البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تفجيرات باريس وتوظيفها في خدمة السياسة الإسرائيلية

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3893


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لم تكد تجف حادثة شارلي أبيدو الدامية، التي حصلت قبل عشرة أشهر من الآن، والتي راح ضحيتها 17 شخصاً، وحوادث العنف التي تلتها، حتى تلقت فرنسا الضربة الدموية التالية، باعتبارها الأعنف في تاريخها الحديث، فبالتزامن مع إعلان وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" بأن حياة تنظيم الدولة الإسلامية باتت معدودة، قام التنظيم بشن 7 هجمات متزامنة، في قلب العاصمة الفرنسية باريس، والتي أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، ما أوقع حالة اضطراب كبيرة بين الفرنسيين، ليس بسبب التفجيرات وحدها، بل بسبب شعورها بأنها باتت الآن مستهدفة أكثر من أي وقتٍ مضى، ليس من الخارج فقط، وإنما من الداخل أيضاً، حيث أن منفّذي الهجمات لا يحتاجون لجواز مرور أو لركوب طائرة.

من حق فرنسا حماية مواطنيها وحدودها وسياستها أيضا، ومن حق الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" أن يقود التحالف هو هذه المرّة باعتباره الضحية، وأن يُعلن حرباً لا هوادة فيها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بعد أن قام بتحميله مسؤولية الهجمات الدموية القاسية، واعتبارها بمثابة إعلان حرب، ومن حقّه استخدام جميع الوسائل المتاحة لديه، ومن حقّه طلب العون والنجدة من الدول المتحالفة والمؤيّدة لمحاربة الإرهاب، لكن لا أحد يضمن نجاحه في كل ما ينوي إليه، وقد كانت هناك تجربة كبيرة، عندما قادت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً لمحاربة الإرهاب، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 20011، وتم لها أن احتضنت الفشل بجدارة.

هذه الهجمات التي نفذها تنظيم الدولة، لم تكن هكذا، أو لمجرّد القتل أو الانتقام فقط، بل هي تحمل رسائل مختلفة موزّعة على النحو التالي، فعلاوة على التذكير بأن التنظيم موجود وهو في ذروة نشاطه، فإنها رسالة واضحة، للفرنسيين تضم دعوة وتهديد في آنٍ معاً، بأن ليس عليهم المشاركة في الحرب ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب، والتوقف عن إرسال طائراتهم لتنفيذ مهمة قصف عدائية، ومسارعة الانسحاب من المنطقة، وبالتحذير بتنفيذ هجومات أكثر قوة وخطورة في حال عدم قبولها الدعوة، ويجدر بنا القول بأن هناك من الفرنسيين يُعارضون مشاركة بلادهم في التحالف الدولي، مفضلين عدم الانصياع خلف الولايات المتحدة باعتبارها جزء كبير من الشر.

والرسالة الأهم، هي الموجّهة لبقية الدول المشاركة في الحلف والمؤيدة له، بأن عليها الاتعاظ قبل الوصول إلى ترتيبها على الخارطة، وبالتهديد بأن لا قوّة في العالم يمكنها وقف هذه الهجمات أو التقليل منها، وكانت التنظيم قد أرسل على جناح السرعة، للقادة في روسيا بأن ليس عليهم الانتظار طويلاً ليروا آثاره الدامغة عياناً في قلب العاصمة موسكو.

ترى الدول أن من الواجب التعاطف مع فرنسا قيادة وشعباً، من أجل التخفيف عن مُصابها، وتعزيز صمودها، وقد رأينا كيف عبّرت تلك الدول عن استياءها، وعن استعدادها لتقديم يد العون والمساعدة، ولكن الملفت هو أن إسرائيل كانت قد تقدّمت على تلك الدول وفاقت عليها في مجموع استعداداتها بشأن مؤازرتها والوقوف إلى جانبها، حيث سارعت إلى الإقدام على فعل أمور مميزة، باعتبارها فرصة جيّدة أتت إلى أعتاب بيتها.

على أن تلك التفجيرات تُمكنها من توظيفها في خدمتها ومجموع سياستها الاحتلالية، وسواء باتجاه عودة فرنسا إلى رشدها، بشأن إعادة نظرها في المواقف المعادية لإسرائيل، أو بشأن تخلّيها عن كتابة مبادرات أو اقتراحات بشأن القضية الفلسطينية لا تتماشى مع التطلعات الإسرائيليّة، إضافة إلى توصيل فكرة جامعة، بأن على فرنسا وبقية العالم الحر، الاعتراف بأن إسرائيل هي حائط الصد الأول عنها، ضد الإرهاب الإسلامي المنتشر في العالم.

وكان قد سعى رئيس وزرائها "بنيامين نتانياهو" إلى إبراز اسمه بقوة، من خلال إبراز غضبه الشديد باتجاه تلك التفجيرات، حيث عبّر عنه بإصدار أوامره بتنكيس الأعلام الإسرائيلية في كافة أنحاء البلاد والسفارات والقنصليات المنتشرة بين الدول، وأعلن وقوف إسرائيل إلى جانب الفرنسيين، بمشاركتهم الحرب ضد الإرهاب، وأبدى استعداده لفعل ما يمكنه من أجل المساعدة، ضد الإسلام المتطرف والجهات المتطرفة التي ترغب في القتل، مؤكداً على أن الإرهاب في إسرائيل شأنه شأن الإرهاب في فرنسا.

كما قام بإصدار أوامره لوكالات الأمن الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات بتزويد فرنسا - كل المساعدة الممكنة- باعتبار أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية هي الأقوى ومحل ثقة لدى العالم، وأعلن عن تعهدات إضافية بتقديم مساعدة استخباراتية متّصلة، للحيلولة دون وقوع حوادث أخرى في المستقبل.

في مقابل استعداداته تلك، فقد أصرّ "نتانياهو" على دعوة الفرنسيين وكافة الدول، إلى رصّ صفوفها لدحر ما وصفه بـ (الإرهاب) وشجب النشاطات العدائية الموجهة ضد إسرائيل، وسواء كان داخل الأراضي الفلسطينية أو خارج إسرائيل، مثلما تعمل على شجب الاعتداءات في أي مكان آخر في العالم، على اعتبار أن الإرهاب هو المسؤول عن الفوضى وعدم الاستقرار، وليس المستوطنات، أو السياسة الإسرائيلية، التي تعمل على أساس العيش في سلام مع جيرانها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تفجيرات باريس، العمليات الإرهابية، باريس، فرنسا، الجماعات الجهادية، الدولة الإسلامية، داعش، التدخل الفرنسي بسوريا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-11-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إياد محمود حسين ، رشيد السيد أحمد، سعود السبعاني، سلام الشماع، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مراد قميزة، إيمى الأشقر، د- جابر قميحة، د - عادل رضا، عبد العزيز كحيل، محمد الياسين، تونسي، سليمان أحمد أبو ستة، حميدة الطيلوش، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، سامر أبو رمان ، صفاء العربي، د. أحمد بشير، فوزي مسعود ، صباح الموسوي ، سامح لطف الله، عراق المطيري، محمد يحي، د. خالد الطراولي ، أنس الشابي، عواطف منصور، الهيثم زعفان، المولدي اليوسفي، د. عبد الآله المالكي، الهادي المثلوثي، أ.د. مصطفى رجب، د - صالح المازقي، عمار غيلوفي، د.محمد فتحي عبد العال، محمود سلطان، رافع القارصي، د- هاني ابوالفتوح، رافد العزاوي، صلاح الحريري، محمد أحمد عزوز، خالد الجاف ، يحيي البوليني، فتحـي قاره بيبـان، أحمد ملحم، محمد شمام ، د. صلاح عودة الله ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد محمد سليمان، د - محمد بنيعيش، محمود طرشوبي، مصطفى منيغ، بيلسان قيصر، نادية سعد، فهمي شراب، محمد الطرابلسي، أحمد بوادي، المولدي الفرجاني، محمد علي العقربي، محرر "بوابتي"، عبد الله زيدان، د. طارق عبد الحليم، ضحى عبد الرحمن، صفاء العراقي، ماهر عدنان قنديل، العادل السمعلي، حاتم الصولي، د - محمد بن موسى الشريف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مجدى داود، جاسم الرصيف، فتحي العابد، حسن عثمان، منجي باكير، د - المنجي الكعبي، محمود فاروق سيد شعبان، مصطفي زهران، د - شاكر الحوكي ، أشرف إبراهيم حجاج، عمر غازي، ياسين أحمد، أحمد النعيمي، محمد اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، سيد السباعي، رمضان حينوني، د - مصطفى فهمي، صالح النعامي ، وائل بنجدو، عبد الغني مزوز، د- محمد رحال، عبد الرزاق قيراط ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي الزغل، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الله الفقير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إسراء أبو رمان، محمد عمر غرس الله، حسن الطرابلسي، علي الكاش، سفيان عبد الكافي، سلوى المغربي، كريم السليتي، كريم فارق، عزيز العرباوي، رضا الدبّابي، أبو سمية، طارق خفاجي، محمد العيادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - الضاوي خوالدية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، يزيد بن الحسين، صلاح المختار، طلال قسومي، علي عبد العال،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة