البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اقرأوا الفاتحة على اتفاق الشاطئ

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3445


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لدينا أمران .. جيّد وسيّئ ...
الأمر الجيّد، هو الذي تم تحقيقه ساعة الإعلان عن اتفاق الشّاطئ، والذي تم عقده والتوقيع عليه، بين حركتي فتح وحماس في أواخر أبريل/نيسان 2014، بناءً على تفاهمات جذريّة وغير مسبوقة، تم قبولها والإعلان عنها طواعية، من أجل طي صفحة الانقسام، وإعادة اللحمة بين الفلسطينيين ككل.

وما جعله جيّداً أكثر بقليل، هو عند الإعلان التالي، في يونيو/حزيران من العام نفسه، عن تشكيل حكومة توافقية، برغم ما اعترضت مفاوضات تشكيلها من معوقات كبيرة، وعراقيل غاية في الضخامة، حتى في ضوء علم الجميع، بأنها تقررت لفترة زمنية محددة، وبأنها منوطة بعددٍ من المهام فقط، والتي وعلى رأسها: الإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية جديدة، والتي تتوق إليها حركة فتح، ومسألة فك الحصار عن القطاع والتي تتلهّف إليها حركة حماس.

والأمر السيء: هو أن تلك الحكومة، وبرغم سهولة حلفِها اليمين الدستورية في موعدها وبانتظام، إلاّ أنها لم تستطع العمل، وحتى في جانبٍ - هامشي - واحد على الأقل، وليس هذا وحسب، بل وحققت لنا على مدار حياتها، فشلاً كبيراً، في أعقاب عجزها من تقديم ما وُجِدت من أجله (رسميّاً)، وللترويح عن الجمهور الفلسطيني، بمنحه بعضاً من حقوقه التي يتوجب على أي حكومة تأديتها باحترام.

والذي جعله أكثر سيئاً، هو ثبوت أن الحركتين غير مستعدتين بعد، للمضي في تسهيل عملها، وإن اقتصر على رصف الطرق أو ريّ المزروعات، سيما وأن لكلٍ منهما ضوابط ومحظورات، باعتبارها لديها مستحيلة التطبيق أو حتى التوفيق فيما بينها، وبأنها لا تُمكّن من الإمساك بالاتجاه الصحيح، فبينما اعتبرتها حركة فتح منذ اللحظة الأولى، بأنها غير قادرة لغرس أقدامها في المكان، والعمل من رأسها وبذات سياستها، فقد اعتبرتها حماس بأنها حكومة انفصالية، وتنفّذ السياسة التي تقررها رام الله وحسب.

ربما بناءً على انتهاء مدّتها المقررة لها أو التي تجاوزتها بكثير، أو بناءً على ذلك الفشل – باعتراف الكل- الذي قدّمته بيديها لعموم الفلسطينيين شرقاً وغرباً، أقدم الرئيس الفلسطيني "أبومازن" وإن كان رغماً عن حماس ومن هم ورائها أيضاً، على قرار عزمه إعادة النظر فيها، والمسارعة بالدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، وهو يعلم 100% بأن حماس لن تستجيب للدعوة، ويعلم 100% أيضاً، بأنها ستتخذ خطوة مشددة في مواجهتها، وذلك على العلاقات المتوترة التي دامت طيلة السنوات الفائتة، برغم التفاهمات الحاصلة، وخاصة تلك التي شملها اتفاق الشاطئ.

حماس، وبقدر أنها لم تُفاجأ كثيراً نتيجة لقرار "أبومازن"، فهي أيضاً بنفس القدر الذي جعلها لا تُسرّ ولو بحجم قطرة سرور واحدة، بسبب أنه يُخالف رؤيتها، ويجيء على غير رغباتها، ولذلك فقد عملت جهدها لإحباطه، وباشتراك جناحيها السياسي والعسكري معاً، ليس من خلال رفضها علانية بالتواجد في حكومة الوحدة، وإنما في رؤيتها القاسية باتجاهها، وكانت حالت بفعل تلك الرؤية، دون قيامها بذاتها، ودون قيام آخرين بالمشاركة فيها، الأمر الذي أدخل "أبومازن" في حالتين متعاظمتين من الغضب والإرباك.

كان من عجائب رام الله، لدخول حماس الحكومة، هو ضرورة إذعانها وخلال دفعةً واحدة، ليس لرغباتها فقط، وإنما بناءً – كما تقول - لرغبات الكل الفلسطيني أيضاً، والتي من أهمها، أن ترفع حماس يدها عن مفاصل القطاع وتسليمه سلطته تماماً لحكومة الوحدة، ولا يكون ذلك قولاً وبأطراف الشفاه، ولكن حتى يشهد القاصي والداني بأنها فعلت ذلك تماماً ومن غير لُبسٍ أو خداع.

وتأتي شروط حماس للذهاب في الحكومة المقترحة، والتي تزعم هي الأخرى، بأن شروطها تحظى بإجماع وطني وفصائلي وكل الناس، وهي تلك المحددة والمنصوص عليها في اتفاقية المصالحة، والتي جاءت بالحكومة التوافقّيّة، والتي تلخّصت في احترام ما تم التوقيع عليه في اتفاقية القاهرة عام 2011، وعامة الاتفاقيات التي تلتها، وسواء في شأن إحياء وترميم منظمة التحرير الفلسطينية، أو بشأن عودة المجلس التشريعي الفلسطيني إلى ممارسة عمله.

بعد فشل المشاورات في تشكيل حكومة الوحدة، فقد وجد "أبومازن" نفسه، مضطراً إلى اللجوء إلى خطوة تعديل الحكومة، وليس حلّها، وإن كانت في نظره ليست بديلة عن حكومة الوحدة، الأمر الذي اضطر حماس وبالاستناد إلى رفض فصائل وشخصيات مختلفة لتلك الخطوة، باعتبارها انفرداية، وتقع خارج التوافق الفلسطيني، إلى اتخاذ خطوة مُقابلة، فعلاوة على عدم الترحيب بها، فإنها أخذت على نفسها عهداً أكيداً، بأنها لن تتعامل مع تلك الحكومة المعدّلة، ولا الوزراء الجدد تحديداً، باعتبار خطوة التعديل غير دستورية، ومن شأنها أن تحبط أيّة مشاريع باتجاه المصالحة.

في ضوء ما مرّ بنا، نستطيع القول بأن ليس من السهل التوفيق بين الحركتين، وحتى على أساس بنود اتفاق الشاطئ، وخاصة على مدار الوقت المنظور، إذ لو كان سهلاً كما يظن قليلون، لما وصل السواد الأعظم من الفلسطينيين الآن بخاصّة، وسواء ممن هم في الداخل أو والخارج إلى النتيجة النهائية، بأن اتفاق الشاطئ برمّته يُعتبر ميّتاً.

فهذه نتيجة سيئة (متوقعة) لخلافات سياسية معقدة جداُ، ولا توجد نتيجة أخرى جيّدة أو مقبولة على الأقل، لكن ومهما بلغت هذه النتيجة من السوء، لكن فطرتنا الفلسطينية، تفرض بأن نعكف على التذكير، وبشكلٍ متواصل ومن غير دفعٍ أو وساطة، بأن المطلوب من الحركتين فقط، هو إدراك حجم المسؤولية الملقاة على عاتق كل واحدة منهما، فالندم القادم سوف لن يمنع حتى كارثة واحدة من جملة الكوارث الآتية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، فلسطين، المقاومة، اتفاق الشاطئ،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-08-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح الحريري، محمد الياسين، د- محمد رحال، رشيد السيد أحمد، نادية سعد، الناصر الرقيق، د. أحمد محمد سليمان، محمد العيادي، إسراء أبو رمان، د - صالح المازقي، الهادي المثلوثي، سليمان أحمد أبو ستة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، جاسم الرصيف، سيد السباعي، عبد الله الفقير، صالح النعامي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، المولدي الفرجاني، حسن عثمان، محمود طرشوبي، سلام الشماع، عراق المطيري، عواطف منصور، حاتم الصولي، سلوى المغربي، كريم السليتي، مراد قميزة، محمد عمر غرس الله، د.محمد فتحي عبد العال، محمد أحمد عزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، ياسين أحمد، عبد الرزاق قيراط ، تونسي، خبَّاب بن مروان الحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سفيان عبد الكافي، صباح الموسوي ، فوزي مسعود ، د. عبد الآله المالكي، د - شاكر الحوكي ، رضا الدبّابي، مصطفى منيغ، د - مصطفى فهمي، فتحي الزغل، وائل بنجدو، فهمي شراب، إيمى الأشقر، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح المختار، عبد الغني مزوز، محمد يحي، عزيز العرباوي، عمر غازي، فتحـي قاره بيبـان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود فاروق سيد شعبان، منجي باكير، عمار غيلوفي، سامر أبو رمان ، محمد الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، رمضان حينوني، مصطفي زهران، محمد شمام ، أشرف إبراهيم حجاج، د. طارق عبد الحليم، حسن الطرابلسي، د. أحمد بشير، سعود السبعاني، علي الكاش، د - عادل رضا، خالد الجاف ، د. خالد الطراولي ، ماهر عدنان قنديل، أحمد الحباسي، د - المنجي الكعبي، د. عادل محمد عايش الأسطل، إياد محمود حسين ، رافع القارصي، أحمد ملحم، أحمد النعيمي، أبو سمية، العادل السمعلي، محمود سلطان، د - الضاوي خوالدية، رافد العزاوي، ضحى عبد الرحمن، محمد اسعد بيوض التميمي، د- جابر قميحة، أحمد بوادي، صفاء العربي، عبد الله زيدان، د- محمود علي عريقات، فتحي العابد، كريم فارق، سامح لطف الله، الهيثم زعفان، مجدى داود، د - محمد بن موسى الشريف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، يزيد بن الحسين، صفاء العراقي، يحيي البوليني، د. صلاح عودة الله ، أنس الشابي، حميدة الطيلوش، د - محمد بنيعيش، علي عبد العال، طلال قسومي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محرر "بوابتي"،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة