البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المستغربون من العرب

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3999


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


اعتاد الكاتب والصحفي الإسرائيلي "شاؤول منشّيه" اللعب على المتناقضات الفكرية العربيّة والإسلامية، والتي تصدر عن قادة وإذاعيين وإعلاميين وكُتّاب عرب ومسلمين يختلفون عن القاعدة الأساس، ويهدف من ورائها في المقام الأول إلى خدمة المصلحة الإسرائيلية، والحطِّ من القدر العربي والإسلامي في المقام التالي، فكتب مقالة بعنوان (أسئلة دامغة) والتي هي عبارة عن إعادة نشر عددٍ من التساؤلات، التي قام بطرحها الكاتب السعودي "أحمد عدنان" في مقالة له بجريدة العرب قبل بضعة أيام، بعد أن وصفها بالحرجة والمحيّرة، والتي تمحورت حول العنف والإرهاب اللذين تمارسهما المنظمات الإسلامية الإرهابية وعلى رأسها داعش والقاعدة.

حيث تساءل "عدنان": إن كان لصحيفة (تشارلي أيبدو) الفرنسية تاريخ من الإساءة إلى كل الأديان؟ فلماذا لجأ بعضنا دون غيرنا إلى الدم؟ وهل من المعقول أن تُتهم المخابرات الفرنسية بتدبير الحادثة، كما فعل مواطنه السعودي "عبد الله الصبيح" وغيره؟ هكذا، وكأن الجرائم الدامغة المرتكبة بذريعة الإسلام، لم يعد ممكناً الدفاع عنها إلاّ بالاتهام المجّاني تهرّباً من النقد الذاتي؟ وكيف يمكن تفسير هذه الظاهرة ؟

وتابع: العرب والمسلمون هم الرسوم المسيئة .. فهم ينتمون لأمّة تتذيل العالم وتتطفل عليه، وفي نفس الوقت تعاديه، يركب بعض أفرادها قوارب الموت للوصول إلى أوروبا لتنقذهم من البطالة والفاقة، وفي ذات الوقت يرفعون النار في وجه من استضافهم وينظرون إلى القذى الذي في عيون الآخرين، وينسون الخشبة التي في عيونهم.

حاول السيد "منشّيه" أن يكرر تلك التساؤلات، وأن يقوم بتفسير – بادعائه- تلك (الظاهرة)، وهو أن الكثير من الزعماء العرب وأجهزة إعلامهم تشتم الغرب بِلا هوادة، وتتهمه بشتى التهم والموبقات، هذا في حين أن هؤلاء الشامتين الشاتمين يتوسّلون إلى الغرب الكولنيالي – الاستعماري بأن يخلصهم من جرائم داعش ووحشيته. اهـ

بعد هذه الضجة التساؤليّة، وجدنا أنه يتعين علينا رفضها وتفنيدها، وسواء الصادرة عن السيد "عدنان" أو السيد "منشّيه" بحجّةٍ وبرهانٍ، ذلك أن اللجوء إلى الدم من ناحية، لم يأتِ من جهات رسميّة عربيّة وإسلاميّة، بل كان من جهةٍ رأت أن من واجبها الغيرة على والدفاع عن الدين الإسلامي والثقافة المحمّدية الأصيلة، والتي لا يُشرّفها أن تتلقى من الثقافة الغربية المتحللة ما يهدم ما فُطرت عليه من آداب عالية وأخلاق متسامية من ناحية أخرى، ورأوا بأنفسهم كما غيرهم، هرولة العرب والمسلمين الرسميين، لمساندة "فرانسوا هولاند" خشية أن يقع من الحزن على دماء من كانت صنعتهم مقتصرة على استفزاز العرب والمسلمين وحسب، كما لماذا استبعاد ضلوع فرنسا أو حتى الموساد الإسرائيلي في الحادثة، فالكل يعلم بأن تنفيذ بعض البرامج لجهةٍ ما، يستوجب التخطيط لحادثة كهذه، وهناك الكثير من الأمثلة، ولينظروا مثلاً إلى اشتراك أقوى جهازي مخابرات (السي آى إيه، والموساد الإسرائيلي) من أجل تنفيذ حادثة "عماد مغنية" 2008، على الأراضي السورية، وحادثة كنيسة القديسين في الاسكندرية 2010، ومن كان يقف وراءها، كما لا يمكن استبعاد الأصابع الإسرائيلية؟ والتي تهدف إلى تهجير اليهود الفرنسيين إلى إسرائيل، كوسيلة سبق نجاحها في الماضي.

إن التجرّؤ بوصف العرب والمسلمين بأنهم هم الرسوم المسيئة، إلخ.. هو وصف مردود، وتصحيحه يبدأ من أنهم هم الضحيّة في الأساس، وهي حقيقة ثابتة تغيب عن بال أولئك الذين باتوا يتكلمون بلسان أعجمي، سيما وأن الغرب أولاً، لم يُرد منذ الأزل ولا يريد إلى الأبد، مشاهدة منطقة عربية وإسلامية متقدّمة ومستقرّة، فكلما كانت مشتعلة كلما سهل عليه إحكام قبضته عليها. وثانياً، فإن الغرب الذي يؤويهم – كما الزعم- هو نفسه الذي أوصلهم لهذه المرحلة من السوء، أوَ قد نسواْ "عدنان، منشّيه، ومن يلفّ لفّهم"، بأنه نفسه، هو سبب تخلفهم وتأخرهم، فكم من السنين والعقود التي استعمرهم فيها، ونهب خيراتهم خلالها، وما فعل بهم من حيث التقسيم وبث الفرقة والخصام والفتنة؟ ومن هو الذي يستغل خيراتهم إلى الآن وبأثمانٍ بخِسات؟ 45 دولار لبرميل كاملٍ من النفط، في مقابل تغافل الغرب عن خفض أسعار سلاحه، وما تهافت البعض منهم نحو الحياة الغربية وهروباً من أوطانهم، إلاّ بسبب أنه صناعة غربية، وسياسة محكمة، وهي المسلّطة على عقول زعمائهم وقياداتهم، كي لا يهتموا بالكفاءات لديهم، ويتركونها تغادر زيادة في البلاء والداء معاً.

ويرجع استنجاد العرب الشامتين والشاتمين بالغرب لتخليصه من داعش، ذلك لعلمهم وعلم الكل أيضاً، بأن الغرب وبخاصة الولايات المتحدة، هو الذي أوجده، وبحسب القاعدة الدارجة- وتبعاً لاعتقادهم- بأن من قام بالصنع، قدِر على المنع، وقبل الختم، فإن من المهم قوله والقطع به، بأن هذا الغرب كما استطاع نشل أموال العرب والمسلمين ومقدّراتهم، فإنه تمكّن أيضاً من سرقة عقول بعضهم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

اسرائيل، فلسطين، التبعية، المقاومة، حزب الله،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-02-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
منجي باكير، محمد الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد علي العقربي، د. طارق عبد الحليم، حسن عثمان، عزيز العرباوي، محمد عمر غرس الله، محمد الياسين، الهيثم زعفان، جاسم الرصيف، مصطفى منيغ، ياسين أحمد، رافد العزاوي، محمود سلطان، أبو سمية، أنس الشابي، فهمي شراب، د- جابر قميحة، يحيي البوليني، طلال قسومي، د - عادل رضا، علي الكاش، د- محمد رحال، أحمد بوادي، د - مصطفى فهمي، سيد السباعي، فوزي مسعود ، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، د.محمد فتحي عبد العال، د - شاكر الحوكي ، صباح الموسوي ، تونسي، حسن الطرابلسي، فتحي العابد، الهادي المثلوثي، المولدي اليوسفي، فتحي الزغل، محمود فاروق سيد شعبان، د. أحمد بشير، صلاح المختار، كريم السليتي، إيمى الأشقر، عبد الرزاق قيراط ، صفاء العربي، ضحى عبد الرحمن، سليمان أحمد أبو ستة، د - المنجي الكعبي، سعود السبعاني، أحمد الحباسي، محمد أحمد عزوز، ماهر عدنان قنديل، فتحـي قاره بيبـان، أشرف إبراهيم حجاج، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عواطف منصور، رافع القارصي، سلام الشماع، عراق المطيري، محرر "بوابتي"، سامح لطف الله، الناصر الرقيق، د- محمود علي عريقات، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله الفقير، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد العيادي، رمضان حينوني، صفاء العراقي، نادية سعد، د. خالد الطراولي ، سفيان عبد الكافي، محمد يحي، رضا الدبّابي، العادل السمعلي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد محمد سليمان، مصطفي زهران، صالح النعامي ، د - صالح المازقي، حميدة الطيلوش، حاتم الصولي، رشيد السيد أحمد، أحمد ملحم، د - الضاوي خوالدية، د- هاني ابوالفتوح، بيلسان قيصر، وائل بنجدو، أحمد النعيمي، د. صلاح عودة الله ، إياد محمود حسين ، عبد العزيز كحيل، خالد الجاف ، محمود طرشوبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صلاح الحريري، عمر غازي، مراد قميزة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، عمار غيلوفي، يزيد بن الحسين، محمد شمام ، كريم فارق، عبد الغني مزوز، خبَّاب بن مروان الحمد، طارق خفاجي، عبد الله زيدان، رحاب اسعد بيوض التميمي، سامر أبو رمان ، إسراء أبو رمان، المولدي الفرجاني، محمد اسعد بيوض التميمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، مجدى داود، علي عبد العال، سلوى المغربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة