البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

التنسيق الأمني، بين الرغبة في وقفه والحاجة إليه

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3456


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


نظراً لانسداد الأفق السياسي للعملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي انتهت قبل عامين تقريباً- بغض النظر عن التفاوضات السريّة- ولعدم تجاوب إسرائيل لأي من استحقاقات السلام، وعدم كفّها لممارساتها الاحتلالية ضد الفلسطينيين وسواء الاستيطانيّة أو التضييقيّة الأخرى، اضطرّت السلطة الفلسطينية إلى إبلاغها عن استعدادها لإعادة النظر في علاقاتها معها وبالعملية السياسية ككل، وحذّرتها في نفس الوقت، بعدم التزامها بأي بنود اتفاقات سابقة، ما لم تتعهد باحترام تلك الاتفاقات، وتنفيذها كافّة استحقاقات السلام المترتبة عليها.

وفي خطوة متقدمة، أعطت للأجهزة الأمنيّة التابعة لها، مهمّة البتّ فيما إذا كانت قد وصلت الأمور إلى المرحلة التي تستوجب التخلّي عن المساهمة في التنسيق الأمني - الذي لا يزال زاهياً بالنسبة إلى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي حتى هذه الأثناء- وذلك استناداً لقرار المجلس المركزي بمنظمة التحرير، والتي صدرت عنه قبل عامٍ واحدٍ من الآن، والتي تهدف إلى تحسين سياسة السلطة باتجاه الفلسطينيين، ولمعاقبة إسرائيل والضغط عليها كي تقوم بتعديل سياستها باتجاه حل الصراع.

السلطة بالتأكيد، وصلت إلى قناعة بأن لا فائدة من المفاوضات مع إسرائيل، ولا حتى في حال تغيُّر الحكومة إلى يساريّة، وفي ضوء تقارب اليسار إلى اليمين أكثر من أي وقتٍ مضى، وبات لديها أن من الأفضل وقف التنسيق، برغم عِلمها بأن إقدامها على إنهائه ليس سهلاً بسبب تجذرها في أعماقه وإدمانها عليه، كما أن التفكير بشأن التحوّل إلى دولة سيكون أكثر صعوبة، فعلاوةً على أن قِلّة داخل المجتمع الدولي تميل إلى تفضيل ذلك، فإنه لا يُمكن إهمال مسارعة إسرائيل إلى التلويح بإعادة احتلالها للمناطق، في حال شعورها بأي محاولة باتجاه تجاوز الأوضاع القائمة.

حتى برغم الإجراءات الإسرائيلية المحتملة، فإن السلطة تبدو راغبة في تنفيذ سياستها، وعلى رأسها، تنفيذها لقرار وقف التنسيق الأمني، وذلك لاستنادها إلى عِدّة خيارات (استراتيجية) مُهمّة، كانت قامت بتكوينها خصيصاً لإدارة حل الصراع مع إسرائيل، وأهمّها: الاتجاه نحو بناء مُقاومة شعبيّة على الأرض، وتكثيف النشاط باتجاه تدويل الصراع، والمضي باتجاه دعم المؤتمر الدولي بحسب المقترح الفرنسي، باعتبارها خيارات صالحة وتقود إلى حلول.

إسرائيل ترى بأن كل ما تتحدث به السلطة، هي أحاديث غير مُجدية بالضرورة، سيما وأن العملية السياسية برمّتها، هي مُنحصرة في التنسيق الأمني، بمعنى: عدم وجود تنسيق أمني، يساوي لديها عدم وجود عملية سياسية، وكانت قد تكلّمت كثيراً وفي كل مناسبة عن انتهاء السلطة الفلسطينية، وتنبأت بانهيارها، وألقت باللائمة عليها، باعتبارها هي من تحتاجه ليس بأقل من الحاجة الإسرائيلية، وفي نفس الوقت هي من تُبادر نحو اتخاذ خطوات مُتباعدة عن السلام، وفي ضوء مكوثها على مواقف جامدة، ليست في وارد إسرائيل كي تتحملها.

حتى هذه الأوقات، كثفت إسرائيل من حديثها عن ذلك الانهيار، باعتباره مسألة وقتٍ وحسب، وفي ظل أنها لا ترى بأن الفرصة سانحة للتوصل إلى حلٍ مناسب، وذلك بسبب التهديدات الفلسطينية، واشتداد تيار الهبّة المقدسية الدائرة، وبرغم ذلك الزعم، يقوم سياسيون وعسكريون إسرائيليون، على أن اختيار السلطة لوقف التنسيق بشكلٍ حقيقي، يُعتبر بمثابة وضع نهاية مأساوية لها، ولحركة فتح أيضاً، سيما وفي ظل الحاجة إلى استمراره، وسواء من أجل الإبقاء الباب موارباً أمام استئناف المفاوضات، أو لتفادي أضرار قد تصل إلى ما لانهاية، وسواء التي ستقوم إسرائيل بتطبيقها، أو تلك الامتيازات التي ستحصل عليها حركة حماس.

يجب الاعتراف بأن إسرائيل يهمّها كثيراً صمود السلطة وإلى مُدة أطول، بسبب أن في انتظارها - في حال تمّ انهيارها-، تداعيات عميقة، سياسيّة واقتصاديّة وأمنيّة، وخاصةً إذا برزت كمسبب وحيد لذلك الانهيار، وسوف يهمّها أقل، فيما لو حصل الانهيار ذاتيّاً، أي بسبب خطوات السلطة نفسها، باعتبارها هي من تتّجه نحو حدوثه.

على أي حال، يمكننا الافتراض بأن السلطة هي الآن في كامل ارتباكها، والذي ضاعف من حجم حيرتها في شأن اتخاذ قرار بهذا الصدد، إلى الدرجة التي جعلتها بلا شك أمام نوع من المشكلات التي تبدو حلولها أكثر صعوبةً منها، أو تلك التي ليست لها حلول جازمة على الأقل، باعتبارها أصبحت أمام خيارين يبدوان على هذه الشاكلة.

فهي إن تختار قرار وقف التنسيق، فسيتعيّن عليها استقبال تدهورات خطيرة لأوضاعها، إسرائيلياً ودولياً، وإن تختار استمراره - لمدّة إضافية محددة، حيث تمّت المدافعة عنه مُسبقاً باعتباره (مقدّساً وسيستمر)-، وإن تحت بند الحاجة الماسّة إليه، وسواء للمحافظة على المنجزات الفلسطينية، أو لإعطاء إسرائيل فرصة أخرى، كي تتحسس رأسها وتعود إلى صوابها، فإنها أحق الناس بمعرفة ما سيترتّب عليه من تداعيات مؤلمة، وسواء بالنسبة لها أو للقضية بشكلٍ عام.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، ناتنياهو، فلسطين، تل أبيب، القدس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-03-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن الطرابلسي، علي الكاش، أشرف إبراهيم حجاج، يزيد بن الحسين، أحمد الحباسي، خبَّاب بن مروان الحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ضحى عبد الرحمن، رمضان حينوني، سيد السباعي، صالح النعامي ، مراد قميزة، د- هاني ابوالفتوح، كريم فارق، وائل بنجدو، عبد الغني مزوز، أحمد بوادي، المولدي اليوسفي، د - الضاوي خوالدية، عراق المطيري، عواطف منصور، محرر "بوابتي"، د. عبد الآله المالكي، د - عادل رضا، محمود طرشوبي، محمد اسعد بيوض التميمي، الهيثم زعفان، صفاء العربي، محمد يحي، حميدة الطيلوش، رافد العزاوي، محمد الياسين، كريم السليتي، العادل السمعلي، د. طارق عبد الحليم، محمد عمر غرس الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- محمد رحال، د. عادل محمد عايش الأسطل، إسراء أبو رمان، خالد الجاف ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، د - صالح المازقي، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي العابد، المولدي الفرجاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، تونسي، صفاء العراقي، سلوى المغربي، علي عبد العال، طارق خفاجي، حسن عثمان، د- محمود علي عريقات، عبد الله زيدان، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - محمد بنيعيش، أ.د. مصطفى رجب، د. خالد الطراولي ، رافع القارصي، أنس الشابي، أحمد النعيمي، يحيي البوليني، إيمى الأشقر، سليمان أحمد أبو ستة، د - شاكر الحوكي ، د - المنجي الكعبي، إياد محمود حسين ، أبو سمية، منجي باكير، طلال قسومي، د - مصطفى فهمي، حاتم الصولي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عمر غازي، مجدى داود، فتحـي قاره بيبـان، صلاح الحريري، د.محمد فتحي عبد العال، سفيان عبد الكافي، سلام الشماع، صباح الموسوي ، د. صلاح عودة الله ، عزيز العرباوي، فهمي شراب، رضا الدبّابي، عبد العزيز كحيل، محمد شمام ، رشيد السيد أحمد، عبد الرزاق قيراط ، محمد الطرابلسي، الناصر الرقيق، صلاح المختار، الهادي المثلوثي، مصطفى منيغ، د. أحمد بشير، عبد الله الفقير، سعود السبعاني، فوزي مسعود ، فتحي الزغل، محمود فاروق سيد شعبان، د- جابر قميحة، محمد العيادي، أحمد ملحم، د. أحمد محمد سليمان، نادية سعد، محمد علي العقربي، محمد أحمد عزوز، بيلسان قيصر، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفي زهران، جاسم الرصيف، سامر أبو رمان ، ياسين أحمد، محمود سلطان، حسني إبراهيم عبد العظيم، عمار غيلوفي، ماهر عدنان قنديل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز