الأجانب ذوو الأصول التونسية، أهم أداة للإقناع بالتبعية وتكريسها
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 576 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لأمر ما لا أجد ما يجعلني أقدّر التونسيين الذين تركوا بلادهم وقفزوا من مركبها المترنح وفروا بحثا عن الخلاص الفردي، وهم الذين يشتغلون في مخابر وشركات أجنبية، بل ويحمل بعضهم جنسيات تلك الدول، أي أنهم لم يعودوا تونسيين خلّصا وإنما تحولوا لأجانب
ثم إني لست متأكدا أنه يوجد سبب للفرحة بتميز أحد هؤلاء "الهرّابة" للبلدان الاجنبية، مادام خراج انجازه سيرجع لتلك الدولة التي انتمى إليها وفضّل جنسيتها ولتلك الجامعة التي يدرس بها ولذلك الشعب الذي سعى للتقرب منه هربا من أبناء بلده البؤساء الذين نشأ بينهم ثم هو الآن يأنف منهم ويكاد يتبرأ منهم بل إن البعض يتبرأ منهم فعلا
لا أفهم كيف لمن لم يرض بالانتماء لتونس أن يكون محل ترحاب وتنويه وافتخار من التونسيين، وهل الذي تحول للتابعية الأجنبية إلا رافضا للانتماء الخالص لبلده، فهو في أحسن الحالات قاسم انتماءه الأصيل التونسي الأول مع بلد آخر، فهو لم يعد وفضّل أن لايكون تونسيا خالصا فعلينا أن لانعامله كتونسي خالص كما أراد
ثم إني لا أستوعب لماذا يفزع الناس كل مرة فرحا بأحد هؤلاء الذين ينجحون عالميا وينالون الجوائز، فماهو قبل كل شيىء إلا فرنسي أو ألماني أو انقليزي أو أمريكي، فمالكم وماله
أتفهم أنه الإحساس بالفشل والعجز والضياع الذي يغرقنا ونعاني منه، هو سبب كون الكثير يبحث عن أي انجاز وهمي حتى وإن وقف وراءه أجنبي له صلة عرقية بتونس، لكن هذه أوهام للتعويض عن الفعل الحقيقي
إنها أحاسيس التمزق النفسي التي تجعل البعض يحترم أجنبيا ترك بلاده، فيسعى لتقديره وهو الذي لم يحترمك
علينا أن نتعامل مع الانتماء للدول الغربية مقياسا للتصنيف، وكل من والى دولة أجنبية فحمل جنسيتها أو تلقى منها تمويلا أو ساهم في خدمتها، فهو يجب أن يسفه ويوسم بصفات الترذيل
وكل هذا شروط أولية من أجل تنقية الساحة التي تهتكت بشيوع الارتباطات بالاجنبي والتساهل فيها
والارتباط الأجنبي يعدّ أهم سبب في هواننا منذ عقود، ثم هو سبب ضياع فرصة الثورة حيث كان الاجانب هم من حكم الاحزاب التي تسلمت قيادة مرحلة الثورة، لدرجة أن فرنسية كانت نائبة رئيس مجلس النواب الذي أعد "دستور الثورة"، وأنا أرى أن هذه السقطة لوحدها كافية لرفض ذلك الدستور، ثم هي كافية لتفسر لنا سبب ضياع الثورة، حيث تصل القوة بالاجنبي أن يحكمنا من خلال ابنائنا المزعومين
واذكر إن أردت أن ثلاثة رؤساء حكومات تولوا أمرنا وهم فرنسيون وأن أكثر من ذلك بكثير من الوزراء كانوا أيضا فرنسيين، كل هذا في مدة عقد فقط