البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أحلام إسرائيل المندثرة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3424


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من حق إسرائيل أن تحلم، وأن تتمادى في أحلامها كما يحلو لها، بسبب أن لا أحد يستطيع منعها من أن تفعل ذلك، وسواء تعلّق بشأن استمرارها ودوام تطورها، أو بإظهار قدراتها على المُقاتلة من أجل القضاء على أعدائها، ولكن ما ليس بحقٍ لها، أن تجعل من أحلامها حقيقةً واقعة، بسبب أنها ستندثر من تلقاء نفسها لا محالة نتيجة لاصطدامها بواقعٍ مخالفٍ تماماً، وهو الذي تخشاه في النوم واليقظة، وعلى مدى سنيّ حياتها وقد لا ينتهي كأغلب الظن.

كما من حقّها الادعاء باستفادتها من الدروس والتجارب القاسية التي مرّت بها، وسواء بسبب برامجها السياسية الخاطئة، أو ما ترتبت على خطواتها العدوانية التي قامت بتنفيذها، وخاصة تلك التي قصدت بها التنظيمات والحركات المقاومة، للإطاحة بها والقضاء عليها، والتي على رأسها تنظيم حزب الله في الجنوب اللبناني، وحركة حماس في الجنوب الفلسطيني، ولكن ليس من حقها أن تمنع أحداً، من كيف يُفشلون تلك الاستفادة.

في كل الاحوال، فإن إسرائيل ترغب في الترويح عن نفسها، كما هي الآن بالفعل، بسبب أنها باتت وليس في إمكاناتها غير مواصلة الأحلام، ونشر تفسيراتها في اليوم التالي، وكما تراها مناسبة، والتي ترتكز على قاعدة (الردع الكافي) وهي التي تتوقف على نشر التهديدات هنا وهناك والإكثار منها وفي كل اتجاه لا غير، ظناً منها بأنها ناجحة لا محالة، في إلقاء القلوب من الصدور رعباً ورهباً، وبالتالي ستفلح في ترخية الزناد المصوّب باتجاهها، سيما في تواجد حضور عربي رسمي، الذي ليس بمقدوره تصور تلك التهديدات، حتى في حال عدم القيام بتنفيذها.

فبعد مشاهد الخسران الكبيرة، التي تكبدتها خلال عدواناتها الفائتة، وعلى الجبهتين، حزب الله في الشمال، وحماس على مشارف القطاع وداخله، والتي أذهبت هيبة الجيش الإسرائيلي إلى الدرك الأسفل، وتحملت المزيد جراء تبعاتها، من الملامة والسخرية، وعلى رأسها مسألة هل مسموح لإسرائيل أن تواصل تطورها واستمرارها من الآن فصاعداً، أو أن تلجأ إلى إلقاء التنازلات كي تضمن الحياة على الأقل؟ إذ كانت التفسيرات كلّها وعلى كلتا الجبهتين، تشير إلى إخفاقات، ليست بسبب أداء الجيش وحده، بل بسبب ضلوع مؤسسات الدولة ككل.

كان طلع قادة إسرائيليون، وقد توجّهوا شمالاً بالقول: بأن إعادة الدولة اللبنانيّة 200 سنة للوراء، سيكون حقيقة غير مشكوكٌ فيها، في حال نشوب حرب مع حزب الله، وتوجه آخرون جنوباً بالتحذير، وكان من ضمنهم وزير الخارجية الاسرائيلي "أفيغدور ليبرمان"، بأن من أولويات الحكومة الإسرائيلية المقبلة، تحطيم حركة حماس، وكأنّ من السهل تحطيمها بلفظ اللسان، بعد ثلاثة تحطيمات متتالية.

بدا قولهم جميعاً متناغماً، وخاصة بعدما قصدوا إخفاء حقيقتين اثنتين على الأقل، الأولى: هي أن إسرائيل معنيّة بالوقوف على التهديدات فقط، والإكثار منها وفي كل اتجاه، (حزب الله، حركة حماس)، والثانية: وهي التي تكشف صراحةً، بأن على إسرائيل التي تهدد لبنان بـ 200 سنة إلى الوراء، الاستعداد لاستلام 1500 صاروخ في اليوم الواحد، ممهورة بأختام حزب الله.

وإذا كان يمتلك ما يقرب من 150 ألف منها، وعلى أنواع ومديات مختلفة، فإن معنى ذلك، أن الحرب ستستمر إلى ما يقرب من 100 يوم وليلة، وهي المدّة التي لا يمكن تصورها بالمطلق لدى إسرائيل، حتى في ضوء انتشار منظوماتها الصاروخية الاعتراضية، من صنفي القبة الحديدية والعصا السحرية وغيرهما، والقصد نفسه باتجاه مسألة تحطيم حركة حماس في الجنوب، حيث لم يجرؤوا على التحدث، بشأن درجة الضعف العام، في مواجهة بيئة (مُختفية) وذات فاعلية جديرة بالثقة، باتجاه إحداث الثقوب، وتعظيم الألم.

لا أحد يستطيع منع إسرائيل وفي حال اندلاع حرب، وسواء في الشمال باتجاه حزب الله أو في الجنوب ضد حركات المقاومة الفلسطينية وحماس تحديداً، من أن تقوم بمحاولة تنفيذ تهديداتها الفائتة، لكن تقديراتها - كما تبدو صحيحة- بأن استعداداتها بصدد تنفيذ هكذا تهديدات، ليست كافية، لا باتجاه بلوغها الأهداف المتوخّاة، ولا بشأن إمكانية النّجاة بالنفس، في ضوء أن جبهة المقاومة المشتعلة في تلك الأثناء، سوف لن تميل إلى ناحيته تفضيل وقف الحرب المندلعة، بسبب أنه لن تتواجد لديها أيّة خيارات سياسيّة، وخاصة إذا ما تم تشغيل جبهات قتالية أخرى.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، ناتنياهو، فلسطين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-04-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رمضان حينوني، مراد قميزة، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الله الفقير، فوزي مسعود ، حسن عثمان، محمد الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، محمد الياسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، كريم فارق، محمد أحمد عزوز، د. أحمد محمد سليمان، د. عبد الآله المالكي، محمود سلطان، ياسين أحمد، أحمد النعيمي، د- محمد رحال، أحمد الحباسي، فهمي شراب، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، الناصر الرقيق، يحيي البوليني، مصطفي زهران، سلوى المغربي، صباح الموسوي ، د - محمد بن موسى الشريف ، إيمى الأشقر، إسراء أبو رمان، رافد العزاوي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، فتحـي قاره بيبـان، منجي باكير، مصطفى منيغ، د - عادل رضا، حاتم الصولي، عمار غيلوفي، محمد العيادي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رضا الدبّابي، ضحى عبد الرحمن، محرر "بوابتي"، حسن الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمود علي عريقات، د - صالح المازقي، رشيد السيد أحمد، د- هاني ابوالفتوح، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أ.د. مصطفى رجب، جاسم الرصيف، صفاء العربي، أشرف إبراهيم حجاج، تونسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عزيز العرباوي، أحمد بوادي، سيد السباعي، مجدى داود، عراق المطيري، د - الضاوي خوالدية، سعود السبعاني، سامر أبو رمان ، د. خالد الطراولي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، يزيد بن الحسين، صلاح الحريري، محمد شمام ، العادل السمعلي، رافع القارصي، فتحي الزغل، خبَّاب بن مروان الحمد، د - المنجي الكعبي، طلال قسومي، محمود فاروق سيد شعبان، المولدي الفرجاني، أبو سمية، د - مصطفى فهمي، محمد يحي، صلاح المختار، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العراقي، سليمان أحمد أبو ستة، علي عبد العال، د.محمد فتحي عبد العال، محمود طرشوبي، عواطف منصور، د - محمد بنيعيش، كريم السليتي، وائل بنجدو، د. أحمد بشير، صالح النعامي ، الهيثم زعفان، الهادي المثلوثي، د - شاكر الحوكي ، عبد الغني مزوز، عبد الرزاق قيراط ، نادية سعد، أحمد ملحم، خالد الجاف ، سلام الشماع، علي الكاش، إياد محمود حسين ، عبد الله زيدان، أنس الشابي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سامح لطف الله، د- جابر قميحة، فتحي العابد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة