البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الدب الروسي.. حليف إسرائيل الصامت على الأراضي السوريّة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3134


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أخيراً تمكّنت إسرائيل من استهداف القيادي في تنظيم حزب الله "سمير القنطار" بعدما أخذت وعوداً على نفسها بالثأر منه لقتله عائلة إسرائيلية وشرطيين إسرائيليين اثنين في العام 1979، حين كان لا يزال يبلغ 16عامًا، بعدما اضطرّت إلى الإفراج عنه من سجونها بعد 30 سنة من الاعتقال، في صفقة تبادل مع تنظيم حزب الله اللبناني خلال العام 2008، تم بموجبها استلام إسرائيل حثتي جندييها "أودي غولدفاسر" و"إلداد ريغيف" اللذين تم سحبهما إلى الأراضي اللبنانية، بعد قيام عناصر من الحزب بعملية نوعية في الشمال الإسرائيلي عام 2006.

وللتأكيد على أن عملية الاستهداف هي ثأريّة، وليست كما يُقال بأن "القنطار" كان يُعد لهجوم كبيرٍ ضد القوات الإسرائيلية، بسبب أن هناك حقائق دامغة تشير إلى ذلك، فعلاوةً على أن صفقة التبادل كانت قد أحدثت جدلاً كبيراً داخل إسرائيل، باعتبارها تدور عن جثث وليس عن جنود أحياء، ويتطلب عمل المزيد حيالها، فإن هناك سوابق لإسرائيل في هذا المجال، حيث قامت باغتيال القيادي في تنظيم حزب الله "عماد مغنية" داخل سوريا في فبراير 2008، بحجة قيادته في تصميم هجمات باتجاهها، وباغتيال" القيادي في حركة حماس "محمود المبحوح"، في قلب الإمارات العربية في يناير 2010، بحجة أنه ساعد الحركة في نقل الأسلحة، وساهم في قتل إسرائيليين.

لقد نقلتنا عمليّة اغتيال "القنطار" في أجندة الأحداث السورية الدائرة، إلى عدة أطراف، باعتبارها جادّة حول أن اغتياله، هو إعلان حرب، وهذه الأطراف هي إيران بالدرجة الأولى ثم سوريا ثم تنظيم حزب الله، لكن وبغض النظر عن النشاطات الإسرائيلية المتلاحقة باتجاه سوريا، والتي تكثّفت وتيرتها منذ الهبوط الروسي على الأراضي السوريّة، والتي لم تلق أية ردود واضحة، فإن الشكل الذي ستقوم بالرّد به تلك الجهات، قد يكون مختلفاً هذه المرّة، وإن بطرق صامتة أو غير مباشرة، برغم ما تصل إليه بعض المصادر العسكرية، بأن الرد لن يكون جاهزاً، وليس بوسع أيّ طرف من الأطراف المتاذّية، مجرّد التفكير، بسبب انشغالها العسكري ضد جبهات أخرى.

بنفس القدر الذي انفرجت فيه أسارير القيادات في إيران وسوريا وحتى تنظيم حزب الله بقدوم الروس إلى المنطقة، فقد ضاقت ذرعاً إسرائيل بذلك التواجد، لكن الذي خفف عنها ذلك هو نجاحها في تسجيل تفاهمات حول مصالحها، بحيث لا تؤثر نشاطات أيهما على الأخرى، وقد أثبتت جملة العمليات العسكرية الإسرائيلية وخاصة الأخيرة، باعتبارها كانت نتاجاً لهامش الحرية الذي أتاحه تنسيقها مع روسيا، وهو الجانب الذي أخفقت فيه الأطراف الثلاثة من تسجيل تفاهمات مماثلة، تحد من نشاطات إسرائيل وتمنع استغلالها للأحداث الجارية.

صحيح، أن إسرائيل كانت تقوم بمهاجمة أهداف مهمّة داخل سوريا، باعتبارها أهداف مُعادية، ولكنها في نفس الوقت كانت تقوم بها من خلال رعشة متواصلة، بسبب خشيتها من ردود سورية جزئية، حيث كانت حينها تهتم بأنها سترد على تلك الهجمات، وتخشى أكثر من أن تمتد إلى حرب شاملة بانضمام تنظيم حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة اعتمادا على المساهمة الإيرانية، ولذلك فقد امتنعت لفترة من مهاجمة أهداف سورية أو تابعة لتنظيم حزب الله هناك.

لكن الآن وعلى ما يبدو، فإن إسرائيل بدت أكثر نشاطاً وأقل خشية، ربما ليس ارتكازاً على الانشغالات العسكرية وحدها، بل بسبب التواجد الروسي، الذي بدا كما لو كان حليفاً إلى جانبها، وفي ضوء أن الروس لا يرون أي تناقضات للأنشطة الإسرائيلية داخل سوريا، كما أعلن عن ذلك نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال" يائير غولان"، باعتباره المسؤول عن التنسيق مع الجيش الروسي.

وكان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الذي اعتبر بأن التناقضات تكمن مع تركيا، ليس ترتيباً على إسقاط الطائرة فقط، وإنما لأهداف تمس المصالح الروسية، قد أعلن تحدّيه لأيّ طائرة تركيّة تمس الحدود السورية، وبأنه سيقوم بإسقاطها في الحال، بينما لم يحذّر أي طائرات أخرى.
إن قيام إسرائيل بتصفية "القنطار" داخل الأراضي السورية، وهي تعلم بأنها ثلاثيّة الأبعاد، لا يُعتبر لديها الآن شيئاً مخيفاً، بسبب ارتكازها على الجيش الروسي، بشأن تكفّله بحثّ الأطراف المعنيّة على الصبر التجلّد، سيما وأن قادة تلك الأطراف يُفضلون الامتناع عن إشعال جبهة أخرى، باعتبارها باهظة التكاليف، لكن هذا لا ينفي أن تنأزم درجة عداءها باتجاه إسرائيل، كما يمكنها من تشغيل نشاطات أخرى تعتبر بمثابة ردود مقبولة، يمكنها تغطية هذه المرحلة على الأقل.

ويمكننا الافتراض في هذا الصدد، بأن تواصل جهات، ملاحقة مصالح إسرائيلية في الخارج، أو قيامها بإطلاق مقذوفات صاروخية نحو اسرائيل، كما حصل وتم إطلاق بعضاً منها من الأراضي اللبنانية باتجاهها، أو القيام باستهداف جنود إسرائيليين على طول الحدود المحاذية.
وكانت حركة الصابرين العاملة داخل قطاع غزة، والتي تستمد قوّتها (المأهولة) من إيران مباشرةً، وبرغم عِلمها بتحذيرات حركة حماس، التي لا تسمح بتعكير الهدوء الحدودي، لدواعٍ سياسية وعسكرية، قد أعلنت بأنها اتخذت قراراً بتصعيد هجماتها الحدودية ضد إسرائيل، وربما مع عملية اغتيال "القنطار" ستعمل على مخالفة تلك التحذيرات، وربما تجد نفسها مضطرّة إلى اللجوء إلى داخل العمق الإسرائيلي، باعتبار أن الرد على عملية الاغتيال، يتعلق بإيران، وليس بسوريا أو بحزب الله.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سمير القنطار، حزب الله، سوريا، روسيا، الحرب الاهلية بسوريا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-12-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
كريم السليتي، سامر أبو رمان ، عمر غازي، سليمان أحمد أبو ستة، يزيد بن الحسين، ياسين أحمد، رضا الدبّابي، وائل بنجدو، بيلسان قيصر، د. عبد الآله المالكي، عبد العزيز كحيل، أحمد الحباسي، عبد الله زيدان، د - مصطفى فهمي، عبد الرزاق قيراط ، د- هاني ابوالفتوح، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد علي العقربي، د - محمد بنيعيش، نادية سعد، فوزي مسعود ، فتحـي قاره بيبـان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صلاح المختار، حسن عثمان، طلال قسومي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد العيادي، رشيد السيد أحمد، كريم فارق، يحيي البوليني، محمود فاروق سيد شعبان، سيد السباعي، د- جابر قميحة، تونسي، أحمد بوادي، حميدة الطيلوش، علي الكاش، المولدي اليوسفي، محمد شمام ، علي عبد العال، صالح النعامي ، إياد محمود حسين ، المولدي الفرجاني، رافع القارصي، رمضان حينوني، عزيز العرباوي، مجدى داود، مصطفى منيغ، د. خالد الطراولي ، محمود سلطان، د.محمد فتحي عبد العال، د- محمود علي عريقات، د - الضاوي خوالدية، ضحى عبد الرحمن، صفاء العراقي، فتحي العابد، سفيان عبد الكافي، أحمد ملحم، أنس الشابي، خالد الجاف ، عبد الغني مزوز، إسراء أبو رمان، مصطفي زهران، رافد العزاوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، أحمد النعيمي، مراد قميزة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهيثم زعفان، د - صالح المازقي، د. أحمد محمد سليمان، محرر "بوابتي"، د- محمد رحال، العادل السمعلي، منجي باكير، د. طارق عبد الحليم، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بن موسى الشريف ، خبَّاب بن مروان الحمد، عواطف منصور، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد بشير، محمود طرشوبي، إيمى الأشقر، أشرف إبراهيم حجاج، د. ضرغام عبد الله الدباغ، جاسم الرصيف، سامح لطف الله، د - عادل رضا، ماهر عدنان قنديل، محمد يحي، حسن الطرابلسي، صلاح الحريري، سلوى المغربي، عراق المطيري، عمار غيلوفي، أبو سمية، محمد أحمد عزوز، طارق خفاجي، صفاء العربي، د - المنجي الكعبي، الهادي المثلوثي، حاتم الصولي، فهمي شراب، محمد الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، صباح الموسوي ، سلام الشماع، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله الفقير، الناصر الرقيق، أ.د. مصطفى رجب، د. مصطفى يوسف اللداوي، سعود السبعاني، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، فتحي الزغل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة