البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الوزراء العرب في الحكومات الإسرائيلية

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3873


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مثلما سعت شخصيّات عربيّة للدخول في الكنيست الإسرائيليّة، فقد سعت شخصيّات أخرى إلى تولّي مناصب وزارية في الحكومات الإسرائيلية أيضاً، وبرغم اقتصار هذه المساعي على شخصيّات عربيّة من الطائفة الدرزيّة، إلاّ أنها كانت غير محببة لدى اليهود، وخاصة من هم من أصولٍ أوروبيّة، كونهم يؤمنون بأن الدولة، يجب أن يقودها هم فقط، لاعتقادهم بأنهم أعلى منزلة وأكثر عِلماً، ليس من العرب والأقليّات الأخرى وحسب، بل من اليهود الشرقيين أيضاً، والذين لم نشاهد سوى قلائل منهم، يعتلون مناصب رفيعة أو وزاريّة ثانويّة وسياديّة.

ويمكن ذِكر "شلومو هيليل" وهو من أصول يمنيّة، الذي حاز منصب وزارة الشرطة في أواسط السبعينات، و"دافيد ليفي" من أصول مغربيّة، والذي شغِل منصب وزير الخارجية في العام 1999، والتونسي الأصل "سيلفان شالوم" الذي شغل عدة وزارات ومنها الخارجية في 2005، والطاقة 2014، والبنى التحتيّة حتى أوائل العام الحالي، ويمكن ذِكر "شاؤول موفاز" وهو من أصول إيرانية، والذي ترأّس وزارة الجيش الإسرائيلي منذ العام 2002.

لكن وحتى هذه الأثناء، لم يصل أي منهم، ولا من اليهود الشرقيين غيرهم، إلى رئاسة الحكومة، أو رئاسة الدولة، باستثناء "موشيه كاتساف" وهو من أصل إيراني، لظروف سياسية خاصة، وكان انسحب "شالوم" من سباق الرئاسة، لعدم دعمه من قِبل حزبه الليكود و"نتانياهو" تحديداً، للحيلولة - كما يبدو- دون تكرار تجربة "كاتساف".

وبرغم هذه النظرة القاسية، إلاّ أن ضرورات عِدّة خضعت لها إسرائيل، باتجاه التقدّم إيجابياً، ناحية تقليل الفجوة الاجتماعية الحاصلة، وإن إلى الدرجة التي تحول دون وسمها بالعنصرية، فقد سعت إلى بعث الأمل في أنفس الأقليات العربية، بشأن استعدادها لإلائهم مناصب متطورة في السلّم الحكومي، وخاصة باتجاه أولئك الذين يمنحون ولاءً كاملاً للدولة الإسرائيلية.

فمنذ العام 2001، وعندما أُسند تشكيل الوزارة لـ "أريئيل شارون" الذي فاز للتو بالانتخابات كزعيم لحزب الليكود، على حساب حزب العمل بزعامة "إيهود باراك"، عمل حسابه وفي ضوء تفهّم المجتمع الإسرائيلي لتلك الخطوة، على توزير شخصيّة عربيّة (درزية)، لـ (شؤون الأقليات) سعياً منه لتحقيق هدفين رئيسين، الأول: تقوية العلاقة مع الطائفة الدرزية، والثاني: بهدف تحقيق مكاسب عربية دعائية.

وكان تنافس حينها شخصان عربيّان من نفس الطائفة، لتولي هذا المنصب، وهما النائب الليكودي "أيّوب قرّا" من دالية الكرمل، والنائب "مجلّي وهبة" وهو ضابط سابق من قرية بيت جن، والذي شغل منصب مستشار "شارون" للشئون العربية، حين كان يشغل وزارة الخارجية.
الشخصيتان جديرتان بالرقي للمنصب، لدى الإسرائيليين كونهما نالتا ثقتهم عموماً واليمين الإسرائيلي بشكل خاص، وفي ضوء اعتراف "قرّا" بأنه جزء من الدولة، وبأنه لا يشعر أبداً بالانتماء للعرب، إضافة إلى نشاطاته المميزة في بناء الدولة وتطويرها، ناهيكم عن مرافقته لـ "شارون" أثناء زيارته الاستفزازية للحرم القدسي الشريف، والتي أشعلت انتفاضة الأقصى في أكتوبر/تشرين أول العام 2000.

كما بلغت نشاطات "وهبة" ذروتها، عندما قام "شارون" بتجنيده باتجاه عدّة عواصم عربيّة، بهدف طمأنة حكامها بأن "شارون" ليس متطرفاً كما يتصورون، وإقناعهم بأنه رجل سلام، باعتباره يتفهّم الأمزجة والأهواء العربية، واستناداً إلى علاقاته التجارية مع بعض رجال أعمال عرب وخليجيين بخاصة، وكان سبباً في إمالة بعضهم في تلك المدّة، لكن نهاية المطاف تم تولية الوزارة للنائب "صالح طريف" من قرية جولس الدرزيّة، وكان ذلك بين عاميّ 2001-2002.

خلال الفترة الماضية والتي أعقبت جولة الانتخابات الأخيرة، تعالت الأصوات العربية للمطالبة بتعيين وزير عربي لنفس الوزارة، حيث اجتمع رؤساء الطائفة الدرزية، وقاموا بتدوين رسالة رسميّة موجهة إلى رئيس الحكومة للمطالبة بذلك، وعلى أمل أن يشغل "قرّا" هذا المنصب، باعتباره جدير به، سيما وأنه إلى حد الآن، شغل عضوية الكنسيت لأربع مرات عن حزب الليكود.

في هذه الأيام، وبرغم عدول النائب "عمّار حمد" عن حزب إسرائيل بيتنا، والذي يتزعمه "أفيغدور ليبرمان" عن منافسته على منصب وزير، بسبب عدم دخول الحزب في الائتلاف الحكومي، فقد قام "قرّا" بالتكفل بالضغط على "نتانياهو"، من خلال إرساله تهديدات مباشرة، يعِدُ من خلالها بإسقاط الحكومة، إذا لم يتم منح وزارة للطائفة الدرزيّة، باعتبار أنه آن الأوان، لأن تأخذ الطائفة بعضاً من حقوقها، كونها لم تُخلق للدفاع عن إسرائيل فقط، وبأن لأبنائها الحق بالجلوس على طاولة المجلس الوزاري.

ويساعد في ذلك التّوجّه، في أنه يحظى بدعم نواب رفيعين في الوسط العربي عموماً، وفي ضوء أن هناك سابق قريبة، حيث أسندت حكومة "إيهود أولمرت" زعيم حزب كاديما، وزارة العلوم والرياضة في العام 2007، للنائب العربي "غالب مجادلة"، من قرية باقة الغربيّة، برغم عدم ولائه للدولة، وكان رفض غناء النشيد الوطني الإسرائيلي، لأنه كُتب لليهود فقط.

"نتانياهو" يرغب في إضافة "قرّا" كوزير، لتعزيز مركزه في الوسط العربي، خاصة في أعقاب الموجة التي أدّت إلى هبوط رصيد حزبه الانتخابي، ترتيباً على ما يُسمى بمشروع قانون (يهودية الدولة)، ومن أجل تبييض وجه حكومته اليمينية الحاليّة، لكنه بالكاد يأخذ أنفاسه، نتيجة الورطة الكبرى الناشئة عن مهمّة تشكيلها، حيث يجد نفسه بلا أكسجين تماماً بشأن تهديدات "قرّا" سيما وأن المقاعد الوزاريّة باتت لديه محدودة.

وحتى في حال تواجدها، فإن ذلك سيُثير بالتأكيد استياءً عارماً في أوساط أعضاء حزبه الآخرين، باعتبارهم أحق من "قرّا"، بسبب مراتبهم الأقرب انتخابيّاً وأدبيًاً، بالنظر إلى مرتبته البعيدة على قائمة الحزب والتي تقبع في 27(من 30) وهي مجموع المقاعد التي يملكها الليكود، لكن ما يُهدئ من روعه، هو عِلمه بأن "قرّا" بأي حال، لن يبلغ بتهديداته درجة الجد، بسبب أنه لا يمكنه تحّمل مسؤوليّة ما قد ينجم عنها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، الوزراء العرب، العرب بإسرائيل، فلسطين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-05-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أبو سمية، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحي العابد، عمار غيلوفي، حسن عثمان، خالد الجاف ، عبد الله زيدان، صباح الموسوي ، ماهر عدنان قنديل، حميدة الطيلوش، سعود السبعاني، د- محمود علي عريقات، محمود سلطان، رمضان حينوني، علي الكاش، د- جابر قميحة، مصطفى منيغ، د - شاكر الحوكي ، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد بوادي، المولدي الفرجاني، د - صالح المازقي، مصطفي زهران، إيمى الأشقر، رافع القارصي، مجدى داود، محمد يحي، عزيز العرباوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - الضاوي خوالدية، فتحـي قاره بيبـان، ياسين أحمد، محمد العيادي، محمود فاروق سيد شعبان، طلال قسومي، خبَّاب بن مروان الحمد، علي عبد العال، جاسم الرصيف، عبد الرزاق قيراط ، محمود طرشوبي، محمد عمر غرس الله، نادية سعد، د. طارق عبد الحليم، عبد الله الفقير، تونسي، فتحي الزغل، د. أحمد بشير، محمد الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، إياد محمود حسين ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. عبد الآله المالكي، العادل السمعلي، د - المنجي الكعبي، يحيي البوليني، أحمد النعيمي، سامر أبو رمان ، محرر "بوابتي"، د. صلاح عودة الله ، سيد السباعي، يزيد بن الحسين، ضحى عبد الرحمن، د. أحمد محمد سليمان، د - عادل رضا، عواطف منصور، صفاء العراقي، فوزي مسعود ، عبد الغني مزوز، محمد شمام ، د - مصطفى فهمي، مراد قميزة، أ.د. مصطفى رجب، الناصر الرقيق، وائل بنجدو، حسني إبراهيم عبد العظيم، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح المختار، رافد العزاوي، د- محمد رحال، سلوى المغربي، حسن الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- هاني ابوالفتوح، رشيد السيد أحمد، أشرف إبراهيم حجاج، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صالح النعامي ، صفاء العربي، الهادي المثلوثي، د - محمد بنيعيش، أحمد الحباسي، فهمي شراب، محمد أحمد عزوز، سفيان عبد الكافي، حاتم الصولي، رحاب اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، عراق المطيري، أحمد ملحم، سامح لطف الله، إسراء أبو رمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د.محمد فتحي عبد العال، الهيثم زعفان، أنس الشابي، كريم فارق، رضا الدبّابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الياسين، صلاح الحريري، سلام الشماع،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة