البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العلاقات الإماراتية - الإسرائيلية؛ مِثالاً للفخر

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3665


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


فخر إسرائيل غالباً ما يأتي من اتجاه الدول العربيّة الشقيقة والمؤيّدة للقضية الفلسطينية، وسواء كان بالنسبة لممارساتها الاحتلالية على الأرض، أو بالنسبة حتى لأعمالها العسكرية ضد الفلسطينيين وبالذات ضد حركات المقاومة، أو بالنسبة لمساندتها في المحافل الدولية وسواء كانت بقصدٍ وبغير قصد.

فمجرّد السكوت أو التراخي من الدول العربية باتجاه ممارسات إسرائيل الاحتلالية، كالتضييق على الفلسطينيين وإقامة المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم المنازل العربية، كما هو حاصل منذ الماضي وإلى الآن، هو لدى إسرائيل مثيراً للفخر، والتنديد الخجول، خلال وبعد العدوانات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، كما حدث في كل جائحة عدوانية، يُعتبر أيضاً مثاراً للفخر.

كما أن التصويت في الأمم المتحدة أو الامتناع عنه لصالح إسرائيل، مثلما قامت مصر بالتصويت إلى جانبها في الأمم المتحدة، وامتناع دول عربية أخرى، أواخر أكتوبر الماضي، في شأن حصولها على عضوية كاملة في لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي، يعتبر مُثيراً أيضاً للفخر الإسرائيلي.

ويأتي الفخر الأعظم، من ناحية تواجد علاقات حميمية مع بعض الدول العربية، باعتبارها قمّة الأماني الإسرائيلية، بشكلٍ لم تستطع إسرائيل التكاسل عن إبرازه والإعلان به، حتى برغم اشتراطات تلك الدول، بأن تظل تلك العلاقات، ضمن الإطارات السرّية، ودون الجهر بها، من أجل ضمان استمرارها وللحفاظ على تألّقها.

ففي كل مرة، وسواء عن طريق الجهات الرسمية الإسرائيلية، أو عن طريق وسائلها الإعلامية، أو بطريق الصدفة، نستمع إلى علاقات حميمية متلاحقة، والتي تفوق بكثير العلاقات الثنائية المتبادلة مع بعضها البعض، هذا في حال لم تكن بينها صراعات محتدمة، وكانت تلك الدول التي تُشير إليها الجهات – الإسرائيلية-، تكتفي بنفي تلك الأنباء، أو تقوم بالامتناع عن التعليق عليها.

خلال اليومين الفائتين، طالعتنا الأنباء، بأن إسرائيل خلال أسابيع قليلة، ستقوم بافتتاح ممثلية ديبلوماسية رسمية (علنية) تابعة للوكالة الأممية للطاقة المتجددة (IRENA)، في دولة الإمارات العربية، وتحديداً في إمارة أبو ظبي، وبتعيين الديبلوماسي "رامي هاتان"، ليكون رئيساً لها، وذلك في أعقاب الاتفاق، الذي تم بين مدير مكتب الخارجية الإسرائيلية "دوري غولد"، مع مدير الوكالة د/"عنان أمين"، وذلك خلال زيارته السرّية التي قام بها "غولد" للعاصمة الإماراتية، حيث شارك في مؤتمر الوكالة، الذي عقد دورته العاشرة يومي 24 و25 نوفمبر الحالي.

كانت إسرائيل قد أعربت عن غبطتها، باعتبارها ستكون الدولة الوحيدة من بين 145 دولة المنتمية لتلك المنظمة، التي سيكون لها الحق بامتلاك ممثلية (مستقلّة) تابعة للوكالة في الإمارات، خاصة وأنها جاءت بناءً على تطورات إيجابية بشأن العلاقات المتبادلة، ولاشتمالها على اشتراطات إسرائيلية سابقة، بشأن الدعم الإسرائيلي للإمارات ضد ألمانيا في منافستها على الفوز بمقر الوكالة خلال 2009، والتي تُفيد بأن لا تقوم الإمارات بعرقلة النشاطات الإسرائيلية ضمن الوكالة، بمعزل عن الواقع السياسي.

وبرغم الردود الإماراتية ضد هذه المسألة، والتي تُوحي بأن لا تغيير على العلاقات المتصلة بإسرائيل، وأن المسألة تدخل في نطاق التنسيق مع (IRENA)، كما هو الحال مع أي هيئة دولية أخرى، والتي تشارك إسرائيل في أنشطتها المختلفة، ولا علاقة للإمارات بها، باعتبار أن المنظمة هي منظمة دولية مستقلة، تعمل وفق القوانين والأنظمة والاعراف التي تحكم عملها.

إلاّ أن الأمر يتعدى ما سلف، والذي يُوحي بأن هناك علاقات حقيقية تسير بينهما على قدمٍ وساق، بدأت على مثل تلك الحجج والمبررات، وسواء في كيفية دخول الإسرائيليين إلى البلاد، أو بالنسبة إلى التبريرات العربية بشأنها، وإلاّ فلماذا تقوم الدول وخاصة إسرائيل، بالامتناع عن السماح لمناوئين لها، أو من لا تُوجد لهم علاقات معها من دخول البلاد؟ برغم ارتباطاتهم بنشاطات دولية وإنسانية.

كما أن، وبغض النظر عن التصريحات الإماراتية التي فاخرت بنجاحها في علاقاتها بإسرائيل، بما عجز عنه العرب، وكانت تلك النجاحات قد توضحت من خلال تبادل الزيارات الرسمية، وتبادل العلاقات التجارية، وغيرها من الأمور الطويلة والتي لا يُسعفنا المجال لذكرها، فإن مجرد السماح لإسرائيل بافتتاح ممثلية خاصة دائمة ومستقلة، يُثير العجب، وحتى لو اقتصر الأمر على ما تُدافع به الإمارات في هذه المسألة، فإن إسرائيل تعتبر فتح الممثلية في حدِ ذاته، اختراقاً سياسياً عميقاً، في المنطقة العربية، وخاصة الخليجية منها، باعتبارها تجيئ ضمن أهدافها الاستراتيجية، باتجاه ترويضها، ونسيانها الزمن الأول.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإمارات العربية المتحدة، العلاقات الإسرائيلية الإماراتية، التطبيع مع إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-11-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - محمد بن موسى الشريف ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أ.د. مصطفى رجب، صلاح المختار، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحي الزغل، سلوى المغربي، طلال قسومي، أحمد ملحم، سلام الشماع، حاتم الصولي، أحمد النعيمي، رشيد السيد أحمد، الناصر الرقيق، حسن عثمان، د. أحمد محمد سليمان، د - الضاوي خوالدية، إسراء أبو رمان، يزيد بن الحسين، حسن الطرابلسي، رضا الدبّابي، ياسين أحمد، د - المنجي الكعبي، د- محمد رحال، محمد علي العقربي، فتحي العابد، د. عبد الآله المالكي، عبد العزيز كحيل، أحمد الحباسي، إياد محمود حسين ، سامر أبو رمان ، الهيثم زعفان، عبد الرزاق قيراط ، د - صالح المازقي، سامح لطف الله، محمد أحمد عزوز، أبو سمية، د- هاني ابوالفتوح، نادية سعد، محمد الياسين، صباح الموسوي ، العادل السمعلي، مصطفى منيغ، طارق خفاجي، رافع القارصي، د. خالد الطراولي ، محمد عمر غرس الله، بيلسان قيصر، عزيز العرباوي، فوزي مسعود ، محمد اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفي زهران، مراد قميزة، محمد شمام ، عبد الله الفقير، فهمي شراب، سعود السبعاني، الهادي المثلوثي، محرر "بوابتي"، عمر غازي، تونسي، محمد العيادي، رمضان حينوني، جاسم الرصيف، رافد العزاوي، د - شاكر الحوكي ، محمد الطرابلسي، سيد السباعي، حميدة الطيلوش، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، إيمى الأشقر، صفاء العراقي، حسني إبراهيم عبد العظيم، صالح النعامي ، عراق المطيري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. صلاح عودة الله ، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، سليمان أحمد أبو ستة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د.محمد فتحي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمار غيلوفي، د. أحمد بشير، محمد يحي، د - عادل رضا، المولدي اليوسفي، عواطف منصور، محمود سلطان، محمود طرشوبي، علي عبد العال، كريم السليتي، محمود فاروق سيد شعبان، مجدى داود، منجي باكير، وائل بنجدو، ماهر عدنان قنديل، أحمد بوادي، علي الكاش، عبد الله زيدان، د- محمود علي عريقات، كريم فارق، خالد الجاف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الغني مزوز، ضحى عبد الرحمن، يحيي البوليني، د. طارق عبد الحليم، فتحـي قاره بيبـان، سفيان عبد الكافي، د- جابر قميحة، د. مصطفى يوسف اللداوي، خبَّاب بن مروان الحمد، أنس الشابي، د - محمد بنيعيش، د - مصطفى فهمي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة