البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

في (إسرائيل) - يكرهون السود

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3886


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ قيام دولة (اسرائيل) عام 1948، اعتمدت البروبوغندا الصهيونية، وبمساعدة أوروبية، مشروع تجميل صورة الدولة، باعتبارها دولة سامية قائمة على أساس حضاري ديمقراطي، حريص على احترام حقوق كافة الأقليات المقيمة داخل حدودها، وذلك في كل ما يتعلق باحترام الأديان والأعراف والتقاليد الاجتماعية وغيرها، لكن الواقع المعاش لا يبدو كذلك، وحتى برغم انقياد الذين يعانون العنصرية من اليهود وفئات أخرى للدولة وحكامها، فقد دلّت الوقائع وعلى مدى تواجد الدولة، على أنها دولة عنصرية من الدرجة الأولى، وليس ذلك بلساننا، وإنما بألسنة يهودية، تشهد بما تقوم به الدولة من ممارسات تتضمن مجازر وعنف واضطهاد وامتهان.

وإن كانت هذه العنصرية راسخة في وجدان الدولة، إلاّ أنها متفاوتة تبعاُ للفئة المقصودة وللبيئة والأحداث أيضاً، فالموجهة ضد الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية، غير الموجهة للفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وسواء كانوا مسلمين أو ومسيحيين ودروز وشركس وأقليات أخرى)، وهي غير الموجهة لليهود الشرقيين – السفارديم- المنحدرين من أقطار عربية وإسلامية، ومن يملكون بشرة سوداء باعتبارهم أقل درجة من الغربيين – الإشكنازيم- الصاعدين من البلدان الأوروبية.

حتى الانتخابات الأخيرة، كانت شهدت أشكالاً عنصرية فجّة، وسواء باتجاه الفلسطينيين العرب، حين اتهم رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" اليسار الإسرائيلي، بنقلهم في الحافلات كي يصوّتوا لإسقاطه عن الحكم، ودعوة "أفيغدور ليبرمان" الصريحة إلى قتلهم، أو باتجاه اليهود بعضهم لبعض، عندما دعا زعيم حزب (شاس) الشرقي "أرييه درعي" اليهود الشرقيين، بأن يُصوتوا لحزب لشرقي فقط، منبهاً إلى أن المكان الذي يتواجد فيه شرقيون أكثر هو السجن، وبالمقابل فقد بلغت العنصرية ذروتها، حين ادعى بعض الإشكنازيم، بأنّ دولة إسرائيل أخطأت حين سمحت لليهود الشرقيين بالهجرة إليها، لأنها أنشأت بذلك طبقة كبيرة من السكان المتخلّفين.

في إسرائيل يكرهون السود أكثر، والسؤال هو، لماذا يعانون في جلبهم إلى هنا؟ والجواب: يكمن في شقين رئيسين، مادي ومعنوي، بسبب أنهم يهود أولاً، وخدم –عمالة - ثانياً، وأمّا المعنوي، فهو المتعلّق بإثارة المزاج لدى يهود أوروبا بالانتقال إلى إسرائيل أولاً- وخاصةً أولئك الذين تلهيهم أعمالهم، وتتمسك بهم ولا ءاتهم للدول التي يعيشون فيها- ولتجميل صورة إسرائيل بأنها دولة ديمقراطية لا تمييز فيها ثانياً.

برغم ولائهم للدولة واندماجهم فيها، والخنوع بمسلماتها المفروضة عليهم، واعتمادهم من قِبل قضاة الهالاخاة، باعتبارهم يدينون بالتوراة اليهودية، وبأنه لا يمكن إطلاق الشكوك فيهم، لم تقم إسرائيل بتغير سلوكها مليمتراً واحداً باتجاههم، وبقيت تعارض تلك الدعوات وعلى مدى الحكومات الفائتة، وبقوا مقيدين لديها على الدرجة السفلى نسبة إلى باقي اليهود من أصول أوروبية.

وكانت ثارت طائفة الفلاشا، التي كانت إسرائيل قد جلبتهم من دولة أثيوبيا منذ العام 1984، خلال عملية كبيرة أطلق عليها اسم (أوكسيدوس)، قامت لاحقاً بسكب كميات كبيرة من دمائهم، كانوا قد تبرعوا لصالح المستشفيات الإسرائيلية، باعتبارها دماء مكروهة، ولا ترقي إلى الدم اليهودي النقي الخالص، وبقي أفراد الطائفة يعانون إلى أن عاد بعضهم إلى موطنه- أثيوبيا- واسترجاع ممتلكاته بأضعافٍ مضاعفة، مقابل النزول من إسرائيل.

خلال اليومين الماضيين، ثار الآلاف من الطائفة نفسها مرة ثانية، في مدينة القدس المحتلة، لتسليط الضوء على وحشية الشرطة ضد أفرادها، بعد قيام عناصر من الشرطة الاسرائيلية، يضربون جندي إسرائيلي ينتمي لها، باعتبار الحادثة عملاً عنصرياً ضدها، وتأتي ليس بناءً على سياسة قائد شرطة إسرائيل "يوحنان دانينو" فقط، بل على السياسة الرسميّة الإسرائيلية، التي تسمح للشرطة بضرب السود، دون أن يتحملوا المسؤولية أمام قوانين الدولة.

بدت شوارع إسرائيل مشتعلة بمظاهر احتجاجية عنيفة، باعتبارها مفتاحاً للمطالبة بحقوق الطائفة، حيث هدد أفرادها على بالتصعيد، والذي يجيئ بعد سنوات من الإهمال والعنصرية، زادت خلالها أوضاعهم سوءاً، وشعروا باليأس، في ضوء أن الحكومات الإسرائيلية، لم تقم باتخاذ أيّة إجراءات تحِد من معاناتهم، كونهم يملكون بشرة سوداء.

اللافت، هو، قيام الشرطة الإسرائيلية بفض الاحتجاجات، وبلا سابق إنذار، بطريق القوّة المفرطة، حيث استخدمت أساليب عير مُعتادة من أجل السيطرة على الحشود وتفريق المحتجين، بما في ذلك الضرب المبرح، والغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية وخراطيم المياه، باعتبار أن هذه لا تستعمل باتجاه أو ضد اليهود التابعين للدرجة الأولى.

قيام "رؤفين ريفلين، بنيامين نتانياهو، يوحنان دانينو، نير بركات" رئيس الدولة، رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائد الشرطة، رئيس البلدية على التوالي، بتهدئة المتظاهرين والدعوة إلى الاستماع إليهم، لا تعني إزاحة العنصرية عن أكتافهم وظهورهم، أوعن كواهل الأقليات الأخرى، وإنما لتسكين الآلام فقط، وإذا كانوا يقومون بتكرر اعتذارهم بعد كل جولة عنصرية، وخاصة أمام الفلسطينيين وغيرهم من الأقليات الأخرى، فإنها من قبيل سياسة دفن الحصى وحسب، باعتبار أن العنصرية الإسرائيلية هي فطريّة، متواجدة منذ الأزل، ولا تنتهي باعتذار أو بأسفٍ ما.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، فلسطين، التمييز العنصري، السود،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-05-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فوزي مسعود ، ضحى عبد الرحمن، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محرر "بوابتي"، كريم السليتي، رافع القارصي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد الياسين، د- هاني ابوالفتوح، محمد علي العقربي، سامح لطف الله، أحمد الحباسي، د.محمد فتحي عبد العال، الهادي المثلوثي، رضا الدبّابي، فتحي العابد، د- محمود علي عريقات، صالح النعامي ، المولدي اليوسفي، بيلسان قيصر، د - صالح المازقي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي الزغل، د- محمد رحال، سفيان عبد الكافي، عزيز العرباوي، طارق خفاجي، كريم فارق، محمود طرشوبي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، ماهر عدنان قنديل، عمر غازي، سلوى المغربي، د. عبد الآله المالكي، سامر أبو رمان ، إسراء أبو رمان، مصطفى منيغ، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بن موسى الشريف ، رمضان حينوني، رافد العزاوي، الهيثم زعفان، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد بشير، سعود السبعاني، خبَّاب بن مروان الحمد، حميدة الطيلوش، أشرف إبراهيم حجاج، محمد شمام ، جاسم الرصيف، صلاح المختار، صفاء العربي، نادية سعد، علي عبد العال، محمد عمر غرس الله، د. صلاح عودة الله ، محمد أحمد عزوز، أنس الشابي، فهمي شراب، يزيد بن الحسين، عبد الغني مزوز، المولدي الفرجاني، حسن عثمان، حاتم الصولي، محمد اسعد بيوض التميمي، يحيي البوليني، تونسي، عبد الله الفقير، أ.د. مصطفى رجب، سيد السباعي، مصطفي زهران، صلاح الحريري، د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، عبد الرزاق قيراط ، علي الكاش، د - المنجي الكعبي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحـي قاره بيبـان، ياسين أحمد، حسن الطرابلسي، إيمى الأشقر، مراد قميزة، محمود سلطان، عراق المطيري، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. خالد الطراولي ، مجدى داود، عبد العزيز كحيل، صباح الموسوي ، محمد يحي، محمد العيادي، د- جابر قميحة، أبو سمية، إياد محمود حسين ، طلال قسومي، د - شاكر الحوكي ، د - عادل رضا، رشيد السيد أحمد، أحمد النعيمي، عبد الله زيدان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، وائل بنجدو، عمار غيلوفي، أحمد ملحم، سلام الشماع، د - مصطفى فهمي، صفاء العراقي، محمود فاروق سيد شعبان، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بوادي، العادل السمعلي، منجي باكير، خالد الجاف ، محمد الطرابلسي، عواطف منصور، د - محمد بنيعيش،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة