكرة الاسلام كاختصاص مستقل تجعله غير مؤثر في الواقع وهو فهم ينطلق من تصور الدين بمعناه المسيحي حيث الواقع لايدار بالدين
الاسلام لايجب أن يكون مهنة يتكسب منها الناس ويرتزقون من الافتاء في مسائله والحديث فيه والتحكم في "أسراره"، هذا تتفيه للاسلام وتضييق على انتشاره وسلوك يجب أن ينتهي
الإسلام منظومة ذو مركزية عقدية أي أنه يجب أن يؤثر في كل مناشط الحياة فهو ليس اختصاصا موازيا للطب والهندسة كما في المسيحية وإنما هو تصور أولي يؤثر في الهندسة والطب والصناعة والتجارة فهو طبقة من تلك الاختصاصات وليس موازيا لها، فالمهندس المعماري الاسلامي يشتق تصاميم البناء من المعاني الاسلامية مثلما يفعل المهندس الغربي من المعاني المشتقة من الحضارة الغربية ومجالها المفاهيمي، لأن الاسلام ليس مجرد دين بالمعنى المسيحي وإنما مركزية عقدية تنتج مجالا مفاهيميا
وقس على ذلك غيرها من الأنشطة كالترفيه والرياضة، فهي كلها يفترض أن تكون واقعة تحت طبقة الاسلام العليا وتصوراته ومفاهيمه، لا أن نترك كل تلك الانشطة نهبا للمركزية الغربية تتغذى من مجالها المفاهيمي ثم نأتي بعد ذلك نستفتي مجموعة منعزلة عن الواقع تسمى علماء، أحلال هذا أم حرام، وقد وقع الفأس في الرأس ساعتها، فتكون فتاويهم مثلها والعدم سواء من حيث تأثيرها على الواقع
حينما يكون الاسلام غير متحكم فيه من أي جهة فسيتحول لمكوّن من المجال المفاهيمي الذي يؤثر في الواقع، وساعتها سيتواجد آليا في كل الانشطة يضبطها ويوجهها، وسيسهل ساعتها إحياء معاني
المركزية العقدية الموجهة لكل مناحي الحياة التي تتغذى من الإسلام
وهذا هو إسلام العقيدة الذي أقصد به المرحلة الأرقى من الإسلام فوق طبقات إسلام الهوية وإسلام الثقافة
-------
(1) نظريا لايوجد في الاسلام مفهوم رجال الدين، لكن عمليا تحول المتحدثون والمختصون بالحديث في الاسلام من هذه المراكز المنتشرة في ديار الإسلام، لطبقة ذات امتيازات وتمايز اجتماعي تماثل الكنائس ورجال الدين المسيحيين