البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

جوائز قيّمة لحكومة (إسرائيلية) متمرّدة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3618


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كثيرون اهتمّوا، بأن الحكومة التي استطاع "بنيامين نتانياهو" – بالكاد - تشكيلها، لا محالة ساقطة، ولكنهم لم يحددوا فيما إذا كان سقوطها قريباً، وذلك اعتماداً على أن توليفتها، تحتوي طيفاً واحداً فقط، من مجموعة الأطياف الإسرائيلية المتواجدة على الساحة الحزبية الإسرائيلية، كما أنها ضعيفة، لاعتمادها على 61 مقعداً فقط، من مجموع مقاعد الكنيست ألـ (120)، أي بنسبة 50% فقط، إضافةً إلى أنها - في اعتقادهم- قد نُبذت مبكّراً من قِبل المجتمع الدولي، وحتى من الدول الصديقة والحليفة لإسرائيل، وكان زعيم اليسار "إسحق هيرتسوغ" قد توعّد بإسقاطها، بعد أن وصفها بأنها خطأ تاريخي.

لكن وبالمقابل، فإن "نتانياهو" حرِص على وصف حكومته بالقويّة، وبأن لها ميراث ميداني طويل، وتتمتع بميزات ضخمة، أكثر من أيّة حكومة سابقة، ربما لاعتبارها، تحمل مضامين متشددة، في شأن تعزيز قوّة إسرائيل، خاصةً وهي تعيش وسط منطقة (عربية – إسلامية) ملتهبة، من خلال تمثيلها لقاعدة حزبيّة قلقة على المصير الإسرائيلي، لا لقاعدة - إذا جاز القول- مفرّطة بلا ثمن.

"نتانياهو" لم يقل ذلك جزافاً، لكنه قال بعد أن بدت علامات نصره تتوالى (وضوحاً وقيمة) وسواء الآتية من المستوى الداخلي أو المستويين الإقليمي والدولي، وخاصةً بعد نجاح حكومته في الصمود والإفلات من السقوط، أمام أول مشروع برلماني لحجب الثقة عنها، والذي كانت تقدّمت به كتلة (هناك مستقبل)، بدعمٍ كاملٍ من قوى المعارضة، على خلفية عدم تطبيق توصيات اللجنة الخاصة بمكافحة الفقر.

والأهم هو نجاحه في تخفيض قيمة اليسار وإلى درجة قاسية، حين توجّه بخطاب خاص لغريمه زعيم المعسكر الصهيوني "هرتسوغ"، خلال اجتماع خاص عقدته الكنيست، بمناسبة ما يسمى بـ (يوم القدس) - وهو اليوم الذي قامت فيه إسرائيل بضم المدينة إلى إسرائيل-، حيث قال: حان الوقت لتستمع إلى موقفنا، بوجوب أن نبني المزيد في القدس، وحان الوقت لتعلن إذا ما كنت مؤيداً للبناء أم لا" ؟ بالطبع فالرجل لم يردّ.

لم يفرغ "نتانياهو" من اغتباطه بهذا النجاح حتى سقط عليه نجاحاً آخر، والذي تمثل في رسالة السلطة الفلسطينية، والتي تحمل استعداداً لدفع عجلة المفاوضات قريباً، وإن جعلت حفنة من الشروط قبل تحقيق ذلك، باعتبار الرسالة تسميناً هاماً للحكومة، وخاصةً أنها تأتي من قِبل السلطة، والتي ما فتئت تشن هجوماتها على الحكومة، وتأليب الآخرين ضدّها، إضافة على ما يترتب عليها، بشأن تخلّيها عن الإجراءات المتخذة ضد إسرائيل، باتجاه هيئات المجتمع الأممي والجنائية الدولية بخاصة.

كما ضخّت الدعوة السعودية، قوّة إضافية إلى جسم الحكومة، باعتبارها مقبولة عربياً، وليس كما الادعاء بأنها منبوذة، والتي تُطالبها بتبنّي مبادرة السلام العربية، برغم مرور 13 عاماً من رفض إسرائيل لها، وهي المبادرة التي خطّها الملك الراحل "عبد الله بن عبدالعزيز" خلال قمّة بيروت عام 2002، والتي تطرح إنهاء العداء، مقابل إقامة دولة فلسطينية في حدود عام 67، إضافةً إلى ما تحمله الرسالة، من أن هناك مشتركات استراتيجية مهمّة، وعلى رأسها التهديدات الإيرانية، وأمن المنطقة ككل، وكانت تواردت أنباء، تشير إلى أن المملكة الأردنية شهِدت لقاء عربي – إسرائيلي، أُقيم تلبيةً لهذه المشتركات.

الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" وبرغم العداء الشخصي والسياسي الذي يجمعه بـ "نتانياهو"، إلاّ أنه أوعز بتعزيز التعاون مع حكومته الجديدة، وأعطى تعليمات واضحة ومشددة لطواقم الأمن القومي، بالعمل الوثيق معها، من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بكافة مستوياتها، ومن جهةٍ أخرى، أعاد معارضته خطوات السلطة الفلسطينية، بشأن رفع دعاوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية، كونها تضر بِفُرص السلام بين الجانبين.

ومن جهته، فقد سارع الاتحاد الأوروبي الذي يسعى لحجز دور في عملية السلام المأمولة، إلى مباركة الحكومة وتقديم التهاني لها، وذلك في مواجهة رزمة الانتقادات الإسرائيلية، التي وُجهت لمسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد "فيدريكا موجيريني" بسبب اتصالاتها السابقة بزعماء فلسطينيين، وطمعاً من جهةٍ أخرى، في تجديد العلاقات الثنائية مع إسرائيل، باعتبارها شريك حيوي للاتحاد.

كل الخطوات السابقة، وإن كان هدفها ترويض "نتانياهو" وجلب حكومة – متمردة - نحو السلام، كونها خطوات إلى الأمام، لكنها مثّلت لديه باعتبارها (جوائز قيّمة) حازتها حكومته بجدارة، سيما وأنها لا تأتي في ظل كشفه عن عناوين مُخالفة لها وحسب، وخاصة في شأن العملية السياسية، بل وفي ضوء تحدّيه لها، واتخاذه خطوات عديدة إلى الوراء، وعلى رأسها تأكيده على أن مدينة القدس، ستبقى عاصمةً للشعب اليهودي فقط، ولن تكن يوماً عاصمةً لأي شعب آخر.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، ناتنياهو، فلسطين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-05-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يزيد بن الحسين، د - عادل رضا، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، د - محمد بن موسى الشريف ، حاتم الصولي، أحمد الحباسي، د. أحمد بشير، خالد الجاف ، طلال قسومي، مجدى داود، د - صالح المازقي، رشيد السيد أحمد، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله زيدان، منجي باكير، سامح لطف الله، عبد الرزاق قيراط ، د- جابر قميحة، كريم فارق، محمد اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، رمضان حينوني، صالح النعامي ، المولدي الفرجاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامر أبو رمان ، د - الضاوي خوالدية، بيلسان قيصر، فوزي مسعود ، كريم السليتي، محمد أحمد عزوز، د- محمود علي عريقات، فهمي شراب، محمد العيادي، حسن الطرابلسي، ياسين أحمد، إسراء أبو رمان، عزيز العرباوي، صلاح المختار، إياد محمود حسين ، محمد الطرابلسي، الهادي المثلوثي، أحمد بوادي، د - شاكر الحوكي ، علي الكاش، رافد العزاوي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد يحي، عمار غيلوفي، ماهر عدنان قنديل، د. مصطفى يوسف اللداوي، العادل السمعلي، محمد علي العقربي، محمد شمام ، د- محمد رحال، عراق المطيري، محمود طرشوبي، سفيان عبد الكافي، د.محمد فتحي عبد العال، عبد العزيز كحيل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. أحمد محمد سليمان، د. صلاح عودة الله ، الهيثم زعفان، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود فاروق سيد شعبان، سليمان أحمد أبو ستة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، وائل بنجدو، حسني إبراهيم عبد العظيم، أبو سمية، الناصر الرقيق، عواطف منصور، سعود السبعاني، فتحي العابد، د. طارق عبد الحليم، محمد عمر غرس الله، محرر "بوابتي"، يحيي البوليني، صلاح الحريري، نادية سعد، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحـي قاره بيبـان، مصطفي زهران، حميدة الطيلوش، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج، د - محمد بنيعيش، أنس الشابي، عمر غازي، مصطفى منيغ، صفاء العربي، سلام الشماع، سيد السباعي، سلوى المغربي، صفاء العراقي، حسن عثمان، د. عبد الآله المالكي، محمد الياسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، طارق خفاجي، أحمد النعيمي، مراد قميزة، د- هاني ابوالفتوح، د - مصطفى فهمي، صباح الموسوي ، د. خالد الطراولي ، عبد الله الفقير، أحمد ملحم، رضا الدبّابي، المولدي اليوسفي، رافع القارصي، تونسي، علي عبد العال، عبد الغني مزوز، ضحى عبد الرحمن، د - المنجي الكعبي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة