البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

خطابة أمريكية مختلفة: فقدان السلام

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3504


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا يخفى على أحدٍ، شعور رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" بالرضا الكبير، حيث اختتم جولته الأخيرة للولايات المتحدة بسلام وكما ينبغي له، وخاصةً بعد لقائه بالرئيس الأمريكي "باراك أوباما" وجها لوجه للمرة الأولى منذ توصلت واشنطن وشركائها - مجموعة الدول 5+1- إلى اتفاق نووي مع إيران، وكان من أبرز منتقديه، بغض النظر عن العلاقة المتدهورة بينهما بسبب القضية الفلسطينية، حيث حفل اللقاء بالكثير من الود والتفاهم، وتم وصفه بأنه الأفضل منذ أن تولّيا منصبيهما في العام 2009.

وإذا ما قمنا بترجمة ذلك الرضا، نجده عبارة عن تفاهمات مهمّة، اندلعت بين الرجلين، والخاصة بتصنيع آلية تنسيق شاملة، من أجل منع الصدام بينهما، ولِتجاوز أي سوء تفاهم قد يحصل في المستقبل من ناحية، وبتأكيدها في خدمة السياسات المختلفة حول القضايا السياسية والأمنيّة، وسواء باتجاه مصلحتهما معاً، أو على انفراد من ناحيةٍ أخرى.

وتعود تلك التفاهمات، لاعتبارٍ واحدٍ (أساسي) لكلٍ منهما، يتمثل الأول، في أن يقوم "نتانياهو" بالتحلّي بالهدوء وضبط النفس، بشأن الاتفاق النووي، وله الحرية - نظير المحافظة على هدوئه- في إدخال يده في إعماق الجيوب الأمريكية، وجلب ما وسعه من الاحتياجات المختلفة التي يطمح إلى جنيها.

وتركيزه من غير شك سيكون على الاحتياجات العسكرية، وخاصةً القادرة على درء أيّة تهديدات استراتيجية قد تواجهها إسرائيل، سيما وأن واشنطن استعدّت لتوفير ما يقرب من 40- 50 مليار دولار، لتغطية الاحتياجات الإسرائيلية على مدة العشر سنوات التالية لسنة 2018، باعتبارها السنة التي تُنهي العشر سنوات الجارية، والتي استلمت إسرائيل خلالها ما يقرب من 30 مليار دولار.

الثاني: هو غض الطرف بطريقة يختارها "أوباما" عن الممارسات الاحتلالية ضد الشعب الفلسطيني، والأهم هو التعهّد بعدم الخوض في إبداء أيّة مواقف حاسمة بشأن الصراع الدائر مع الفلسطينيين، وبعدم الإقدام على طرح مبادرات أو مشاريع تسوية في هذه المرحلة، والاجتهاد في طمس أيّة مبادرات قد تجلبها دول أخرى، في مقابل قيام "نتانياهو" بتأليف بعض الإجراءات الكفيلة- في نظره- بتهدئة الأوضاع الأمنيّة، وتحسين سُبل المعيشة للفلسطينيين.

وأمّا بالنسبة لسعي "أوباما" بإرسال "فرانك لوانستين" المساعد في وزارة الخارجية، والذي هبط إلى إسرائيل هذا اليوم، بحجة البحث عن أيّة فرصة للسلام، فإنه يأتي من باب أن إدارته معنيّة بإعادة الهدوء بين الإسرائيليين والفلسطينيين أكثر من أي شيءٍ آخر، وللإيحاء - كتحصيل حاصل- بأنها لاتزال تعمل باتجاه تدعيم التزام الطرفين بفكرة حل الدولتين، بسبب أن الحقائق المتوفّرة، لا تدل على أيّة أحاديث باتجاه تجديد المفاوضات أو التقدم نحو تسوية ما، باعتبارها ليست واردة، برغم سماعنا بأن مبادرة سلام أوروبية هي في طريقها للمنطقة.

خاصةً وأن "أوباما" أعلن بنفسه صراحة، عن قناعته، بأن السلام لن يكون متواجداً، خلال الفترة المتبقية من مدّته القانونية المقررة، والتي تنتهي بنهاية 2016، باعتبارها مدة قصيرة وغير كافية لإحداث حتى وإن على مستوى إعادة الثقة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، نظراً لتنامي مخاوف متبادلة، ولمكوثهما على مواقفهما المتصلبة.

حيث أن الفلسطينيين غير مستعدين للتنازل عن مبادئهم، باعتبارها وصلت إلى الحدود الحرجة، وغير مستعدين للاعتراف بإسرائيل كـ "دولة يهودية"، وغير مستعدين لتقديم تنازلات بشأن أمور أمنيّة هامة، تقول إسرائيل بأنها لا تستطيع التنازل عنها، خاصةً تلك التي يتمسّك بها "نتانياهو" من أن لإسرائيل الحق، في التواجد في الدولة الفلسطينية في حال تمّت التسوية.

ليس هذا وحسب، بل تواجدت اتهامات متبادلة، بشأن اتخاذ خطوات منفردة (تصعيدية) تحيد عن سبل السلام، فالسلطة الفلسطينية ذهبت أدراجها للأمم المتحدة وللمحكمة الجنائية الدولية، من أجل انتزاع أحكام قضائية ضد إسرائيل باعتبارها اقترفت جرائم حرب.

في المقابل، ذهبت إسرائيل باتجاه تكثيف الاستيطان، وفرض إجراءات تضييقية قاسية ضدها، وكان أعلن "نتانياهو" خلال أحياء ذكرى اغتيال رئيس الوزراء "إسحاق رابين" ردّاً على موقف السلطة المُتراخي بالنسبة للهبّة الفلسطينية الدائرة، بأن إسرائيل ستتخذ خطوات بحد السيف لتقوية الأمن الإسرائيلي، أي بدون إِخبارها أو التنسيق معها.

وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" المكلّف برعاية العملية السياسية برمّتها، والذي فشل ببراعة، بشأن وساطته الأخيرة لمفاوضات التسعة أشهر في الفترة ما بين 2013- 2014، للتوصل إلى اتفاق، هو الآخر أعلن عن عجزه بشأن التخمين، بأن هناك سلاماً محتملاً، وكان تفوّه يائساً: بأن السلام ليس مستحيلاَ، وهذا يعنى إذا ما قمنا باستنباط شعوره لحظة زفيره بهذه العبارة، بأن السلام (ليس ممكناً)، وهذا يعزز ما نضح به "أوباما"، الذي يحاول الابتعاد من الإعلان عن فقدان السلام.

على أيّ حال، فإن "نتانياهو" حصل على ما هو مطلوب، حيث تبيّن في السياق، أن الحديث لا يدور عن تنقية شوائب شخصيّة متبادلة مع "أوباما" أو مع إدارته بشكلٍ عام، بل عن ترسيخ تفاهمات أكثر ضرورية، وسواء المتعلقة بالاتفاقيّة النوويّة الإيرانيّة وكيفية التعامل معها، أو بتلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وكيفيّة تصفيتها، ناهيكم عن تحقيق مهمّة ترسيخ العلاقات التحالفيّة مع واشنطن، والتي تشمل أن تبقى إسرائيل قوّة متفوّقة على سائر دول المنطقة، وخاصة على تلك التي تعقد معها اتفاقات سلام نهائية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، امريكا، العلاقات الامريكية الإسرائيلية، نتنياهو،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-11-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمر غازي، أ.د. مصطفى رجب، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حاتم الصولي، د- هاني ابوالفتوح، صفاء العراقي، د. طارق عبد الحليم، سليمان أحمد أبو ستة، إياد محمود حسين ، د. أحمد محمد سليمان، صلاح المختار، سعود السبعاني، رافد العزاوي، عواطف منصور، عمار غيلوفي، إيمى الأشقر، خبَّاب بن مروان الحمد، د - شاكر الحوكي ، إسراء أبو رمان، محمود سلطان، أحمد النعيمي، نادية سعد، فتحي العابد، عبد الله زيدان، مراد قميزة، رمضان حينوني، محمد علي العقربي، د - مصطفى فهمي، محرر "بوابتي"، د. عبد الآله المالكي، الهادي المثلوثي، تونسي، عراق المطيري، عبد الله الفقير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عزيز العرباوي، خالد الجاف ، محمد الياسين، رافع القارصي، رشيد السيد أحمد، محمد عمر غرس الله، د - محمد بن موسى الشريف ، الناصر الرقيق، فتحي الزغل، الهيثم زعفان، محمد شمام ، طارق خفاجي، يحيي البوليني، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح الحريري، د.محمد فتحي عبد العال، حميدة الطيلوش، المولدي الفرجاني، أحمد الحباسي، د. صلاح عودة الله ، محمد اسعد بيوض التميمي، فوزي مسعود ، محمود فاروق سيد شعبان، كريم فارق، محمد الطرابلسي، د - صالح المازقي، حسن عثمان، سفيان عبد الكافي، عبد الرزاق قيراط ، أشرف إبراهيم حجاج، د - عادل رضا، د- محمد رحال، د- جابر قميحة، سامح لطف الله، مصطفي زهران، د. أحمد بشير، طلال قسومي، صباح الموسوي ، كريم السليتي، د - المنجي الكعبي، المولدي اليوسفي، سيد السباعي، جاسم الرصيف، حسن الطرابلسي، أحمد بوادي، د. خالد الطراولي ، علي عبد العال، د - محمد بنيعيش، مصطفى منيغ، رحاب اسعد بيوض التميمي، ماهر عدنان قنديل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يزيد بن الحسين، عبد العزيز كحيل، مجدى داود، فتحـي قاره بيبـان، فهمي شراب، عبد الغني مزوز، سلام الشماع، محمد أحمد عزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ياسين أحمد، علي الكاش، محمد العيادي، أبو سمية، سلوى المغربي، سامر أبو رمان ، ضحى عبد الرحمن، العادل السمعلي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد ملحم، د - الضاوي خوالدية، منجي باكير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العربي، محمد يحي، بيلسان قيصر، صالح النعامي ، وائل بنجدو، رضا الدبّابي، أنس الشابي، د- محمود علي عريقات، محمود طرشوبي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة