البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

سيناريوهات مابعد الإتفاق النووي

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3335


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يوضّح تحليل غير مُجهِد، كيف تم تحقيق اتفاق – إطار- بشأن الملف النووي الإيراني، بين إيران والدول الغربية (5+1) والولايات المتحدة بخاصة، وذلك بعد تمديد يومٍ واحدٍ فقط عن المدّة المقررة، برغم اتسام المفاوضات بالحذر والصعوبة معاً، بشأن مواجهتها مشكلات كبيرة، فحتى ما قبل ليل الخميس الفائت، كانت لا تزال بعض القضايا عالقة، لكن رغبة الأطراف الجامحة أدّت إلى حصول الاتفاق، والذي تم تحويله مباشرةً إلى إنجاز تاريخي بالنسبة إلى الدول(5+1)، والولايات المتحدة، ونصر عظيم بالنسبة إلى إيران.

فتلك الدول، كانت تريد الفوز بأكبر قدرٍ ممكن، بشأن إخضاع إيران لتقليل نشاطاتها في المجالات النوويّة، وإسقاط ما هو مسموحٌ لها نووياً، تحت مراقبة دولية صارمة، إضافةً إلى امتداد آمالها، بأن تكون إيران صديقة، أفضل من أن تكون من الأعداء، سيما في ضوء تواجد ظواهر إسلامية مناوئة للغرب بعامّة من ناحية، وأن المستقبل لا بد وأن يخلق مصالح حيوية مشتركة من ناحيةٍ أخرى.

وبالنسبة لإيران فقد كانت الرغبة لديها موصولة، بإزاحة العقوبات الدولية المفروضة عليها، والتي تكدّست على كاهلها منذ 2008 وحتى الآن، حيث مثّلت إرهاقاً لا سابق له، وامتدت آثاره لتطال أنحاء البلاد بشكل عام، كما أن مصلحتها باتجاه أخذ راحتها في تسوية مكانتها السياسية والأمنية والاقتصادية، وسواء داخل المنطقة أو خارجها، كان أيضاً من الدوافع العليا في رغبتها بإنتاج اتفاق، ولهذا حصل.

وإن كان الجانبين قد أظهرا بأنهما قد حققا إنجاز، إلاّ أن ما سيقلل من شأنه، أو يفرغه من محتواه، هو الصخب الإسرائيلي الذي انتشر داخل الدنيا طولاً وعرضاً، حيث عبّرت كافة المستويات السياسية والعسكريّة والمجتمعية الإسرائيلية الأخرى، عن رفضها القاطع للاتفاق، لِما يمثله من خطورة على الدولة والشعب الإسرائيلي برمّته.

وكان الفضل يعود لرئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" الذي استطاع غسل العقول الإسرائيلية بنجاحٍ منقطع النظير، من خلال دأبه طوال السنوات الماضية، بنشر ثقافة الخوف النووي، داخل المجتمع الإسرائيلي على اختلافه، مدعّماً بشعارات إيرانية، تعلن نيّتها شطب إسرائيل عن الوجود، وعلى الشعب الإسرائيلي أن يقبل بمبدأ الدفاع عن نفسه.

كان "نتانياهو" منذ البداية يُحذر كالعادة، من أن الوقت ينفد أمام إسرائيل، بدون عمل عسكري، وتم التأكيد في أقواله بأشكالٍ مختلفة حول إمكانية تنفيذ هذا الخيار، من أنه سيكون من الأفضل الإسراع بتحقيقه بمشاركة أمريكية وغربية وأطراف إقليمية مختلفة، وفي أحيان أخرى، باستبعاده الاتكال على الغير في هذا الصدد.

وكان وصل به الحال إلى جانب "إيهود بارك" عندما كان يتولى وزارة الدفاع أوائل العقد الحالي، إلى مرحلة العد التنازلي، في شأن توجيه ضربة عسكرية، ضد أهداف نووية إيرانية، بحجة دحر تهديداتها الآتية، وسلامة الدولة بخاصة، لكن البحث في السيناريوهات الأفضل، والافتقار إلى المساعدات المأمولة، هي التي حالت دون تسجيل تلك الضربة، وتوجد نقطة أخرى -أهم-، وهي كيف يكون الحال، فيما إذا فشلت الضربة من ناحية؟ وصعوبة تخيّل ماذا سيكون مصير الدولة بعد تنفيذها مباشرةً؟
لم يكن السلوك الإسرائيلي مهذّباً، باتجاه الدول (5+1) والولايات المتحدة على خلفية الاتفاق، بسبب أنه يُعبّر عن رفض سلوك المجتمع الدولي، والذي تمثله هذه الدول، ولكن كيف ستعمل هذه الدول، برغم موجة علاقاتها السيئة مع إسرائيل ومع "نتانياهو" تحديداً؟

إن تلك الدول وبخاصة الولايات المتحدة، يأتي عملها وقبل كل شيء، في ضوء العلاقات الاستراتيجية التي تربطها بالدولة الإسرائيلية، باعتبارها أقوى وأعمق مما تبدو للناظرين، حيث لا يخفى على أحد بوجود مصالح وتحديثات جارية استراتيجية غير عادية، وتعمل حتى في ظل أسوأ العلاقات المتبادلة.

فبعد أن هاجم "نتانياهو" إدارة تلك الدول والإدارة الأمريكية بخاصة و"أوباما" شخصياً وبلا حساب، أذعنت كلّها للقبول بمعظم السلوكيات الإسرائيلية المتعلقة بالملف النووي، وألقى الأخير ملاحظة من خلال مهاتفة مهمّة مع "نتانياهو"، لفت خلالها، بأنه الآن بات حريصاً على أمن وتطور إسرائيل أكثر من أي وقت مضى.

سيكتفي "نتانياهو" خلال هذه الفترة، لتثبيت الإعلان، عن عدم القبول الإسرائيلي للاتفاق بحذافيره، وعلى أساس أن كل تسوية يتم إُحرازها مع إيران، بمعزلٍ عن مصلحة إسرائيل ودون تحقيقٍ لشروطها، فإنه سيحرص على إلغائها قبل كل شيء، إلى جانب - وهذا شيء لا جدال فيه – قيامه بالإيعاز إلى تكثيف النشاطات الإسرائيلية، المخابراتية والتجسسيّة والتخريبيّة، داخل العمق الإيراني، باعتبارها وسائل ضغطٍ أخرى، لإثبات قيام طهران بتجاوزات نووية.

والأهم هو مراهنته على الكونغرس الأمريكي، لامتلاكه مفاتح كل شيء، سيما بعد إعلان ضيفه رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري "جون باينر" بأن اتفاق الإطار بين إيران والدول الكبرى، يُمثل انحرافاً مثيراً للقلق عن أهداف الولايات المتحدة المبدئية، والأهم هو أن هذا الاتفاق، سيكون فاقداً للشرعيّة، طالما لم يُقرّه الكونغرس الأمريكي.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إيران، الملف النووي الإيراني، الإتفاق الغربي الإيراني، الاسلحة النووية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-04-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خالد الجاف ، محرر "بوابتي"، محمد شمام ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد أحمد عزوز، د - المنجي الكعبي، عمر غازي، رافع القارصي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح الحريري، مجدى داود، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله زيدان، سلوى المغربي، ماهر عدنان قنديل، صالح النعامي ، حاتم الصولي، محمود طرشوبي، جاسم الرصيف، محمد يحي، مصطفى منيغ، د. خالد الطراولي ، د- محمد رحال، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - صالح المازقي، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د. مصطفى رجب، د- هاني ابوالفتوح، خبَّاب بن مروان الحمد، د. طارق عبد الحليم، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي الزغل، د - محمد بنيعيش، د - شاكر الحوكي ، إياد محمود حسين ، مصطفي زهران، أحمد بوادي، علي الكاش، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، رافد العزاوي، سامر أبو رمان ، حميدة الطيلوش، محمود سلطان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د.محمد فتحي عبد العال، سلام الشماع، رضا الدبّابي، فهمي شراب، د - محمد بن موسى الشريف ، د - عادل رضا، عواطف منصور، أحمد الحباسي، فتحي العابد، عمار غيلوفي، د- جابر قميحة، ياسين أحمد، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد محمد سليمان، سفيان عبد الكافي، رمضان حينوني، محمد الطرابلسي، أنس الشابي، حسن الطرابلسي، فتحـي قاره بيبـان، سليمان أحمد أبو ستة، مراد قميزة، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الياسين، نادية سعد، علي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم السليتي، أحمد النعيمي، عبد الرزاق قيراط ، د- محمود علي عريقات، وائل بنجدو، أبو سمية، طلال قسومي، محمد عمر غرس الله، يحيي البوليني، د - مصطفى فهمي، منجي باكير، عبد الغني مزوز، الهادي المثلوثي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رشيد السيد أحمد، العادل السمعلي، سامح لطف الله، كريم فارق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صفاء العراقي، فوزي مسعود ، عراق المطيري، صباح الموسوي ، الهيثم زعفان، سعود السبعاني، د. عبد الآله المالكي، سيد السباعي، أحمد ملحم، عزيز العرباوي، تونسي، حسن عثمان، د - الضاوي خوالدية، الناصر الرقيق، يزيد بن الحسين، محمد العيادي، إيمى الأشقر، إسراء أبو رمان، ضحى عبد الرحمن، عبد الله الفقير، صلاح المختار، د. أحمد بشير،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة