البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"كيري"، جولة ثرثرة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3687


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كان الأمر الإضافي والمهمّ، الذي دعا واشنطن إلى التحرك باتجاه عملٍ ما، من أجل تهدئة الأوضاع الدموية القائمة في نواحٍ من الضفة الغربية والقدس المحتلة، وبعد تلقيها نسبة عالية من اليأس بشأن حصول أيّة إمكانية، لعودة الحياة إلى طبيعتها، هو شعورها بأن القيادة الفلسطينية، ليست لها سيطرة مطلقة على تلك الأوضاع، باعتبارها هبّة شعبية قامت بمعزلٍ عنها، وبالتالي تتحسّب لأن تصل الأمور إلى مرحلة، تكون أكثر حرجاً، خاصة وبعد إهمالها ملف الصراع القائم، منذ وصول المفاوضات السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إلى طريقٍ مسدود، أواخر أبريل من العام الماضي.

لكن ما يحِدّ من يأسها، هو شعورها بأن لديها ثقةً كاملة بشأن مقدرتها على احتوائها كافة الأزمات، والخاصة بالقضية الفلسطينية، ويُسهّل عليها، بأن أمامها الآن، شخصين متلهفين جداً للعودة إلى ما قبل تلك الهبّة، ومعنيين أكثر من أي وقت مضى، باستئناف المفاوضات، حتى برغم تواجد اتهامات متبادلة، بأن الآخر هو سيّد التحريض على العنف وسببه الأول.

فرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" يُريد بواسطتها، جعل نهاية للأحداث والخروج بأقل الخسائر، رغبةً منه في استرجاع الهدوء من ناحية، والفرار من الناحية الأخرى، من أن يضطرّ إلى إدخاله مُنغّصوه وأنداده من المعارضة، في متن حكومته الهشّة والآيلة للسقوط منذ أول أمرها، برغم نجاتها من حجب الثقة عنها، عدّة مرات سابقة.

كما أن من شأنها مُساعدة الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" على استعادة السيطرة على الأوضاع الداخلية، كونه لا يفضّل الدخول في انتفاضة ثالثة، ويؤيّد بدلاً عنها، تأسيس مقاومة شعبية سلميّة، خاصة وأن ذهنه مليء بالشعور، بأن حماس تريد تأجيجها، باعتبارها لديها فرصة برأسين، كسب أوراق إضافية بشأن التهدئة المنتظرة مع إسرائيل، والتقليل من سيطرة السلطة الفلسطينية على الضفة الغربية، إلى أقل نقطة.

وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" الذي قامت واشنطن بدفعه نحو الأزمة، والذي من المفترض أن يسوق أمام الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مقترحات من أجل التهدئة، بدا مرتبكاً ومشوشاً، بشأن كيفية التعاطي معهما، خاصة بعد إذعانه لـ"نتانياهو" بإلغاء فكرة عقد لقاء قمّة تجمعه و"أبومازن" بحضور الملك الأردني "عبدالله 2" بعد أن أبدى الأردنيون موافقتهم على استضافتها، مستعيضاً عنها بضرب موعدٍ للقائين منفصلين، كل على حِدة، أحدهما في الغرب معه، والآخر في الشرق مع "أبومازن".

فالسيد "كيري" يعلم بأن نسبة أن تُسفر مقترحاته عن شيء (مهم) تبدو ضعيفة، والتي بحسبها تتمحور في (خفض مستوى العنف، عدم تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي، تجميد الاستيطان لفترة ما، استئناف المسيرة السياسية، وحتى في ضوء الموافقة على استئناف المسيرة، فعلاوة على التجربة السابقة، عندما فشل لقاء شرم الشيخ، الذي كان يهدف إلى إنهاء انتفاضة الأقصى في أكتوبر عام 2000، برغم وجود اليسار في الحكم، فإن عمليات الابتزاز المكثّفة التي تعرّض لها وهو في طريقه لعقد اللقاء، قد آتت أُكُلها.

حيث تراجع عن تصريحات سابقة تمس بإسرائيل، وبالتالي أدّت إلى توفير غطاءٍ جيّدٍ للتصعيد، وبغض النظر عن قضية الأقصى حيث تبدي إسرائيل ميلاً ملحوظاً – وإن كان مُغلفاً في لعبة ما - وذلك من أجل عودة الهدوء إلى قواعده بسلام، فهناك محافل دولية ومحلية، تخشى من أنها لا يمكنها تجميد الاستيطان، إلاّ إذا كان شفاهةً فقط، بسبب ارتباطه بحياة الحكومة وبحياتها هي نفسها.

يجدر الفهم مما سبق، بأن الفلسطينيين بشكلٍ عام، لا يجب عليهم تعليق آمالٍ جيّدة على مساعي "كيري"، باعتبارها ثرثرة وحسب، حتى برغم تسليمهم له إخطاراً يُفيد بأن إسرائيل هي المعتدية، فعلاوةً على أنها وكما مرّ بنا، تم ابتزازها مسبقاً، فإن "كيري" نفسه يأخذ موقفاً مُخالفاً لهم ولرغباتهم، ويأتي ذلك في ضوء ما تُكنّه إدارة "باراك أوباما"، التي داومت على تحذير السلطة من الانجرار نحو اتخاذ قرارات منفردة، متماهيةً مع الكونغرس الأمريكي، الذي أعرب عن تعاطفه مع إسرائيل، وندد بالسلطة الفلسطينية وهدد بمعاقبتها مالياً وسياسياً.
كما أن الإسرائيليين ما فتؤوا يكشفون، عن أنهم لا يكترثون بشكلً جادّ بشأن الهبّة الفلسطينية، الدائرة، باعتبارها أحداثاً طارئة، ستنتهي من تلقاء نفسها قريباً، كما وأنها لن تُقلقهم كثيراً أيّة خطوات تقوم بها السلطة الفلسطينية، وإن تعلّقت باستحضار أحد خياراتها المتاحة- في نظرها على الأقل-، وخاصةً ذلك المتمثّل في تعاملها مع إسرائيل كدولة قائمة، وليست كسلطة ضعيفة، باعتبارها لديهم خطوات منفردة.




 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

أمريكا، إيران، إسرائيل، سوريا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-10-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رافع القارصي، رضا الدبّابي، محمد شمام ، الهيثم زعفان، صالح النعامي ، رمضان حينوني، أبو سمية، أحمد ملحم، د - صالح المازقي، وائل بنجدو، محمد أحمد عزوز، عمار غيلوفي، كريم السليتي، د - الضاوي خوالدية، طارق خفاجي، سامر أبو رمان ، محمد العيادي، طلال قسومي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، عبد الغني مزوز، العادل السمعلي، محمد اسعد بيوض التميمي، إياد محمود حسين ، سعود السبعاني، د- محمود علي عريقات، مصطفي زهران، الناصر الرقيق، نادية سعد، المولدي اليوسفي، صلاح المختار، محمود طرشوبي، محمد يحي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد العزيز كحيل، د- جابر قميحة، مراد قميزة، سامح لطف الله، كريم فارق، أحمد الحباسي، د - مصطفى فهمي، محمد الياسين، فوزي مسعود ، صفاء العربي، حميدة الطيلوش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، جاسم الرصيف، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله الفقير، منجي باكير، د. عبد الآله المالكي، يحيي البوليني، د. صلاح عودة الله ، مجدى داود، أ.د. مصطفى رجب، تونسي، ضحى عبد الرحمن، رافد العزاوي، فتحي العابد، حسن الطرابلسي، د - محمد بنيعيش، صباح الموسوي ، أنس الشابي، محمود سلطان، سلام الشماع، مصطفى منيغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سفيان عبد الكافي، د- محمد رحال، د - المنجي الكعبي، حسن عثمان، ماهر عدنان قنديل، محمد الطرابلسي، خبَّاب بن مروان الحمد، أشرف إبراهيم حجاج، د - محمد بن موسى الشريف ، د- هاني ابوالفتوح، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح الحريري، الهادي المثلوثي، فهمي شراب، صفاء العراقي، د. أحمد محمد سليمان، محمد علي العقربي، بيلسان قيصر، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. خالد الطراولي ، محرر "بوابتي"، علي عبد العال، ياسين أحمد، فتحـي قاره بيبـان، عراق المطيري، عزيز العرباوي، عواطف منصور، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إسراء أبو رمان، د - عادل رضا، د. أحمد بشير، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد بوادي، سيد السباعي، المولدي الفرجاني، رشيد السيد أحمد، محمد عمر غرس الله، سلوى المغربي، خالد الجاف ، سليمان أحمد أبو ستة، د. طارق عبد الحليم، علي الكاش، يزيد بن الحسين، إيمى الأشقر، عبد الرزاق قيراط ، أحمد النعيمي، حاتم الصولي، عبد الله زيدان، فتحي الزغل، عمر غازي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة