البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المسلمون في إيران والمؤمنون في السعودية

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3626


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


علاوة على أن منطقة الشرق الأوسط تعيش حياةً بائسة وعلى غير ما يُرام، حيث الصراعات على أشكالها وبلا انقطاع، وسواء كانت سياسية خلافية أو عسكرية دامية، فقد برزت إلى السطح إشكالية صراع جديدة، وهي تلك التي نشأت من غير أن يتوقعها أحد، بين المملكة السعودية وإيران، على اعتبار أن الكل كان في انتظار لحظة الإعلان، عن بناء علاقات إيجابية أكبر بين البلدين، خاصة وأنهما كانتا في حالة مباحثات وُصفت بالمُهمّة والضرورية، لزيادة مقادير الثقة ومجالات التعاون فيما بينهما.

فقد رأينا كيف انقلبت المساعي التعاونيّة إلى صراعية، وذلك في أعقاب الغضب الإيراني الكبير نتيجة قيام المملكة، بإعدام 47 شخصاً أدينوا بتهم الإرهاب، ومن بينهم رجل الدين الشيعي السعودي "نمر باقر النمر" باعتباره لديها، أحد أبرز مُشعلي الفتنة الطائفية والخروج بالقول الجهر على وليّ الأمر، حيث قامت الدولتان بتخفيض يافطات التودد والاقتراب، وإعلاء رايات المُباعدة والاحتراب.

الاستهجان السعودي لردة الفعل الإيرانية، بشأن تنفيذ الحكم باعتبار "النمر" سعودي الجنسيّة، وباعتباره محظورٌ عليها الاعتراض، لم يكن هو السبب الأعلى في تصعيدها الحاصل، فهناك أسباب حقيقية أخرى، كانت وراء اشتعال الأزمة على نحوٍ أكبر.

فعلاوةً على أن إيران تثبت بوضوح - بالنسبة للسعودية-، دعمها لمناوئي الحكم في البلاد، فهي ترى بأن نجاحها، في كسب اتفاق نووي مع الدول الكبرى (5+1) من جهة، ما يُسهل أمامها الطريق نحو امتلاك القوة النووية، وإن بعد وقتٍ ما، وسعيها من جهةٍ أخرى، نحو ترتيب مشكلات للمنطقة العربية، لزرع الشقاق والفتنة، وصولاً إلى بسط هيمنتها على المنطقة والسيطرة على مقدراتها، ما يؤهلها لأن تكون عدواً حقيقياً.

وبالمقابل، فإن إيران ترى بأن السعودية، هي من تقود نحو مناوئتها، وهي من تعمّدت تنفيذ الإعدام نكايةً بها، واستفزازاً لهيبتها، وهي من تُصر على نسيانِ مكانتها، وتُدلل على ذلك، في إقدامها على تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب، دون توجيه دعوة لها للمشاركة فيه، وما أعقبه من قيامها بإنشاء مجلس تعاون اقتصادي وعسكري مع تركيا، إضافةً إلى انخراطها في التحالفات الدولية التي تم إنتاجها لمحاربة الإرهاب.

كما أن مسألة تواجدهما وجهاً لوجه في كلٍ من سوريا والعراق واليمن ومناطق ساخنة أخرى، فإن الاختلاف المذهبي وصراع النفوذ السياسي، كانت من الأسباب المألوفة، التي تكشف عن مدى شدّة الصراع بينهما.

إذا غضضنا الطرف عن جملة التهديدات العسكرية المتبادلة باعتبارها غير واردة، فإن هذه الأزمة ألقت بظلالها على المنطقة والعالم أيضاً، فعلاوة على تحركات عير سارّة طغت على المستويات الاقتصادية والمصلحية الأخرى، فإن سياسات إقليمية ودولية تأثرت بالأزمة وخاصة العربيّة، حيث كشفت مرة أخرى عن انقسامات حادّة في مواقفها حيالها، وكأنّها أصبحت صراعات عربية- عربية.

فقد سارعت دول عربيّة عِدّة إلى اتخاذ مواقف شاجبة تأييداً للسعودية، ومن ثم قامت إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران ومنها البحرين والكويت والسودان وموريتانيا وغيرها، وأعلنت دول عن تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي، وسارعت أخرى، إلى تخطيئ السعودية وتأييد إيران، كـ سورية وسلطنة عُمان والعراق، حيث طالب مسؤولون عراقيون صراحةً بالانضمام إلى شحب الخطوة السعودية، وهناك دول وجهات عربية أخرى، وكأنها أحجمت عن التصويت.

بناءً على توقعات العديد من الخبراء السياسيين عرباً وغربيين، من أن الخطوة السعودية محفوفة بالمخاطر، باعتبار أن قرارها قطع العلاقات مع إيران هو متعجّل وخاطئ، فإن إيران أعلنت بأن قطع العلاقات معها لن يضرها في شيء، لكن هذا ليس دقيقاً بالضبط، تماماً كما هو حال السعودية، الذي سيتضرر أيضاً، باعتبارهما معاً، اختارتا المواجهة بدل التعاون.

ويأني الضرر الأكبر- بغض النظر عن رفع مستوى التوتر المذهبي (السنّي- الشيعي)، الذي أصبح منتشراً وأكثر من أي وقتٍ فائت- عندما تُصرّ السعودية على تشكيل تحالفٍ ضد إيران، وفي ضوء اعتمادها على الولايات المتحدة، وعندما تُصر إيران على وجوب تعريف السعودية بقوتها العسكرية الذاتية، وإصرارها الأكبر باتجاه الدفع بالتنسيق أكثر مع روسيا، الأمر الذي سيُكوّن المزيد من التعقيد في المشهد الإقليمي ككل، والذي من شأن توابعه المؤلمة، في أنها لن تقوم بالتفريق بين المسلمين والمؤمنين وحسب، بل ستتنقل إلى منافع وخدمات إلى إسرائيل، والتي يدور حديثها، عن فرصة إضافيّة مهمّة للاقتراب أكثر من الرياض.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

السعودية، إيران، آل سعود، الشيعة، الصراعات الطائفية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن عثمان، د. خالد الطراولي ، إياد محمود حسين ، مجدى داود، العادل السمعلي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح الحريري، د - مصطفى فهمي، سعود السبعاني، أبو سمية، حميدة الطيلوش، مصطفى منيغ، فوزي مسعود ، د. عبد الآله المالكي، علي الكاش، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الياسين، سامح لطف الله، مراد قميزة، طارق خفاجي، محمد اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، خالد الجاف ، د. صلاح عودة الله ، حاتم الصولي، أحمد الحباسي، ماهر عدنان قنديل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- محمد رحال، د. مصطفى يوسف اللداوي، كريم فارق، سلوى المغربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صباح الموسوي ، محمد يحي، المولدي اليوسفي، محرر "بوابتي"، أ.د. مصطفى رجب، رافع القارصي، تونسي، خبَّاب بن مروان الحمد، الهيثم زعفان، رافد العزاوي، عبد الله زيدان، رحاب اسعد بيوض التميمي، يزيد بن الحسين، د- هاني ابوالفتوح، فتحي العابد، محمود طرشوبي، بيلسان قيصر، د - عادل رضا، الهادي المثلوثي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد علي العقربي، يحيي البوليني، عراق المطيري، طلال قسومي، رشيد السيد أحمد، نادية سعد، فهمي شراب، ياسين أحمد، د - الضاوي خوالدية، د - شاكر الحوكي ، عمار غيلوفي، د- محمود علي عريقات، جاسم الرصيف، حسني إبراهيم عبد العظيم، منجي باكير، صلاح المختار، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، سيد السباعي، د - المنجي الكعبي، د. أحمد بشير، د - محمد بن موسى الشريف ، سفيان عبد الكافي، سامر أبو رمان ، د.محمد فتحي عبد العال، فتحـي قاره بيبـان، أحمد ملحم، د. طارق عبد الحليم، إيمى الأشقر، محمد أحمد عزوز، المولدي الفرجاني، د. أحمد محمد سليمان، صالح النعامي ، وائل بنجدو، عبد الغني مزوز، أحمد النعيمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العربي، حسن الطرابلسي، د - صالح المازقي، عمر غازي، عبد العزيز كحيل، عبد الله الفقير، عواطف منصور، محمد شمام ، أحمد بوادي، عزيز العرباوي، رضا الدبّابي، محمد العيادي، علي عبد العال، صفاء العراقي، ضحى عبد الرحمن، مصطفي زهران، إسراء أبو رمان، أشرف إبراهيم حجاج، محمد الطرابلسي، د - محمد بنيعيش، فتحي الزغل، سلام الشماع، عبد الرزاق قيراط ، د- جابر قميحة، محمود سلطان، محمد عمر غرس الله، رمضان حينوني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أنس الشابي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة