البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

الناس هم أيضا ضحايا، وتحميلهم مسؤولية حالنا رأي غير سليم

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 352
 محور:  تفكيك منظومة فرنسا

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كتب عبداللطيف العلوي متألما ممن قال إنهم "اختاروا العبودية طوعا وحقدا وجهلا"، وقال: "ما الفائدة من أن تحرق أعصابك وشرايينك وتزهق عمرك في محاولة إقناع هؤلاء....اتركوا للزّمن أن يفعل فعله ! لا يوجد سبيل آخر!"، وهو يقصد عامة الناس الساكتين، كما يتصور

أعتقد أن هذا الكلام المرّ، سببه خلط منهجي كبير، ينطلق من فهم الواقع أنه نتيجة تصميم وفعل أفراد

الحقيقة أن واقعنا لا يسطره ولا يقوده الأفراد، وإنما المنظومات هي التي تقوم بذلك
اعتقاد أن بعض أفراد أو مجموعة منهم هم من يخططون ويقررون أحداث واقعنا، كلام ربما يصح في القرون الوسطى، أما الآن فإن الواقع تحكمه منظومات تتوزع على كل مستويات التأثير يؤطرها مجال مفاهيمي ومركزية عقدية ومصالح مادية تغذيها

هناك منظومات للتوجيه الذهني وصناعة الرأي تتحكم في التعليم والتثقيف والإعلام وتفريعاتها من منظمات وأحزاب وغيرها
وهناك منظومات تشتغل بالسياسة، هدفها التأثير في الأحزاب والمنظمات والافراد الفاعلين
وهناك منظومات تهيء للفعل السياسيي فتعلي من البعض وتخفض وتقزّم من البعض الآخر

في حالتنا بتونس، فإن منظومات التحكم والإخضاع التي تستهدف التونسيين على تنوعها، تلتقي في انتمائها للمركزية العقدية الغربية، ولها ربط ما بفرنسا كرمزية عليا، لذلك أسميها منظومة فرنسا، وذلك لايعني بالضرورة الارتباط المباشر مع الأجهزة الفرنسية، وإنما منتسبو تلك المنظومات التحكمية استقلوا في انتماءاتهم للمركزية الغربية وفي كرههم لمكونات هويتهم المحلية أي اللغة العربية والاسلام، فهم يكرهون اللغة العربية كما تكرهها فرنسا أو أكثر وهم يعادون الاسلام كما تعاديه فرنسا أو أكثر، فلم يعودوا إذن في حاجة لتلقي التعليمات المباشرة من فرنسا وإن كان بعضهم مازال يفعل ذلك

بالمقابل، الأفراد الذين نحملهم مسؤولية فساد حالنا، هم مجرد محتوى استهداف لفعل المنظومات التحكمية والإخضاعية تلك، فهم عناصر مفعول بها، بل إنهم ليسوا على إدراك أصلا بتوظيفها لهم ذلك، فهم ضحايا في مرحلة متقدمة من السلبية، فلا يصح تحميلهم المسؤولية

إذن واقعنا تتحكم فيه المنظومات وليس الأفراد، المقصود هنا بالتحكم ليس التنفيذ لأن التنفيذ سيكون دائما من خلال الافراد ثم إن التنفيذ مرحلة سلبية في سلسلة مكونات الفعل، وإنما القصد التخطيط والتصور والقيادة، فهي كلها لمنظومات

بالتالي فالاصرار على فهم الواقع أنه نتيجة مسؤولية أفراد وانعدام وعيهم، ليس فقط ظلم لعامة الناس هؤلاء، وإنما تشويش وتغطية على الاسباب الحقيقة المتحكمة في واقعنا في كل مستوياته، فهو تناول يخدم سادة الواقع ومنظوماته الإخضاعية

الخطأ الثاني المتداول أننا ننظر للواقع على أنه تتالي أفعال سائبة لا رابط بينها، ولم نستوعب حقيقة أن الفعل مجرد نقطة من مسار كامل قبل وبعد تلك النقطة (1)، ثم إن مسار ذلك الفعل ذاته قد يكون تفريعا من ظاهرة

إذن الإشكال الثاني الذي نعاني منه هو تناول الواقع كنقاط فعل سائبة وليس كمسارات وظواهر

هاتان النقطتان أي التعامل مع الواقع كأفراد وليس كمنظومات ثم فهم الاحداث كأفعال نُقَطية وليس كمسارات وظواهر، تعدان أهم الإعاقات التصورية التي تمنعنا من الفعل أمام مغالبينا

لكل ذلك وغيره، كنت أقول ومازلت أن مشاكلنا فكرية منهجية قبل أن تكون مادية أو غيرها

----------
(1) ينظر لبحث لي في هذا الباب:
الربط بفرنسا :الآليات الذهنية لصناعة الضحايا (2) – التفسير النتائجي
https://myportail.com/articles_myportail.php?id=9988



**************
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود


الرابط على فايسبوك

الناس هم أيضا ضحايا ومن فساد الرأي تحميلهم مسؤولية حالنا


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-04-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء