البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حالة من الارتباك والصراع في إسرائيل

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3601


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يبدو ارتباك إسرائيل واضحاً، من خلال سياستها إزاء الانتفاضة الفلسطينية الجارية، وذلك بناءً على التقارير المتباينة، التي تقدمها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حيث كان بعضها يُشير إلى الاعتقاد، بأن الانتفاضة ستستمر لبعض الوقت فقط، وستنطفئ من تلقاء نفسها، فيما أشارت تقارير أُخرى، إلى استمرارها وإلى أوقات غير معلومة، وسيترتب عليها إشكالات مُتفلّتة، ربما تصل إلى حرب دينيّة.

استندت الأولى على عِدّة بيانات، بدأت برفض السلطة الفلسطينية الواضح لافتعال انتفاضة جديدة، وعملها على كبح جماح الأشخاص الذين ينوون القيام بعمليات ضد الإسرائيليين، وكانت قد أوعزت - وفق تلك التقارير – إلى شطب ما يُشير إلى التحريض في وسائلها الإعلامية، وفي الأسابيع الأخيرة، عملت على نشر رجال أمن، في مناطق التماس في أنحاء الضفة، لمنع الاشتباك بين الشبان الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين، واضطُرّت أحياناً إلى اعتقال نُشطاء تابعين لحركة حماس والجهاد الإسلامي.

كما تُشير، إلى أنه أصبح لدى الفلسطينيين قناعة، تُفضي إلى أن طريق العنف لن يكون سبباً في جلب المنافع لهم، بل وسيؤدي إلى تفاقم مشكلاتهم الأمنية والمعيشية أيضاً، وقد كانت الاستطلاعات الأخيرة قد أنبات عن تململهم إزاءها بوضوح، خاصة وأنهم يفتقدون لأيّة اهتمامات عربية، كما حصل في أحداث سابقة، فضلاً عن مشاهدتهم للإعلانات التي تقول، بأن إسرائيل تتحدث مع ممثلين عن دول عربية، دون أن تظهر عليهم أيّة اهتمامات بما يجري في المنطقة، وبخاصةً أولئك الذين طلبوا صراحةً من الرئيس الفلسطيني "أبومازن" استعادة الهدوء.

إضافةً إلى تسجيلها، بأن الإجراءات التسهيليّة التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية باتجاه الفلسطينيين، وسواء كانت على النطاق المعيشي، كفتح بعض الطرق أو إزالة بعض الحواجز، والتقليل من الإجراءات الأمنية، واستئناف إصدار تصاريح عمل للفلسطينيين، أو في إطار منح المساهمات التي تُساعد السلطة، في التعامل مع الانتفاضة بشكل فعّال.

بينما ناقضت تقارير أخرى، التقارير السابقة، باعتبارها مُضللة وغير حقيقية، حيث أكّدت بأن الأحداث ستستمر وستتصاعد أيضاً، وتدعم أقوالها، بأن قيادات في السلطة، وجهات فلسطينية أخرى، وخاصة حركة حماس والجهاد الإسلامي، تساند وبطرق قويّة في هذا الاتجاه، كما أن السلوك الإسرائيلي الضار بالفلسطينيين، هو من الأسباب الرئيسة في تغذية موجة العنف، حيث أدّى إلى الوصول إلى مرحلة جديدة، وهي مرحلة قيام عناصر مسلحة تابعة للسلطة الفلسطينية بالانضمام إلى النشطاء الفلسطينيين، ومشاركتهم بالسلاح.

من جهةٍ ثانية، والتي جعلت إسرائيل أكثر ارتباكاً، هي التقارير التي مُهمّتها الإنباء عن نوايا الرئيس "أبومازن" هو نفسه، حيث أفادت ذات مرّة، بأنه في الجانب الآخر من الانتفاضة، وخاصةً بعد إشهار معارضته لها، أو لأيّة اندلاعات مسلّحة، وقيامه بالطلب من قادة الأجهزة الأمنية، بالتوقف عن الدعوة إلى تشعيلها، حيث بدأت بوضع ثقتها في قيادته، وإن بالاستناد إلى خشيته من تقدّم حركة حماس، التي لا تعجبها سياسته في الضفة، في حين أنبأت تقارير أخرى، إلى أنه يعتمد سياسة مزدوجة، يُريد من خلالها ضمان كسب أوراق سياسيّة خاصة بالقضية الفلسطينية، وفي ذات الوقت الحفاظ على قاعدته الشعبية، خاصةً في ضوء انخفاض رصيده الانتخابي وحركة فتح التي يقودها خلال الفترة الأخيرة.

ما سبق، كان جديراً بنشأة الكثير من الجدل بين القادة الإسرائيليين – سياسيين وعسكريين- حول نوايا الفلسطينيين فيما إذا كانوا يُفضّلون استمرارهم في تشعيل الانتفاضة، أم أنهم باتجاه العمل على حسرها، فبينما زعمت طائفة منهم، والتي يقودها رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" بأن الانتفاضة ستكون مؤقّتة، باعتبار حكومته تُؤدّي سياسة صحيحة، وبما تتناسب مع حساسية الأوضاع التي تمرّ بها إسرائيل، فقد زعمت أخرى، والتي يقودها زعيم حزب إسرائيل بيتنا "أفيغدور ليبرمان"، بأن تصعيدها سيكون وارداً، بسبب عجز الحكومة عن وقفها، وهو الأمر الذي أسفر عن تهاوي طائفة "نتانياهو" أمام طائفة "ليبرمان" وخاصة بعدما دعا إلى اتخاذ تدابير أمنيّة وسياسية (طائشة)، وسواء كانت باتجاه "أبومازن" أو باتجاه السلطة والفلسطينيين بشكلٍ عام.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، ناتنياهو، فلسطين، تل أبيب، القدس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي عبد العال، محمد اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، بيلسان قيصر، فوزي مسعود ، أشرف إبراهيم حجاج، محمد عمر غرس الله، نادية سعد، صلاح الحريري، فتحي الزغل، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد علي العقربي، د - محمد بن موسى الشريف ، الهادي المثلوثي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مراد قميزة، منجي باكير، علي الكاش، عبد العزيز كحيل، صالح النعامي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - شاكر الحوكي ، إياد محمود حسين ، محمد شمام ، تونسي، سامح لطف الله، محمود سلطان، فهمي شراب، صباح الموسوي ، د- جابر قميحة، د. طارق عبد الحليم، ماهر عدنان قنديل، د- محمد رحال، أحمد الحباسي، سليمان أحمد أبو ستة، إيمى الأشقر، ضحى عبد الرحمن، رمضان حينوني، سيد السباعي، ياسين أحمد، المولدي اليوسفي، الهيثم زعفان، حسن الطرابلسي، محمد أحمد عزوز، د. أحمد بشير، د - عادل رضا، رافع القارصي، د. عبد الآله المالكي، حميدة الطيلوش، فتحـي قاره بيبـان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، أحمد بوادي، عزيز العرباوي، الناصر الرقيق، المولدي الفرجاني، سامر أبو رمان ، د. أحمد محمد سليمان، حسن عثمان، عمر غازي، أنس الشابي، وائل بنجدو، يحيي البوليني، عبد الرزاق قيراط ، سفيان عبد الكافي، إسراء أبو رمان، محمود فاروق سيد شعبان، صفاء العربي، أبو سمية، د. عادل محمد عايش الأسطل، مصطفي زهران، فتحي العابد، د- محمود علي عريقات، مصطفى منيغ، أحمد ملحم، حاتم الصولي، محمود طرشوبي، محمد الياسين، طارق خفاجي، سعود السبعاني، محمد الطرابلسي، رافد العزاوي، جاسم الرصيف، رضا الدبّابي، خبَّاب بن مروان الحمد، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلوى المغربي، د - محمد بنيعيش، خالد الجاف ، أ.د. مصطفى رجب، عمار غيلوفي، عبد الله الفقير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله زيدان، صفاء العراقي، أحمد النعيمي، يزيد بن الحسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد العيادي، مجدى داود، طلال قسومي، سلام الشماع، د - المنجي الكعبي، العادل السمعلي، صلاح المختار، رحاب اسعد بيوض التميمي، رشيد السيد أحمد، كريم السليتي، محمد يحي، كريم فارق، عراق المطيري، د. صلاح عودة الله ، د - مصطفى فهمي، د - الضاوي خوالدية، عواطف منصور،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة