البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قرارات الكابنيت، نذير بالكارثة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3895


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا تكاد تجف أحداث عملية هجوم يقوم بها فلسطينيون ضد إسرائيليين في أماكن متفرقة من الضفة الغربية وإسرائيل وبخاصة في مدينة القدس، حتى تنشأ أحداثاً لهجمات أخرى وعلى نحوٍ أشد وطأة، باعتبارها متزامنة ومتلاصقة، والتي تجيئ كنتيجة مباشرة للممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والمسجد الأقصى بشكلٍ خاص.

هذه الهجمات والتي هي في أعين البعض من الفلسطينيين تمثل انتفاضة أو نواةً لها، وفي أعين الإسرائيليين باعتبارها أحداثاً شخصية، برغم اتهاماتهم الموجهة ضد الفلسطينيين ككل (السلطة الفلسطينية، حركة حماس، الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر) بأنهم قائمون على إشعالها، إلاّ أنها مثّلت الكابوس الذي سقط بثقله كاملاً على القادة في إسرائيل، سياسيين وعسكريين سواء بسواء.

ما زاد الأمر سوءاً لديهم هو، بدل قيام السلطة الفلسطينية، وخاصةً الرئيس "أبومازن" بالتصدّي لتلك الهجمات أو شجبها كما المعتاد، فقد أسرعوا إلى التنديد بأعمال القتل التي تقوم بها القوات الإسرائيلية ضد منفذيها والفلسطينيين عموماً، ما أدى بهم إلى رسم صورة أكثر سوداوية، باتجاههم، حتى بقدرٍ أكثر مما كان مرسوماً باتجاه الفصائل الفلسطينية التي قامت بالترحيب بتلك العمليات وبتأييدها، برغم اختلافهم فيما إذا كان "أبومازن" مسؤول عنها بشكل مباشر، باعتبارها جاءت بناءً على خطابه (التحريضي) في الأمم المتحدة، حيث أثبت بنفسه – لدى السياسيين - نهاية لبراءته، بينما أكّدت تقارير الجيش والشاباك الإسرائيليين، بأنه برئ من هذه التهمة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" تكفّل بالإعلان صراحةً، وفي كل مناسبة، بأن حوادث القتل ضد الإسرائيليين، لن تمر بسلام، ولم يكن ذلك لتبريد حرارة المستوطنين المرتفعة، وليس بالتعهد بالبحث عن منفّذي تلك الهجمات، أو اتخاذ إجراءات لإحباط أهدافهم، بل لأنها تمثل بالنسبة له فرصة مقطوعة الصنف، من أجل تمرير نشاطات موجعة ضد الفلسطينيين والسلطة الوطنية بشكلٍ خاص، كان يهاب الإقدام عليها في أوقات هادئة.

حتى في حال استبعاد قيامه بحملة (أسوار أور شليم) العسكرية، أو القيام بتنفيذ خطة إعادة احتلال الضفة العربية، التي كان الجيش قد أجرى تدريبات مكثفة قبل بداية الأحداث ببرهات قصيرة، ما لم يتم الشروع في تشغيل انتفاضة جديدة- كما يقول- فإنه سيحاول العمل على إرضاء نفسه وشركائه في ائتلافه الحكومي، وإشباع رغباتهم بصورة طاغية، وذلك من خلال اتخاذ إجراءات (وقائيّة وعقابيّة) تكون أكثر إيلاماً، وبأقل تكلفة سياسية واقتصادية.

كان الكابنيت- مجلس الوزراء الأمني المصغر- المنعقد على مر الزمن، قد خرج في اليوم الماضي، بعدّة قرارات صاخبة ومُغالية جداً، تهدف إلى تمويت الهبّة وقطع الوسائل المؤدية إليها، ومنها: العمل على هدم منازل منفذي العمليات فوراً، والإسراع بسحب هوياتهم وعائلاتهم، وسواء كانوا في أراضي 48 أو من سكان القدس، والبدء بحصار الأحياء الفلسطينية بالمدينة المقدّسة وإحاطتها بقوات إضافية من الجيش والشرطة.

لكن مشكلة "نتانياهو" تكمن في تلقيه انتقاداً داخلياً وللمرّة الثانية، ومن قادة جهاز الشاباك تحديداً، الذين يعتبرون وبرغم أن غالبية هذه القرارات، عبارة عن قرارات موجودة بالفعل وتم إعادة صياغتها فقط، إضافة لكونها لم تحقق الردع لساعة واحدة، وبالتالي ستزيد الاوضاع تصعيداً وتعقيداً وخطورة، بما يعني أنها وفي حال تنفيذها بصورة أوضح، فإنها ستكون بمثابة نذير بالكارثة.

كما أن شعوره باحتمالية الاقتراب من تلك الكارثة، التي لا يمكنه حمل مسؤوليتها بمفرده، يجعله أضعف من أن يقوم بنفيذ تلك الإجراءات كلها أو أجزاءً منها، بدون تقوية حكومته الهشّة، من خلال إدخال أحزاب جديدة، وخاصةً حزب العمل الذي يتزعمه "إسحق هيرتسوغ"، والذي أصبح أمامه أكثر ليناً من أي وقت مضى بشأن المشاركة فيها، مخافة أن تبلغ السكين حافة الرقاب.

سيما وأن الحزب محل ثقة، بشأن مواجهة الهبّة الفلسطينية الدائرة، ويمكن الارتكاز عليه بقوّة، حيث كان لكلٍ من "إسحاق رابين" و"إيهود باراك" في سنوات ولايتهما لرئاسة الوزراء، منزلة مثيرة في مواجهة الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية على التوالي، والتي حفظتها لهما نسبة مئويّة كبيرة جداً من الجمهور الإسرائيلي بشكلٍ عام، برغم وقوعها خارج المجالات الأدبية والأخلاقيّة.

على أي حال، وسواء أفضت الأمور إلى تطورات ما، والتي تدعو إلى الزيادة في التصعيد، أم إلى الهدوء، بناءً على أن جولة الأحداث القائمة، هي شخصيّة وليست مُنظّمة، فإن "نتانياهو" لن يتخلَّ بالكامل عن تنفيذ كل ما يستطيع تنفيذه من إجراءات (خبيثة) ضد الفلسطينيين ككل، وسواء كانت وقائية أو انتقامية أو احتياطية، وإن كانت تتميّز بأنها أكثر غباءً عن السابقة، وسيتوقف عليها الكثير، خاصة وأن السلطة الفلسطينية، لا تزال، مهتمّة بإثبات أنها لا تريد إشعال انتفاضة، ولم تنطلق بخطوة واحدة باتجاه تعطيل (اتفاق أوسلو) حتى هذه الأثناء على الأقل.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، إنتفاضة الأقصى، الإغتيالات بالقدس، المستوطنون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-10-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمار غيلوفي، طلال قسومي، د. طارق عبد الحليم، حسن الطرابلسي، أنس الشابي، مجدى داود، محمود سلطان، محمد الياسين، سيد السباعي، بيلسان قيصر، د - محمد بن موسى الشريف ، نادية سعد، د- هاني ابوالفتوح، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - شاكر الحوكي ، أ.د. مصطفى رجب، محمد شمام ، أشرف إبراهيم حجاج، مراد قميزة، تونسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، طارق خفاجي، عمر غازي، حاتم الصولي، فتحي الزغل، ياسين أحمد، عبد الرزاق قيراط ، خبَّاب بن مروان الحمد، كريم السليتي، وائل بنجدو، د.محمد فتحي عبد العال، إياد محمود حسين ، د - محمد بنيعيش، د- جابر قميحة، محمد العيادي، رضا الدبّابي، سلام الشماع، إيمى الأشقر، صالح النعامي ، علي عبد العال، أبو سمية، د- محمد رحال، فتحـي قاره بيبـان، سلوى المغربي، حميدة الطيلوش، عبد الله الفقير، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الله زيدان، رمضان حينوني، د - المنجي الكعبي، د- محمود علي عريقات، صفاء العراقي، صفاء العربي، عزيز العرباوي، محمود فاروق سيد شعبان، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - الضاوي خوالدية، مصطفي زهران، محمد أحمد عزوز، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد العزيز كحيل، العادل السمعلي، عبد الغني مزوز، حسن عثمان، د - صالح المازقي، محمد عمر غرس الله، فوزي مسعود ، علي الكاش، د. عبد الآله المالكي، صلاح المختار، محمد علي العقربي، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد بشير، أحمد النعيمي، محمود طرشوبي، محمد يحي، رافع القارصي، ضحى عبد الرحمن، عراق المطيري، عواطف منصور، سفيان عبد الكافي، الناصر الرقيق، أحمد الحباسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يحيي البوليني، سامر أبو رمان ، الهيثم زعفان، المولدي الفرجاني، الهادي المثلوثي، د - مصطفى فهمي، د. أحمد محمد سليمان، مصطفى منيغ، صباح الموسوي ، إسراء أبو رمان، ماهر عدنان قنديل، محمد اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، أحمد ملحم، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، صلاح الحريري، منجي باكير، محرر "بوابتي"، فهمي شراب، سليمان أحمد أبو ستة، رافد العزاوي، خالد الجاف ، يزيد بن الحسين، د. خالد الطراولي ، المولدي اليوسفي، محمد الطرابلسي، سامح لطف الله، فتحي العابد، رشيد السيد أحمد، أحمد بوادي، سعود السبعاني، كريم فارق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة