البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

القدس، حج وفوائد

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3668


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إنجازات جيدة حققها كل من التيارين الداعي والمعارض، بشأن زيارة المدينة المقدسة، حيث اجتهد الداعون إليها، باعتبارها عملاً وطنياً، يصبّ في دعم المدينة ضد التهويد، ومساندة للمقدسيين بشكل عام، في مقابل نجاح الرافضين لها في حجب الكثيرين عن التفكير بها، بحجة أتها تصب في خانة التطبيع مع الدولة الصهيونية، كونها لا تتم إلاّ بموافقتها، والتي تتضمن - في نظر الإسرائيليين- اعترافاً بها كعاصمة للدولة اليهودية.

بدءًا من العام 2012، شغلت قضية الزيارة جانباً هاماً من الفكر الفلسطيني، حينما دعا الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" بشكلٍ مفاجئ، العرب والمسلمين إلى زيارة المدينة، كونها ضرورية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وعبّرت حركة حماس عن معارضتُها الشديدة لتلك الدعوة، حتى وإن كانت بنوايا دينية، باعتبارها تتمّ تحت السيطرة الإسرائيلية، وتمثّل اعترافا فعليّا بإسرائيل.

وتجاوزت الجدالات بشأنها الساحة الفلسطينية فيما بعد، حتى شملت الدول العربية والإسلامية، وعلى المستويين السياسي والديني، كونها قضية عامة تهم العرب والمسلمين وبضمنهم المسيحيين أيضاً، فكما كان هناك زعماء وحكام وقادة أيّدوا تلك الدعوة، فقد كان هناك آخرين تأففوا بشأنها وأنكروا تنفيذها.

والحال كذلك، لدى أهل الفقه والدين من العلماء والمجتهدين، فكما قام علماء الأزهر في مصر بتحريمها، ومنهم الشيخ الدكتور "عبد الحليم محمود" الذي رفض أن يكون مع الرئيس المصري "أنور السادات" أثناء زيارته للقدس، وشيخ الأزهر ومفتي مصر السابق "جاد الحق على جاد الحق"، وشيخ الأزهر السابق الدكتور "محمد سيد طنطاوي"، إضافة إلى ما صدر عن هيئة علماء المسلمين، والتي يرأسها الدكتور "يوسف القرضاوي" باعتبار الزيارة لا تتم في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وحتى على النطاق المسيحي حيث رفض منذ الماضي "البابا شنودة" أن يقوم الأقباط بتنفيذ زيارة للأماكن المقدسة لنفس السبب.

فقد صدرت عن مجمع الفقه الإسلامي الدولي فتوى تحضّ ليس على جواز الزيارة وحسب، بل تقضي وجوبها، والوجوب يقترب من الفرائض، حيث دعا أمين عام منظمة التعاون الإسلامي "إياد مدني" المسلمين إلى زيارة مدينة القدس ومقدساتها وحثّ عليها، باعتبارها تكمل منظومة زيارة المساجد الثلاثة (المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى) التي تشد إليها الرحال، وعلل بأنها تُعدُّ تطبيعاً مع المسجد الأقصى ومع القدس الشرقية ومع المقدسيين.

علاوةً على أن الكثيرين من أنحاء البلاد العربية والإسلامية، الذين قاموا بتنفيذ زبارة، ترتيباً على تلك الفتاوى السابقة، فإن فتوى المجمع كان لها الصدى الأكبر في تقوية قلوب الذين كانوا ينتظرون مثل تلك الفتوى، سيما وهي صادرة عن مؤسسة دينيّة دوليّة، ولم يتوقف الأمر إلى هنا، فقد شجعت شخصيّات ومؤسسات(خليجية) اعتماد فتاوى مماثلة، جرى الحديث بشأنها خلال الأسابيع الماضية، توصي بجواز الزيارة، وتأتي أهميتها كونها نُشرت باللغة العبرية على صفحات فيس بوك 0202.

وعلى أي حال، وبغض النظر عمّا إذا كانت الزيارة سياسية ووطنية أو دينية، أو على سبيل السياحة والعمل، فإن من المهمّ لأنصار الإباحة، وخاصة من القادة والحكام وأهل الدين والتشريع، الانتباه، إلى أن دعمهم في شأن الزيارة، لا بد وأن يكون من خلال سلسلة دعمٍ طويلة، وخاصةً في داخل القدس أولاً، ويمكن أن نُوجد مثالاً على ذلك الدعم، سواء في البناء وإنشاء المؤسسات وملئ الجيوب، من أن تُصاب أصحابها باليأس حتى المغادرة، فالدعم باتجاه تحقيق زيارة وحده لا يُفيد كثيراً، فهي وإن كانت تحقق بعضاً من أهدافهم السياسية والوطنية والنفسية– برغم صعوبة الحصول تقريباً- فإن لها متاعب جانبية، ربما تكون أقسى من المكاسب المتوخاة،

وهذه المتاعب تتوضح، في أنها أولاً: لم تمنع تهويداً واحداً، ولم تكن لها أدنى فائدة بشأن صد أيّة هجمات صهيونية، وسواء باتجاه المدينة وسكانها، أو باتجاه المسجد الأقصى بشكلٍ خاص، وثانياً: - وهذا مهم- في أن فوائد مهمّة تُصيب الجانب الإسرائيلي بشكلٍ مباشر، وهي تشكّل لديه راحة سياسية واقتصادية جيدة في ذات الوقت، سيما وأن أختام الدولة الإسرائيلية، تُعتبر عالمياً، بمثابة اعتراف ضمني بسيادتها على البلاد، وبضمنها مدينة القدس كعاصمة لها- برغم الحرص الدولي على اعتبارها مدينة مُحتلة- ومن ناحيةٍ أخرى، فإن مجموعة الأموال العربية والإسلامية، التي تدخل إلى المدينة، فإنها ستنتقل مباشرة إلى الخزينة الإسرائيلية.
وكانت أقرّت إسرائيل مؤخّراً، بتعافي الاقتصاد المقدسي، بعد معاناة قاسية أثقلت كاهله طوال الأعوام الماضية، نتيجة استقبال المدينة لأفواجٍ كبيرة من الزائرين العرب والمسلمين، والذين قُدّرت أعدادهم بمئات الآلاف، كانت أغلبها من المملكة الأردنية ومصر والمغرب، وتصدرت دول إسلامية تنفيذ زيارات عملاقة، وأهمها: إندونيسيا وتركيا وماليزيا وغيرها.
وبناءً عليها، باتت إسرائيل تعوّل على هذه الزيارات كثيراً في المستقبل، باعتبارها تمثّل حلولاً جوهرية لعامة المشكلات الاقتصادية القائمة، ولا تمثّل أيّة عرقلة لبرامجها التهويدية نحو المدينة، إضافة إلى أملها في أن تكون مقدمةً لتحقيق زيارات مشابهة، إلى أماكن مختلفة في أنحاء الدولة، استناداً إلى تواجد نواة لشريحة عربية وإسلامية متقدمة تطوف في المكان، وكانت قد سجلت إدارة الحدود الإسرائيلية دخول أكثر من 10 آلاف عربي ومسلم خلال الشهرين الفائتين فقط.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

القدس، فلسطين، إسرائيل، الحج،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-04-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود فاروق سيد شعبان، كريم فارق، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد العزيز كحيل، عزيز العرباوي، فتحي الزغل، حسن عثمان، الهيثم زعفان، فتحي العابد، صباح الموسوي ، أ.د. مصطفى رجب، ياسين أحمد، عبد الله زيدان، د - محمد بن موسى الشريف ، حسن الطرابلسي، عراق المطيري، محمد شمام ، صلاح المختار، أحمد النعيمي، سعود السبعاني، يزيد بن الحسين، محمود طرشوبي، أحمد بوادي، جاسم الرصيف، حاتم الصولي، وائل بنجدو، د - المنجي الكعبي، علي الكاش، سليمان أحمد أبو ستة، طارق خفاجي، سيد السباعي، د. أحمد محمد سليمان، صالح النعامي ، ماهر عدنان قنديل، تونسي، د. عبد الآله المالكي، محرر "بوابتي"، محمد الياسين، إيمى الأشقر، ضحى عبد الرحمن، رضا الدبّابي، رشيد السيد أحمد، محمد عمر غرس الله، سامح لطف الله، فتحـي قاره بيبـان، سلوى المغربي، محمد العيادي، يحيي البوليني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مراد قميزة، د - شاكر الحوكي ، فهمي شراب، نادية سعد، الناصر الرقيق، محمد علي العقربي، العادل السمعلي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد يحي، د. طارق عبد الحليم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - مصطفى فهمي، سلام الشماع، مجدى داود، أبو سمية، محمد اسعد بيوض التميمي، علي عبد العال، أنس الشابي، المولدي اليوسفي، د. أحمد بشير، أحمد ملحم، مصطفى منيغ، عمر غازي، منجي باكير، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، عمار غيلوفي، رافد العزاوي، د - محمد بنيعيش، رافع القارصي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، عبد الرزاق قيراط ، فوزي مسعود ، مصطفي زهران، محمد أحمد عزوز، إسراء أبو رمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - الضاوي خوالدية، حميدة الطيلوش، عواطف منصور، د - عادل رضا، د. خالد الطراولي ، صلاح الحريري، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم السليتي، عبد الغني مزوز، د. مصطفى يوسف اللداوي، الهادي المثلوثي، د. صلاح عودة الله ، أشرف إبراهيم حجاج، إياد محمود حسين ، طلال قسومي، د- جابر قميحة، محمود سلطان، بيلسان قيصر، صفاء العراقي، د- هاني ابوالفتوح، المولدي الفرجاني، د - صالح المازقي، سفيان عبد الكافي، رمضان حينوني، عبد الله الفقير، محمد الطرابلسي، سامر أبو رمان ، خالد الجاف ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة