البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات
   رأي القُرعة

في إسرائيل .. من هو صاحب السيادة ؟

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3113


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ أن أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارها، بهدم البنايتين العائدتين للمستوطنين، والكائنتين في مستوطنة (بيت إيل)، الجاثمة على أراضي الضفة الغربية – شمال شرق رام الله- والمعروفتين بمشروع (مئير دراينوف) في أعقاب رفضها الالتماس الذي قدمته مسبقاً الشركة البانية، كونهما مبنيتين - بدون ترخيص- على أراض فلسطينية خاصة، كان استولى عليها الجيش الإسرائيلي عام 1970، قرر رئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتانياهو" بمداواة القرار على طريقته الخاصة، باعتباره واحداً من رؤساء الوزراء الإسرائيليين، الذين لهم القدرة على معالجة مثل هذه المشكلة، وتلك المرتبطة بالصناعة الاستيطانيّة.

فمنذ نشأة الدولة وبداية نشاطها الاستيطاني، انشغل رؤساء وزرائها، بمسألة كيف يمكن التوفيق بين صناعة الاستيطان، وبين مواجهة قرارات صادرة عن المحاكم الإسرائيلية؟ وكيف يتعاملون مع الضغوط الآتية من الشركاء في الحكومة، وخاصةً أولئك الذين ترتكز أهدافهم الأولى على الاستثمار الاستيطاني، كشرط مُسبق للدخول في الحلف الحكومي؟ وكانوا ينجحون في كل مرة، في صالح تنمية تلك الصناعة.

كان "نتانياهو" قد بدأ (فوراً) بالمصادقة على بناء 300 وحدة سكنية في نفس المستوطنة، وفي ذات الوقت أعلن الموافقة على التخطيط لبناء أكثر من 500 وحدة استيطانية في القدس الشرقية، وأوعز بتقديم مشاريع بناء للعديد من الوحدات الاستيطانية الأخرى في مستوطنات (بزغات زئيف، راموت، جيلو، هارحوماة)، شرق وشمال وجنوب مدينة القدس على التوالي، برغم علمه مسبقاً، بأنه سيتلقى موجة حادّة من الرفض والانتقادات الدوليّة، بسبب أن توجهات كهذه ستؤجج الأوضاع وتُبعد عن حل الدولتين.

موقف "نتانياهو" من الاستيطان ليس ثابتاً وحسب، بل هو مفتون به إلى حد الجنون، ولئن أصابت المستوطنين الذين وقفوا أمام الجرافات الإسرائيلية في مواجهة عملية الهدم، جولة من العذاب، سيما وأنها جاءت في الذكرى العاشرة لعملية فك الارتباط عن قطاع غزة في العام 2005، فإن "نتانياهو" واجه مُعاناة أكبر، باعتباره لا يستطيع مخالفة القانون، أو اتهامه بالخاطئ من جهة، وليس بمقدوره مشاهدة عملية هدم أخرى لحكومته القائمة على قاعدة استيطانية بحتة من جهةٍ أخرى.

قرار المحكمة اضطرّه رغماً عنه الوقوف بين خيارين: الاعتراف به كحقيقة، وإن أمام أعين العالم، باعتباره يؤدّي غرضاً مزدوجاً، من أن المخالفين للقانون عرباً كانوا أم يهوداً هم سواء أمام القضاء الإسرائيلي، وكونه ملائماً للمرحلة الراهنة التي تحمل غضباً دولياً، ترتيباً على نوايا حكومته، بشأن تفريغ بعض القرى الفلسطينية من أصحابها، أو بلجوئه إلى ركل القرار برجليه، وعدم قراءته أو الالتزام به، وإن كان بالالتفاف على استقلالية القضاء الإسرائيلي وسيادته.

ولما كان الاستيطان هو فطرته التي انحدر عليها، ويُمثّل سياسته الخطِرة التي اعتادها، سيما وهو الذي عمل طوال وقته من أجل الاستيطان، وفي مناطق فلسطينية حساسة، وبإضافة قيام آخرين باستفزازه وتحشيده، من أجل مواجهة القرار ومكافحته، وبخاصة تلك الآتية من حلفاء المستوطنين وشركاء الحكومة، فقد اختار الخيار الثاني، والذي يعني خوض مرحلة أخرى من محاولات الانقلاب على الواقع، الذي يرفض تماماً تكريس السياسة الاستيطانية، باعتبارها فاشلة.

"نتانياهو" لم يكن وحده في الحلبة الغاضبة من القرار والمعارِضة له، فعلاوة على قيام حليفه القديم وعدوه الجديد وزير الخارجية السابق "أفيغدور ليبرمان" باتهامه بإخفاقه في جلب القرار إلى جانبه، وبعدم قدرته على القيادة ومواجهة التحديات، فقد كان هناك من أشهروا تحدّيهم للقرار وعملية الهدم، وبخاصة وزرائه في الحكومة، الذين سارعوا بالدعوة إلى المزيد من الاستيطان رداً على ذلك القرار.

ومن جانبه دعا وزير التعليم وزعيم حزب البيت اليهودي "نفتالي بينت" إلى الرد الفوري على قرار الهدم، بإعطاء المزيد من تراخيص البناء في مستوطنات الضفة، وأكّد على أن حزبه سيواصل استيطان (أرض اسرائيل) وسط التقيد بأحكام القانون، في حين أكّدت وزيرة القضاء "إيلات شكيد" وهي من نفس الحزب، بأنه سيتم إعادة توقيف البنايتين فور هدمهما.

وإن كانت المحكمة قد حققت الغرض من قرارها، وهو أن هناك مؤسسة قضاء إسرائيليّة، تتميّز بأنها صاحبة سيادة، وأن على الجميع الإنصات لها، والخضوع أمامها، لكن بالمقابل فإن "نتانياهو" وحكومته وزعماء آخرين - كما رأينا- يُقدّرون في ذاتهم- على الأقل-، بأنهم هم أصحاب السيادة الأعلى، بسبب أن هذه السيادة متجددة لهم تلقائياً، وليست كتلك المرتبطة قراراتها بحدود، ولذلك فإنهم يعتقدون أن من السهل عليهم، إثباتها من خلال الانطلاق نحو هجمة استيطانية أكبر.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، ناتنياهو، فلسطين، تل أبيب، القدس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-07-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صالح النعامي ، العادل السمعلي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، سيد السباعي، فهمي شراب، رضا الدبّابي، د - مصطفى فهمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. مصطفى يوسف اللداوي، طلال قسومي، محرر "بوابتي"، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - صالح المازقي، صفاء العربي، تونسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، جاسم الرصيف، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي عبد العال، محمد يحي، يحيي البوليني، حسن عثمان، د- هاني ابوالفتوح، فتحي العابد، مصطفي زهران، خبَّاب بن مروان الحمد، صباح الموسوي ، حميدة الطيلوش، رشيد السيد أحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي الكاش، أحمد بوادي، محمد العيادي، د- محمود علي عريقات، د. طارق عبد الحليم، سفيان عبد الكافي، محمد أحمد عزوز، د - شاكر الحوكي ، د - المنجي الكعبي، سعود السبعاني، سلوى المغربي، د. أحمد محمد سليمان، رمضان حينوني، محمد عمر غرس الله، د. عبد الآله المالكي، وائل بنجدو، سلام الشماع، أبو سمية، سامح لطف الله، محمود فاروق سيد شعبان، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله زيدان، محمود طرشوبي، رافع القارصي، د - محمد بن موسى الشريف ، رافد العزاوي، مصطفى منيغ، عواطف منصور، عبد الله الفقير، أحمد النعيمي، منجي باكير، الهيثم زعفان، أشرف إبراهيم حجاج، د. خالد الطراولي ، مراد قميزة، د - عادل رضا، د- جابر قميحة، محمد الياسين، كريم فارق، أحمد ملحم، محمود سلطان، فتحي الزغل، فتحـي قاره بيبـان، د- محمد رحال، أحمد الحباسي، عراق المطيري، الناصر الرقيق، عمر غازي، نادية سعد، أ.د. مصطفى رجب، صلاح المختار، عبد الرزاق قيراط ، ضحى عبد الرحمن، إسراء أبو رمان، سامر أبو رمان ، حسن الطرابلسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. أحمد بشير، الهادي المثلوثي، مجدى داود، صفاء العراقي، ماهر عدنان قنديل، د - الضاوي خوالدية، عمار غيلوفي، إيمى الأشقر، أنس الشابي، سليمان أحمد أبو ستة، المولدي الفرجاني، عزيز العرباوي، عبد الغني مزوز، صلاح الحريري، فوزي مسعود ، د - محمد بنيعيش، إياد محمود حسين ، محمد شمام ، ياسين أحمد، خالد الجاف ، كريم السليتي، د.محمد فتحي عبد العال، حاتم الصولي، يزيد بن الحسين، رحاب اسعد بيوض التميمي،
أحدث الردود
مقال ممتاز...>>

لغويا يجب استعمال لفظ اوثان لتوصيف مانحن بصدده لان الوثن ماعبد من غير المادة، لكني استعمل اصنام عوضها لانها اقرب للاذهان، وهذا في كل مقالاتي التي تتنا...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

واضح أن الكاتب يعاني من رؤية ضبابية، وهو بعيدٌ عن الموضوعية التي يزعم أنه يهتدي بها..
نعم، وضعت الأنظمة القومية قضية تحرير فلسطين في قائمة جدول...>>


الأولى أن توجه الشتائم التي قدمتها لما يُسمى بالمعارضة الذين هم في الحقيقة تجار الوطن والشرف.. ارتموا كبائعات الهوى في حضر التركي والأمريكي والقطري وا...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة