البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"نتنياهو": فوْز وحُلفاء

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3894


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


جانبها الصواب كل الاستطلاعات التي اعتمدتها المؤسسات الإسرائيلية، وأخفقت جُل التكهنات والتوقعات أيضاً، والتي كانت تطفح بهزيمة حزب الليكود وزعيمه رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو"، وفارت باتجاه فوز المعسكر الصهيوني الناشئ عن اتحاد حزب العمل برئاسة "إسحق هيرتسوغ" وحزب الحركة بزعامة "تسيبي ليفني"، كما لم تنجح وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي مالت غالبيتها إلى ذلك المعسكر لأجل إسقاط "نتانياهو"، كما لم تُجدِ نفعاً تظاهرة إسرائيل الكبرى، والتي شهدها ميدان "إسحق رابين" بتل أبيت، حيث احتشد الآلاف من المريدين للمعسكر الصهيوني والكارهين لحزب الليكود بحجة المطالبة بالتغيير، ولم تنجح حملات المعسكر الانتخابية، التي ركزت معظم جهودها، باتجاه إسقاط "نتانياهو" ونزع شرعيته، تحت شعار (نحن أو هُم)، وأيضاً لم تنجح مجموعة الشائعات والقضايا ضده، بشأن سوء الإدارة والفساد والإسراف بأموال الدولة، حسب تقارير مراقب الدولة الإسرائيلي، كما لم ينجح الحفر أسفل قدمي "سارة نتانياهو" بسبب سيرتها المتسلطة واللامبالية بالشعب اليهودي ولا بالتقاليد التوراتية.

وعلى الصعيد الخارجي، أيضاً لم ينجح تدخل الولايات المتحدة الخفي في شأن إسقاط "نتانياهو" حيث لمّح في إحدى رسائله التي أطلقها، بأن (كل العالم ضدنا)، وأحيانًا أشار بشكل واضح، عن مؤامرة تُحيكها إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، كما لم تنجح الضغوطات الأوروبية الغير مباشرة والتي أشار إليها أيضاً، بشأن دأبها على إسقاطه، كذلك فشلت كما بدا كل الدعوات والابتهالات الفلسطينية والعربية في إسقاطه أيضاً، وهكذا صُدِم الكل.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ازدادت الصدمة عندما بدأ "نتانياهو" يحصد أرباحاً وافرة، حتى قبل أوانها، وتجلّت بعضها، بمبادرة "هيرتسوغ" -اعترافاً بالهزيمة- بتقديم التهاني والتبريكات له، وسارعت بلا إرادة "تسيبي ليفني" إلى غرس رأسها بين يديها، غضباً وغضاضة، وفي أسف "يائير لبيد" زعيم حزب "هناك مستقبل، بعد أن تجرّأ بقوله: سننسى "نتانياهو" فوراً بعد الانتخابات، وكربحٍ آخر تجلّى في قيام "زهافا غالئون" زعيمة حزب (ميرتس- حزب السلام) بالاستقالة، بعد خسارتها المزعجة، بتراجع عدد مقاعدها إلى أربعة مقاعد فقط، وجاء الربح الأكبر، من حيث تمكنه من تنفيذ أجندته السياسية والاقتصادية والاجتماعية براحةٍ ويُسر، أكثر من ذي قبل، في ضوء أن كل من الولايات المتحدة ومجموعة دول الاتحاد الأوروبي، أبدت أنها على استعداد للتعاون مع "نتانياهو" من جديد.

والآن بعد ما سبق، فإنه لن تنفع مقولات، إسرائيل تعزل نفسها، أو إسرائيل اختارت العنصرية والاحتلال والاستيطان، ولم تختر طريق المفاوضات”، أو أن الحكومة اليمينية سوف تحِل بِعدة كوارث على المنطقة قريباً، أو أن "نتانياهو" يقود من الخلف، أو أنه يجب تغيير الشعب الإسرائيلي بعد أن تم وصِفه بالشعب المريض.. إلخ، بعد أن فاز "نتانياهو" بجدارة وبشكلٍ قانوني وأخلاقي أيضاً - في نظر من انتدبوه على الأقل- كزعيم أوحد لإسرائيل، من خلال حصوله على 30 مقعداً، في هذه الانتخابات 2015.

أولئك الذين صُدموا من هكذا نتيجة، وشملتهم الكآبة والحسرة معاً، تمنوا تغيير الشعب تارة، وعدم إجراء انتخابات بعد اليوم تارةً أخرى، بسبب أنهم لا يمكنهم حمل "نتانياهو" على أكتافهم أو على قلوبهم، لمدة رئاسية أخرى تبلع أربعة دهور لا أربعة أعوام، لاعتقاهم بأنه أدخلهم في الجحيم من أوسع أبوابها، وبأنه قد نقل إسرائيل بعد ست سنوات، من مكانة اتسمت بالامتياز مع المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة إلى علاقات متدهورة تباعاً، ومن مقربة التوصل إلى حلول بشأن القضية الفلسطينية إلى استبعاد أيّة حلول، وبدلاً من أن ينقل الدولة إلى حالة الأمن، قام بإدخالها إلى الخوف الأكبر، ومن أنها دولة ديمقراطية إلى دولة عنصرية ومتطرفة.

وإن كان ما سلف صحيحاً، لكن وقبل كل شيء فإنه لا يمكننا تجاهل قدرات "نتانياهو" السياسية التي لاتزال تشهد نمواً متزايداً منذ توليه رئاسة الحكومة 2009، حتى عندما شعر بريح الهزيمة عشية الانتخابات، حيث بدا له أن حزب المعسكر سيسُد الفجوة، لكنه لم ييأس، حتى أثبت بأن التقديرات حول إنهاء مسيرته السياسية، كانت قبل أوانها، وبأن في وسعه قيادة الدولة والإجهاز على غرماء الداخل، وترويض من يريد ترويضه في الخارج، سيما وأنه مر بنا آنفاً، استعداد الكل بالتعاون معه، وإن كان من غير السهل عليه تشكيل الحكومة خلال أسبوعين أو أكثر، لأنها غير مضمونة له، بسبب ارتكاز فوزه مقابل استمالة أصوات أحزاب اليمين، وليس أصوات اليسار، والأهم هو أنه يعلم بما ستأتيه، من تحديات سياسية، ويعلم بأنها صعبة جدًاً وبأنه سيكون أمامها بمفرده، وسواء من ناحية المكانة السياسية لدولة إسرائيل، أو بالنسبة لقضايا مركزية - سياسية وأمنية- وأهمها: العملية السياسية مع الفلسطينيين، العلاقات مع الولايات المتحدة، العلاقات مع مصر ودول الخليج وبعض الدول العربية الأخرى، المسألة النووية الإيرانية، المواجهة مع حزب الله اللبناني في الشمال، والصراع مع حركة حماس الفلسطينية في الجنوب.

وعلى الرغم من كل هذه التحديات، فإن "نتانياهو" لا يُخفي تعويله الجادّ، على مسألة أن لديه حلفاء في المنطقة، وبشكل أساسي بين دول الخليج العربية بشكلٍ عام، وهنا في الشرق، الملك الأردني "عبدالله الثاني" الذي يمتلك علاقة سياسية باتجاهه، والرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" الذي صرّح مؤخرًا، بأنه يُداوم على التحدّث معه، باعتبارهم – في اعتقاده- بأنهم سيعملون للتسهيل عليه بشأن استمرار زعامته وتمرير سياساته.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، نتنياهو، الإنتخابات الإسرائيلية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-03-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إسراء أبو رمان، د- محمود علي عريقات، سامر أبو رمان ، عبد الغني مزوز، منجي باكير، وائل بنجدو، ضحى عبد الرحمن، مراد قميزة، محمود طرشوبي، مصطفى منيغ، محمد الياسين، عمر غازي، د. عبد الآله المالكي، محمد شمام ، د. أحمد محمد سليمان، د. صلاح عودة الله ، صباح الموسوي ، عزيز العرباوي، خالد الجاف ، أ.د. مصطفى رجب، تونسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، علي الكاش، صفاء العربي، محمد عمر غرس الله، حميدة الطيلوش، محرر "بوابتي"، المولدي اليوسفي، فتحي العابد، مصطفي زهران، سلوى المغربي، أبو سمية، د- محمد رحال، علي عبد العال، نادية سعد، محمد علي العقربي، أحمد ملحم، الناصر الرقيق، د - شاكر الحوكي ، رضا الدبّابي، عبد العزيز كحيل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله الفقير، فوزي مسعود ، د - الضاوي خوالدية، إياد محمود حسين ، أحمد النعيمي، الهادي المثلوثي، رافع القارصي، جاسم الرصيف، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - محمد بن موسى الشريف ، العادل السمعلي، د. أحمد بشير، إيمى الأشقر، حسن الطرابلسي، د - مصطفى فهمي، صلاح الحريري، د - صالح المازقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - المنجي الكعبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، سلام الشماع، حسني إبراهيم عبد العظيم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحـي قاره بيبـان، ماهر عدنان قنديل، عراق المطيري، الهيثم زعفان، محمد الطرابلسي، يحيي البوليني، حاتم الصولي، د- جابر قميحة، د. طارق عبد الحليم، حسن عثمان، كريم السليتي، د. خالد الطراولي ، أحمد بوادي، محمد أحمد عزوز، المولدي الفرجاني، طلال قسومي، د.محمد فتحي عبد العال، كريم فارق، محمود فاروق سيد شعبان، فهمي شراب، د- هاني ابوالفتوح، رمضان حينوني، عبد الرزاق قيراط ، عواطف منصور، أشرف إبراهيم حجاج، محمود سلطان، صلاح المختار، د - محمد بنيعيش، أحمد الحباسي، سيد السباعي، محمد يحي، سعود السبعاني، صالح النعامي ، سفيان عبد الكافي، بيلسان قيصر، سامح لطف الله، عمار غيلوفي، ياسين أحمد، مجدى داود، د - عادل رضا، صفاء العراقي، رافد العزاوي، سليمان أحمد أبو ستة، يزيد بن الحسين، عبد الله زيدان، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد العيادي، فتحي الزغل، طارق خفاجي، أنس الشابي، رشيد السيد أحمد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة