فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 692 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
وقع تداول الحديث في معنيي "مسلم" و"إسلامي" وتم الرجوع لأقدم استعمالات مصطلح "إسلامي" عند أبي الحسن الأشعري، وخلص عبد السلام الككلي في مقال له حول هذا الموضوع، أن "إسلامي" استعمل قديما في دلالات سيئة حسب تصنيفات الأشعري، وهو استعمال غير الذي يتحرك فيه اليوم
أعتقد أنه يمكننا الحديث في هذين الوصفين المصطلحين، من زاوية أخرى، وسنرى أنهما ذات دلالات مختلفة ولا علاقة لسوء الموصوف بالاستعمال
- "إسلامي" وإسلامية تفريع من إسلام، فهو وصف يحيل للدين الاسلامي من حيث هو منظومة شاملة، فهو تعلق بالفكرة والمركزية الاسلامية وليس تعلقا بالأفراد وتمثلاتهم للإسلام
لما كان "إسلامي" وصفا يتعلق بتتبع الإسلام كمنظومة بمستوياته المختلفة أي مستوى الفرد ومستوى الواقع، ثم كل ذلك ببعدي الغيب والشهاة الذين يؤطران كل تلك المستويات، فإن وصف إسلامي لا يصح إلا مع الموجودات التي فيها احتمالات استيعاب المعاني التي تتحرك في كل هذه المستويات المتنوعة المذكورة
بالتالي لايصح إطلاق وصف إسلامي على موجود لاينتج أو لا توجد فيه مستويات الاسلام المختلفة تلك
- "مسلم" وصف يطلق على الفرد كما استعمله القرآن على المنضبطين بالإسلام، فهو وصف له تعلق بالأفراد في مستوى تمثلهم للإسلام
فمسلم إذن مصطلح يحيل للأفراد في علاقتهم بالبعد التعبدي الفردي من الإسلام
- الفرد في مستوى تعبده وانضباطه بالإسلام يوصف بالمسلم، لأنه وصف يحيل للبعد الفردي من الإسلام
لكن نفس الفرد يمكن ويصح وصفه بالاسلامي حينما يكون له تعلق بالأبعاد الأخرى من الاسلام غير الفردية، وذلك حينما يراد إظهار نشاطه مابعد الفردي من الإسلام
أي أن أنشطة الفرد المسلم للتصدي للمغالبين عقديا داخل المجتمع وتأثيراتهم العقدية والفكرية من خلال أدوات التاثير الذهني من خلال هياكل أو فرق، هذه أنشطة تدور حول مفاهيم الإسلام العليا التي تتحرك في أفق ضبط المجتمع والتأثير فيه وليس أفق الفرد، لذلك توصف بالأنشطة الإسلامية والقائم بها إسلامي
- بهذا المعنى الذي قدمته، فإن كل من يتحرك في عمل يتعلق بالاسلام خارج مجال الفرد، فإنه وجوبا يسمى إسلاميا ولايصح وصفه بالمسلم في تعلق بنشاطه ذلك، كما أن الهياكل التي تستوعب تلك الأنشطة من أحزاب ومنظمات وفرق، هياكل إسلامية ولا يصح تسميتها بالهياكل المسلمة لأن مسلمة وصف للفرد في مستوى تعبده كما بينت سابقا
- لذلك فإن وصف أبي الحسن الأشعري للفرق ب"الإسلامية" ليس لأنهم ذوو سوء وفساد عقدي كما ذهب لذلك عبد السلام الككلي، وإنما لأن موضوع نشاطهم الحديث والدعوة لأبعاد الاسلام الشاملة باعتبارهم فرقا، بل لايصح أصلا وصفهم بغير الإسلاميين، وإن كانوا ذوي رأي وتصورات فاسدة فتلك مسألة أخرى لا علاقة لها باطلاق وصف إسلامي عليهم