البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

نقطة وفصل جديد من الصراع

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3826


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إن حقيقة انطلاق جولة فلسطينية غاضبة في مواجهة إسرائيل، تتحدث من تلقاء نفسها، باعتبارها جاءت كنتيجة مباشرة لقيام حكومتها ورئيسها "بنيامين نتانياهو" تحديداً، باتخاذ إجراءات تصعيديّة فظة، وغير مبررة ضد الفلسطينيين (قيادةً وشعباً)، والتي زادت عن الحدود بحدود أخرى ولا نهاية لها، فزيادة على مسؤوليته شخصيّاً، بشأن انسداد الأفق السياسي باتجاه الفلسطينيين والعملية السياسية بشكلً عام، فإن سياسته الاحتلالية على الأرض لم تكن مقبولة.

ومن ناحيةٍ أخرى، فإن الضغط الثقيل الذي وضعه على الرئيس الفلسطيني "أبومازن"، والذي هدف إلى إثناءه عن قراءة أية سطور، والتي تم الكشف عنها مسبقاً، باعتبارها جافة وغير ملائمة، ومن شأنها تعكير الأجواء الملبدة أصلاً، لم ينجح ولم يكن مؤثّراً تماماً، الأمر الذي جعله يستعيض عن الفشل، بأن الخطاب تحريضي.

"نتانياهو" نفسه يعلم يقيناً، وبخاصة في ضوء إجراءاته التصعيدية الكبيرة، بأن هناك أمور لا يستطيع فرضها على أحد، بسبب أن أجوبتها تجيئ بمفردها، وتدفعها التطورات الخاطئة على الأرض، واذا ما استمر "نتانياهو" في إجراءاته التي يقوم بها، بما فيها اليد أو القبضة الحديدية، التي أنتجها داخل (الكابنيت- المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية)، والتي احتوت القيام بكل ما يلزم لمكافحة النشاطات الفلسطينية، فإنها لا محالة فاشلة، حتى وإن اشتملت على وقوع المزيد من الضرر.
يصعب جداً أن نفهم ما هي الأشياء التي قادت "نتانياهو" إلى معاداة السلطة الفلسطينية، وجعلته يُفضل التخلّي عنها في مواجهة مناوئيها بمفردها، حتى برغم قضائها أكثر من عقدين من الزمن من حياتها الحرجة، في أعمال التنسيق والتعاون جنباً إلى جنب مع الجانب الإسرائيلي، وبرغم شعوره بثباتها على الوقوف بصلابة، دون وقوع انتفاضة جديدة، ومشاهدته بأنها لا زالت تحافظ جهدها على التنسيق الأمني، حتى في ذروة الأحداث الدموية القائمة، وبالقدر الذي يجعلنا نخجل من أنفسنا أشد ما خجل، وبرغم أنه مسموحُ به، كونه مكتوب في أوسلو ومختومٌ عليه بشاهدين.

تلك الأعمال، باعتبارها خدمات أحادية لا مقابل لها، كان على "نتانياهو" أدبياً، إبداء مرونة أكبر لقاءها، على الأقل وقف الاستيطان، الذي طالما طالبت السلطة بوقفه، باعتباره العقبة الرئيسة أمام تجديد المفاوضات، وبلسماً فعّالاً لخفض التوترات بين الفلسطينيين، لكن أيّاً من التصورات السياسية والأمنية التي يملكها، لا تماشى مع ذلك الطلب.

ليس مأمولاً والحال كذلك، أن تُفضي الأمور إلى نهاية سارة، وفي ضوء اتهام الرئاسة الفلسطينية، بأن الجانب الإسرائيلي هو صاحب المصلحة في جرّ الأمور نحو دائرة العنف للخروج من المأزق السياسي – التحلل من حل الدولتين- والعزلة الدولية المتنامية، في مقابل اتهامات إسرائيلية أكبر من اللازم، بأن "أبومازن" هو بنفسه من يتعمد تأجيج لهيب موجة (إرهابية) جديدة، محورها المسجد الأقصى، وأنه قام بالكشف عن نواياه التي توحي بأنه لا يُريد سلاماً مع إسرائيل، برغم تمسّكه بشعارات وعبارات ليست قابلة للتصديق.

إن الكلام الذي سمعته قيادة السلطة الفلسطينية من رؤساء وزراء إسرائيليين سابقين، في شأن الحل النهائي، وحتى فيما لوكان نظرياً، فإن من الصعب جداً تكرار سماعه من "نتانياهو" كما أن الأصعب حالياً، هو مداومة "أبومازن" على افتراضه بأن التعامل معه لا يزال ممكناً، فـ "نتانياهو" قال بنفسه بأن لا يمكن أن يكون مثل سابقيه، الذين كانوا ينزلقون في وادي التنازلات، ويكرمون بها من غير حساب، باعتبارهم أقل ولاءً لأرض إسرائيل، وأقل تعاطفاً مع المشروع الاستيطاني، ولا فرق لديهم في أن تصبح إسرائيل دولة ثنائية القومية.

لذا، فإن من الواجب وضع نقطة كبيرة خلف كل السياسة الفائتة، إذ من غير اللائق من الآن فصاعداً، الاستمرار عليها لساعة واحدة، في مقابل سياسة "نتانياهو" المتقلبة، باعتبارها لم تعد صالحة، ولعل السياسة التي تهدف إلى الانتقال من السلطة إلى الدولة، المرتكزة على خطاب الأمم المتحدة، وإن لم يُكتب لها النجاح، لكنها ستكون مسؤولة عن تكوين فصل جديد من الصراع، قد يُعهد إليه بأن يكون كفيلاً بتعديل الموازين الطائشة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، السلطة الفلسطينية، إسرائيل، المفاوضات الفلسطينية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-10-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يحيي البوليني، عراق المطيري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، بيلسان قيصر، د - شاكر الحوكي ، محمد عمر غرس الله، مصطفي زهران، فتحي الزغل، أحمد بوادي، د - مصطفى فهمي، د.محمد فتحي عبد العال، سامح لطف الله، محمد شمام ، صفاء العربي، صفاء العراقي، د. أحمد محمد سليمان، وائل بنجدو، مجدى داود، عزيز العرباوي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. طارق عبد الحليم، عواطف منصور، منجي باكير، حميدة الطيلوش، محمد اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الهادي المثلوثي، محمد علي العقربي، عبد الله زيدان، الناصر الرقيق، حسن الطرابلسي، إسراء أبو رمان، حاتم الصولي، عمر غازي، فهمي شراب، عبد الرزاق قيراط ، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد العزيز كحيل، صالح النعامي ، د- هاني ابوالفتوح، نادية سعد، عمار غيلوفي، د. خالد الطراولي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، مصطفى منيغ، عبد الله الفقير، أبو سمية، الهيثم زعفان، محمد الياسين، خالد الجاف ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود طرشوبي، د - المنجي الكعبي، إيمى الأشقر، علي عبد العال، محمد يحي، د - عادل رضا، ضحى عبد الرحمن، طلال قسومي، حسن عثمان، مراد قميزة، رحاب اسعد بيوض التميمي، سفيان عبد الكافي، العادل السمعلي، د- جابر قميحة، صلاح الحريري، محرر "بوابتي"، رشيد السيد أحمد، د - الضاوي خوالدية، سامر أبو رمان ، أنس الشابي، محمد الطرابلسي، فوزي مسعود ، رمضان حينوني، جاسم الرصيف، فتحـي قاره بيبـان، كريم فارق، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمد رحال، سليمان أحمد أبو ستة، محمد العيادي، سلام الشماع، محمد أحمد عزوز، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود فاروق سيد شعبان، رضا الدبّابي، المولدي اليوسفي، د. أحمد بشير، رافع القارصي، أحمد النعيمي، علي الكاش، سلوى المغربي، عبد الغني مزوز، كريم السليتي، د- محمود علي عريقات، طارق خفاجي، سيد السباعي، أ.د. مصطفى رجب، فتحي العابد، المولدي الفرجاني، د - صالح المازقي، تونسي، ماهر عدنان قنديل، د. عبد الآله المالكي، خبَّاب بن مروان الحمد، إياد محمود حسين ، يزيد بن الحسين، د - محمد بنيعيش، محمود سلطان، صباح الموسوي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد ملحم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد الحباسي، ياسين أحمد، د. صلاح عودة الله ، سعود السبعاني، صلاح المختار،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة