البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الاعتقال الإداري، اجتياز للحدود

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3757


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


خلال لحظة واحدة، تستطيع إسرائيل إنهاء كل الضجّة الغاضبة، التي جاءت على خلفية استمرارها في احتجاز الأسير "محمد علان" بعد أن أقدمت على إعادة اعتقاله إدارياً، منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام المنصرم، وذلك للاشتباه بضلوعه في أنشطة جهادية وعضويته في حركة الجهاد الإسلامي، وقامت بتجديد اعتقاله للمرة الثانية على التوالي، لمدة ستة أشهر أخرى، بعد رفض المحكمة الإسرائيلية، قبول طلب استئناف حبسه، ما اضطره إلى الإعلان عن إضرابه المفتوح عن الطعام، منذ منتصف يونيو/حزيران الماضي، وذلك احتجاجاً على احتجازه بشكلٍ تعسّفي وغير مبرر.

وصول "علان" إلى مرحلة خطرة جداً، نتيجة الإضراب، يجيء في الحقيقة على عكس الرغبة الإسرائيلية، سيما وهي لا تزال تتوق إلى شيء من الاستقرار والهدوء على مدى حياتها، وهذه الأيام بالذّات، بسبب تطلّعها نحو تهدئة الصدور الدولية الساخنة باتجاهها، ولطمعها في تحقيق استقرارٍ عام بالنسبة لعامة المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، خاصة وهي تشاهد عن كثب، تململ الحركة الوطنية الأسيرة، بشأن قيامها باتخاذ خطوات تصعيدية نصرةً لـ"علان".

وبرغم علمها تماماً بأنها ستتمكن من التخلص من أنفاسها المكتومة داخل جوفها، إذا ما قامت بالإفراج عنه، لكنها لا تبدو مستعدة إلى حد الآن، حتى على الرغم من رؤيتها له، وقد تجاوز الحد المتوقع طبياً وقارب خطوط الموت، وذلك بسبب أنها تفضّل حل العقدة بيديها المرتعشتين، والتي لا تعتبر مقبولة ولا عادلة.

إحدى خططها تكمن في تحديد مدة اعتقاله حتى عامين، لتتماشي مع حفظ ماء وجهها وإمساك هيبتها، وباعتبار عنادها في هذا الاتجاه، رادعاً مهمّاً لمعتقلين فلسطينيين آخرين محتملين، إضافةٍ إلى سعيها لتخفيض كمية الغضب الذي يغمر تنظيمات (إسرائيلية – يهودية) متشددة، وخاصةً تلك التابعة لـ(منظمة ضحايا الإرهاب)، والتي كانت أعلنت أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" بأنها تعارض إطلاق سراح مضربين عن الطعام.

إضافة على عذابات السجون الإسرائيلية المعلومة، والتي تحفُل بألوان شتّى من العذاب الجسدي والمعنوي، وأشكال العزل والحرمان، والإهمال الطبي، فإن الاعتقال الإداري يُعدّ من أسوأ الاعتقالات التي تشنها إسرائيل حيال المناضلين الفلسطينيين، حيث تتحذ به الحق في اعتقالهم، دون أوامر قضائية، ودون توجيه لائحة اتهام معينة، ودون إبداء الأسباب أو تدخّلات قانونية، وإنما يكون بناءً على خلفيات انتقامية، أو نتيجة تكهنات استخبارية وحسب.

الأمر الذي يزيد الطين بلّة، هو أن إسرائيل تسير بعكس الجاذبية، من حيث مبالغتها في عملية الاعتقال الإداري، بحيث لا تكاد تفرّق بين المليء والفارغ، ولا بين النافع والضار، وتبالغ بشدّة أكبر بشأن تجاوزها لحدودها أيضاً، في شأن إجراءاتها اليومية القاتلة ضد المعتقلين الإداريين، وفي ضوء أنها غير ملتزمة بالقانون الدولي والذي يبيح - وبعد تسطير قيوداً صارمة- اعتقال أشخاص للضرورة القصوى فقط، ودون تعريض حياتهم للخطر، وينتهي بزوال الدواعي الموجبة له، على سبيل المثال، وفي حالة "علان" فإن لا أحد يمكنه القول، بأنه سيشكل خطراً فورياً على تل أبيب في حال تم الإفراج عنه.

وما يزيد البِلّة سوءاً، ويزيد الأوضاع توتراً أكثر، هو أن إسرائيل، لن يكون بمقدورها امتصاص أية تداعيات تسفر عن استمرار اعتقاله بسهولة، خاصة وأن حركة الجهاد الإسلامي أعلنت وبكل وضوح، من أنها ستصبح في حِلّ من التهدئة القائمة معها، في حال مُسّت حياته بسوء.
تُقاس أيّة إجراءات يتم اتخاذها فيما إذا كانت ناجحة أم لا، بعد تقييم نتائجها فيما إذا كانت حققت الأهداف المرجوة منها أم لا، وبرغم خسارتها من بلوغ أغراضها في حالات كثيرة مشابهة، فإن إسرائيل تبدو وكأنها تتوق إلى جلب المتاعب بغير داعٍ، من خلال لجوئها إلى اعتقال فلسطينيين تحت عنوان الاعتقال الإداري، والذي لا يخضع في ثقافتها الأمنيّة لفترات محددة، فقد يبدأ من ثمانية عشر يوماً، إلى عدة شهور، ويمتد إلى عدّة سنوات.

معاناه المعتقلون الإداريون من الفلسطينيين، هي أكثر بأضعافٍ متعددة، نسبة للإسرائيليين الذين يتم اعتقالهم - في حالات نادرة - على نحوٍ مماثل، وخاصة ممن هم من متطرفي المستوطنين، أو ممن يتبعون تنظيمات يهودية إرهابية، حيث يتم احتجازهم في مراكز خاصة ولفترات قصيرة جداً، وأمّا بالنسبة لقيام الأجهزة الأمنيّة الإسرائيلية باعتقال المتطرف اليهودي "مئير أتينغر" وربما آخرين قِلّة، وتطبيق الاعتقال الإداري بحقهم، فإنه لم يكن موجهاً لهم بسبب ارتكابهم جرائم ضد الفلسطينيين، وإنما لثبوت نشاطاتهم ضد الدولة ونظام الحكم فيها برمّته.

وكما فشلت إسرائيل في تطبيق قانون الكنيست الذي تم تمريره في الآخر من يوليو/تموز الماضي بشأن التغذية القسريّة للسجناء المضربين عن الطعام، بعد رفض منظمات الأطباء تنفيذ هذا القانون، باعتباره مخالفاً لأخلاقيات المهن الطبيّة، فإنها ستفشل مرة أخرى، بشأن نوال أغراضها من وراء هذا الاعتقال.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، فلسطين، الإعتقال الإداري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-08-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - الضاوي خوالدية، خالد الجاف ، الهادي المثلوثي، د - محمد بنيعيش، د. أحمد محمد سليمان، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، صلاح الحريري، فتحـي قاره بيبـان، محمد العيادي، سفيان عبد الكافي، رشيد السيد أحمد، جاسم الرصيف، إسراء أبو رمان، الهيثم زعفان، محمد يحي، د- جابر قميحة، فتحي الزغل، المولدي اليوسفي، المولدي الفرجاني، يحيي البوليني، د- محمد رحال، مجدى داود، سلام الشماع، عبد العزيز كحيل، إياد محمود حسين ، د. طارق عبد الحليم، محمود فاروق سيد شعبان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الرزاق قيراط ، كريم فارق، وائل بنجدو، أحمد النعيمي، صلاح المختار، د - مصطفى فهمي، د.محمد فتحي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، فهمي شراب، تونسي، مصطفى منيغ، صالح النعامي ، علي عبد العال، مصطفي زهران، إيمى الأشقر، د- هاني ابوالفتوح، محرر "بوابتي"، عمار غيلوفي، طارق خفاجي، منجي باكير، طلال قسومي، محمد أحمد عزوز، محمد الياسين، ماهر عدنان قنديل، خبَّاب بن مروان الحمد، عراق المطيري، رضا الدبّابي، عواطف منصور، عمر غازي، د - شاكر الحوكي ، علي الكاش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سيد السباعي، محمد شمام ، عزيز العرباوي، مراد قميزة، حميدة الطيلوش، رافع القارصي، صفاء العراقي، أنس الشابي، كريم السليتي، ضحى عبد الرحمن، ياسين أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، فوزي مسعود ، د - عادل رضا، فتحي العابد، سامح لطف الله، سامر أبو رمان ، محمد اسعد بيوض التميمي، العادل السمعلي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - المنجي الكعبي، عبد الله الفقير، د - صالح المازقي، أشرف إبراهيم حجاج، بيلسان قيصر، محمد عمر غرس الله، د. خالد الطراولي ، سلوى المغربي، د. أحمد بشير، محمود طرشوبي، عبد الغني مزوز، رمضان حينوني، أحمد الحباسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أ.د. مصطفى رجب، يزيد بن الحسين، أحمد بوادي، عبد الله زيدان، حسن عثمان، الناصر الرقيق، نادية سعد، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صباح الموسوي ، حاتم الصولي، محمود سلطان، رافد العزاوي، محمد علي العقربي، د - محمد بن موسى الشريف ، سعود السبعاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صفاء العربي، أبو سمية، أحمد ملحم، د. صلاح عودة الله ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة