البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الهدنة بين الأصابع المصريّة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3987


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


معلوم أن لألمانيا دورا كبيرا حول العديد من قضايا المنطقة، وخاصّة المتعلّقة بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وفي ضوء أنها تحظى باحترام شبه تام من الأطراف، بشأن وساطتها التاريخية في طيّ العديد من القضايا الصراعيّة، وقد شهدنا أدواراً مهمّة، بشأن الصفقات المتعلقة بتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي كان آخرها صفقة "شاليط" أو "وفاء الأحرار" - كما يهمّنا تسميتها- والتي تم تطبيقها أواخر عام 2011.

وبما أن زيارة وزير الخارجية الألماني "فرانك - فالتر شتاينماير" المفاجئة لقطاع غزّة، تُعتبر لدى العامة من المحللين والخبراء، فريدة من نوعها أو غير مسبوقة كما تبدو مُجرياتها، فإن من غير اللائق أن نقتصرها – كما أُشيع- بأنها جاءت للاطلاع على الأوضاع المرافقة للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 2006، والتركيز على الجهود المبذولة لإعادة إعماره، بسبب ما يدور في الأذهان، بأن هذه الزيارة تحمل شيئاً وإن كان ليس جديداً، لكنه نادراً على أي حال، وذلك بالنظر إلى تواجد قضيتين هامتين على الساحة، الأولى: تكمن في قضية الأسرى، والثانية: تهدف إلى جمع منثورات متعلقة بعقد هدنة طويلة بين حماس وإسرائيل.

خلال المدّة الفائتة حفُلت العديد من الأوساط السياسية والمصادر ذات الصلة، بأن هناك دردشات (حمساوية- إسرائيلية) بوساطة أوروبيّة، تدور حول إمكانية تنفيذ صفقة هدوء طويلة الأجل، تمتد إلى خمس سنوات فأكثر، وكانت حماس قد اقتربت من الكشف عنها، بوسطة تصريحات واضحة، ناجمة عن رئيس الوزراء السابق "إسماعيل هنيّة" حيث أعلن صراحةً، بأن لا مشكلة في عقد هدنة طويلة مع الكيان الإسرائيلي، في مقابل فك الحصار عن القطاع.

وبالمقابل، فقد سال لُعاب الإسرائيليين باتجاهها، وتاقوا إلى تحقيقها، ودأبوا في الحديث عنها بجلاء، وخاصّةً رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" الذي أيّد بشكلٍ عاجل خطوات "شتاينماير" باتجاه زيارة القطاع، وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر، بأن إسرائيل يُمكنها (جدّاً) القبول بإدارة حماس للقطاع، وبأن لا مشكلة من الجلوس معها، هكذا أيضاً قال رئيس الدولة "رؤوفين ريفلين"، ما يعني بأنه توجد إمكانيّة مُعتبرة، لعقد هدنة على هذا الواقع.

برغم التصريحات السابقة، فقد تكررت تصريحات أخرى - آتية من الطرفين- تنفي حصول أيّة مفاوضات وتُنكر أيّة تقدّمات، وسواء حول صفقة تبادل أسرى، أو بشأن تحقيق هدنة، حتى الأسبوع الماضي على الأقل، لكن الراجح أن مصر، هي التي قطعت الطريق أمام تنمية تلك الأفكار، بسبب موقفها من حماس، والتي لا تريدها أن تنجو بإنجاز، يكون على غير أهواءها من ناحية، أو يكون على حساب السلطة الفلسطينية، التي أبدت اعتراضاً جزيلاً باتجاهها من ناحيةٍ أخرى، وإسرائيل وإن كانت لا تأبه برأي السلطة، لكنها بالضرورة مفروضٌ عليها احترام الرغبة المصريّة، وحتى الوصول إلى صِيغٍ مقبولة.

زيارة "شتاينماير" إلى قطاع غزة، تعتبر الأهم لدى كل من حماس وإسرائيل سواءً بسواء، باعتبارها تصب في صالحها بحسب اعتقاد كل منها، مما لها من أهمية لا سابق لها، وتأتي أهميتها لدى حماس التي رحّبت بها أيّما ترحيب، سيما وأنها تأتي من قِبل شخصيّة أوروبيّة رفيعة، وحتى في ظل الحديث، بأن الوزير لم يُخطط بالالتقاء بأحدٍ من قياداتها، باعتبارها اعتراف ضمني بها، وتُمثّل كسراً لقائمة الإرهاب الغربية- الإسرائيلية، التي تضم اسمها، ومن ناحيةٍ أخرى، فإنه لديها يمكن الاعتماد على الدور الألماني في كسر الحصار عن القطاع، وتحقيق صفقة تبادل أخرى مع الإسرائيليين، إلى جانب استغلال دورها بشأن وقف العدوان الإسرائيلي، والسعي باتجاه عقد هدنة.

بالنسبة لإسرائيل، فهي أيضاً أبدت رغبة أكبر، لذهاب "شتاينماير" إلى القطاع، وإن كان غير مُدرجاً داخل بنود الجولة، وبعد أن كان لا يُنتظر منها أن تفعل، سيما وأنها كانت منعته في بداية الرحلة، من دخول أجوائها، وفرضت عليه الطواف حتى جزيرة قبرص، للوصول إلى العاصمة بيروت، قادماً من المملكة الأردنيّة، بسبب أن جدول الزيارة لم ينل إعجابها.

بالتأكيد، فأن رواية عدم التخطيط للالتقاء بحماس هي غير جادّة، ومسألة الاطلاع والتركيز على الجهود المبذولة لإعادة إعمار القطاع، بدت كحجّة وحسب، لذلك، فإن أحداً لا يمكنه بأي حال استبعاد أن يتم (حديث)، وإن كان من خلال وسطاء مقرّبين، لا سيما وأن ألمانيا يهمّها تعزيز دورها السياسي في المنطقة، وبخاصة بشأن تثبيت هدنة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل.

وكما جاء "شتاينماير" بٍطاناً من ناحية الجانب الإسرائيلي، بشأن القضايا السابقة وعلى رأسها الهدنة، فقد غادر عرين حماس بِطاناً مرّة أخرى، ولكن ليس معنى ذلك أن هناك اتفاقات قريبة بشأنها، بسبب أن مساعيه تتوقف على طرفين آخرين رئيسين، فيما إذا كان باستطاعته أخذ موافقتهما لمواصلة تلك المساعي، وهما السلطة الفلسطينية وخاصة في شأن الهدنة، ومصر أيضاً، باعتبار جل قضايا المنطقة تقع بين أصابعها وبضمنها الهدنة، لكن "شتاينماير" بدى حريصاً على إنجاز ما يستحق الذكر، وحتى قبل اجتماعه بالرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" أثناء زيارته لألمانيا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الهدنة، مصر، الإنقلاب بمصر، إسرائيل، جماس، فلسطين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-06-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن عثمان، د - مصطفى فهمي، محمود سلطان، المولدي اليوسفي، د - المنجي الكعبي، محمد العيادي، فوزي مسعود ، محمد يحي، سلوى المغربي، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد عمر غرس الله، د. طارق عبد الحليم، رمضان حينوني، سامح لطف الله، يزيد بن الحسين، د- محمد رحال، عبد الله الفقير، محمد الياسين، أحمد النعيمي، محمود فاروق سيد شعبان، د - الضاوي خوالدية، د- محمود علي عريقات، طارق خفاجي، محرر "بوابتي"، سلام الشماع، رافع القارصي، أبو سمية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مصطفى منيغ، أنس الشابي، المولدي الفرجاني، رشيد السيد أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد ملحم، حاتم الصولي، خالد الجاف ، ضحى عبد الرحمن، عواطف منصور، محمد اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - صالح المازقي، د. عبد الآله المالكي، سعود السبعاني، د - عادل رضا، فتحي الزغل، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - شاكر الحوكي ، الناصر الرقيق، عزيز العرباوي، د. أحمد محمد سليمان، إسراء أبو رمان، حسن الطرابلسي، د- جابر قميحة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صباح الموسوي ، سيد السباعي، إياد محمود حسين ، ياسين أحمد، فتحـي قاره بيبـان، مصطفي زهران، ماهر عدنان قنديل، نادية سعد، مراد قميزة، يحيي البوليني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بوادي، عبد الغني مزوز، الهيثم زعفان، عراق المطيري، حسني إبراهيم عبد العظيم، علي الكاش، سفيان عبد الكافي، عمر غازي، صلاح المختار، رضا الدبّابي، فهمي شراب، وائل بنجدو، جاسم الرصيف، كريم السليتي، عبد العزيز كحيل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الرزاق قيراط ، محمد شمام ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حميدة الطيلوش، كريم فارق، بيلسان قيصر، عمار غيلوفي، أحمد الحباسي، العادل السمعلي، محمود طرشوبي، فتحي العابد، تونسي، علي عبد العال، د. خالد الطراولي ، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح الحريري، صفاء العربي، منجي باكير، إيمى الأشقر، د - محمد بنيعيش، رافد العزاوي، صفاء العراقي، عبد الله زيدان، محمد أحمد عزوز، د.محمد فتحي عبد العال، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد بشير، د. مصطفى يوسف اللداوي، طلال قسومي، سامر أبو رمان ، صالح النعامي ، أ.د. مصطفى رجب، محمد الطرابلسي، مجدى داود، أشرف إبراهيم حجاج، محمد علي العقربي، الهادي المثلوثي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة