يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نتعلم من تجاربنا أن الكثير من المشاكل الصغيرة التي تغرق تفاصيل حياتنا، يصعب التغلب عليها بطريقة حاسمة، وأنه يمكن حلها من خلال التأقلم معها بطريقة ما
وأنا هنا أتحدث عن صروف الحياة مع الناس وتنازعك ومغالباتك معهم، لكني أتحدث كذلك عن الاشياء البسيطة، أتحدث عن تلك المنغصات الصغيرة التي تواجهك في بيتك وحديقة بيتك وأثاث بيتك وسيارتك ومع أبنائك وزوجك، فليس كل شيء يستحق الازالة والهدم والكسر والرفض والبدء من جديد، لأنك إن مضيت كذلك فلن تصل لأي شيىء وستنتهي حياتك لجحيم تتلوّى فيه
نتعلم أنه من العبث وسوء التدبير أن نتوقف عند كل مشكلة وعند كل تهجم علينا وعند كل رفض لكلامنا وعند كل ذمّ من الآخرين لنا، وسنتعلم أن وقتنا ثمين لقصر حياتنا وكثرة أهدافنا بما يلزمنا أن لانبذره في تعقب التفاصيل التافهة
وتعلمنا تجاربنا أن الحلول الأفضل يصعب في الغالب إنجازها وأن علينا الاكتفاء بالحل الأقل تكلفة
نتعلم من تجاربنا أن علينا البحث عن راحتنا الواقعية وليس راحتنا الذهنية المتخيلة
نتعلم أن علينا البحث عن الفاعلية وليس عن الكمال، وأن الكمال ليس لنا من الوقت والكلفة لإنجازه فهو سقف متخيل، لأن السعي وراء الكمال سراب بل هوس وهاجس إن استبد بك أحالك للتيهان
تعلمنا التجارب أن علينا التواضع والتأقلم مع الموجود في محيطك واعتباره رفيقا تألفه وتأنس به وإليه، لا مغالبا تسعى للاطاحة به
ذلك الذي نتعلمه بل نضطر لتعلمه قسرا يسمونه النضج، ولكنه حقيقة الهزيمة أمام الواقع الذي قام بتشذيبنا وكسر أشواكنا الحادة وهدّ من طموحاتنا الفائضة