البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حماس: الرحيل إلى إيران

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4640


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كان واضحاً منذ الماضي، أن العلاقات العربيّة-العربيّة، (مُحافظة ملكية، قومية جمهورية) هي علاقات صراعية، أكثر مما هي تعاونية، وليست الدول الغربيّة أو إسرائيل هي من الأسباب المباشرة وحدها، وراء تحقيق هذا النوع من العلاقات، بسبب أنها تقع على عاتق الدول العربيّة نفسها أولاً، وهذا لا يحتاج إلى الإثبات، بسبب أن التاريخ موجود بحذافيره، ويمكن الاطلاع عليه بأمان، وهي وإن كانت تُضمر الضرر لبعضها، فإن الضرر الحاصل كان أكبر بكثير بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني، الذي كان بسببه، تُشعره هويّته بالخوف تارة وبالخجل تارة أخرى، لتحمله العناء ولمشاهدته لقضيته، التي يُفترض أنها تمثل القضية الأولى لدى العرب أجمعين، بأنها وصلت بعد طول عناء إلى مرحلة ميّتة أو متحلّلة على نحوٍ أدق، وحتى في ضوء تطوراتها الحالية، والتي تعني لدى الأغلبية من الفلسطينيين بأنها لا شيء.

كانت العلاقات العربية الصراعية، والتي أصبحت التنظيمات الفلسطينية على أنواعها لا حقاً جزء منها، من أهم العوامل المؤدية إلى ضربها في الأعماق، وتشتيتها في بقاع الأرض، حتى أضحت السّمة الغالبة عليها ومؤسساتها، وأهمها الإعلامية، هي التنقل والترحال، وسواء كان عن طريق الطرد المباشر لها من قِبل الدول المضيفة، أو بطريق الضغوط الآتية من أيّة جهةٍ أخرى، وكنّا عاصرنا منذ البدء، انتقالها من المملكة الأردنية ولبنان وسوريا وغيرها، إلى جانب عمّا كان يلحق بها من أنواع العلاقات السيّئة، التي كانت تطاردها من حكومات عربيّة أخرى، نظراً للتقلبات المصلحية، السياسية والأمنية التي ترغب بها تلك الدول.

لا يمكن إخفاء أن القضية الفلسطينية أُصيبت بسكتة سريرية، منذ أن انسحبت كل من مصر والمملكة الأردنية بصورةٍ طواعيّة من خط المواجهة مع إسرائيل، وحين تلتها أغلبية الدول بصورةٍ خفيّة وغير ظاهرة، والتي مثّلت خطراً أكبر على الفلسطينيين بشكلٍ عام، ليس بسبب برودتها باتجاههم، وإنما بسبب أنها تشتعل حرارةً مع إسرائيل، جنت في أثرهما نتائج طيبة، بأسقاطها من حساباتها أيّة مواجهات عسكرية قادمة، وكسب مصالح معنوية وسياديّة ومآرب أخرى، والتي مكّنتها من إنشاء سلسلة من الخطوات، التي عملت على إغلاق الوقت أمام أي حديث عن دولة أو أيّة حقوق فلسطينية.

لم تكن حركة حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة منذ منتصف 2007، أفضل حالاً من التنظيمات الفلسطينية أو منظمة التحرير ككل، التي كابدت ألوان التنقّل والترحال، في ضوء رفضها من الأقارب، بسبب مفاهيمها وانقلابها على السلطة الوطنية كما يقولون، والجيران أيضاً وخاصةً مصر، التي تحمل لها تاريخاً من العداء أبّاً عن جد، بعدما أكثرت من مراهنتها على بعض الدول العربية، مثل دولة قطر في الجهة المعتدلة، وسوريا في الجهة الممانعة، في شأن تكفّلها بالاستمرارية ضد إسرائيل على الأقل. لكن مراهناتها تلك، كانت تسقط واحدةً تلو الأخرى، حين اضطرت إلى حزم أمتعتها لمغادرة المملكة الأردنية بسبب انتكاسة العلاقات بينهما، ثم اضطرّت لمغادرة سوريا، لاختلاف وجهات النظر في شأن الحرب الداخلية الدائرة، وها هي الآن تتأهب للحزم من دولة قطر، التي طالما وقفت إلى جانبها، بناءً لما تُمليه الشروط الواردة في اتفاقية مصالحتها مع مصر، والتي منها إيقاف دعمها بالكليّة لها، وسواء كان مالياً أو معنوياً أو بالمحاولة إلى تلطيف أو تخفيف حِدّة العداء الدولي المتّجه نحوها، باعتبارها لاعباً دولياً رئيساً من خلال الإعلام والمال.

وبناءً على التطورات الآنفة، فإنه حماس ترى بأن لها الحق، في إبداء انزعاجها من التقارب بين قطر ومصر، على الرغم من تكثيفها الاتصالات باتجاهها، من أجل أن لا تؤثّر تلك المصالحة على العلاقات معها، وأن لا تُمثّل أيّة عرقلة أمام تواجد ودعم الحركة السياسي، الذي تتلقاه من الدوحة منذ خروجها من سوريا، برغم علمها بأن اتصالاتها هذه، ستكون غير مثمرة أو ضعيفة على الأقل، وحتى في ضوء حصولها على تعهدات بعدم التعرّض لقيادتها الموجودة في الدوحة أو التضييق عليها، فإن حركتها ستكون مقيّدة وحسب الأصول، بسبب أن قطر تقع تحت ضغوط خليجية وغربية، التي تجبرها على فعل ذلك، وحتى باتجاه تحديد سياستها الخارجية، وضغوط مصلحيّة أيضاً، والتي من شأنها الدوس على الأقل، للحصول على الأكبر، حيث لا مكان للمبادي والمواقف المعتادة.

حماس بعد يأسها من الواقع المؤلم بالنسبة لها (فرار الأصدقاء، العداء المصري، الآمال المتلاشية بشأن المصالحة مع حركة فتح، عدم الاستقرار الأمني باتجاه إسرائيل، المواقف الأوروبية والأمريكية المنكرة لها)، والتي أنبأت بأفاقٍ مجهولة وغير مُبشرة، ستضطرّها إلى العمل بمفردها، وذلك بالرحيل باتجاه إيران، باعتبارها آخر جهة - غير عربيّة- يمكن الاطمئنان إليها، وهذه الخطوة، وإن كانت لا تُفيدها بشكلٍ كامل، لكنها الحصاة الوحيدة، التي يمكنها اللجوء إليها، كجِهة إقليمية رادعة، يمكن الاستناد عليها والاستقواء بها، سيما وأن كل الجهات التي تهابُها حماس، هي ذاتها التي تخشى أن ينقلب قطاع غزّة إلى منطقة عسكرية إيرانية مُغلقة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، فلسطين، إيران، الأنظمة العربية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-12-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صباح الموسوي ، أبو سمية، د - مصطفى فهمي، كريم السليتي، رافد العزاوي، محمد شمام ، محمود فاروق سيد شعبان، فتحـي قاره بيبـان، جاسم الرصيف، رشيد السيد أحمد، علي الكاش، محمد عمر غرس الله، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد بشير، رافع القارصي، محمد العيادي، عراق المطيري، عواطف منصور، ياسين أحمد، أحمد بوادي، د. عبد الآله المالكي، فتحي العابد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العراقي، محمد يحي، أ.د. مصطفى رجب، ضحى عبد الرحمن، رحاب اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، علي عبد العال، مراد قميزة، المولدي الفرجاني، صالح النعامي ، مصطفي زهران، رضا الدبّابي، صلاح المختار، محرر "بوابتي"، الناصر الرقيق، إسراء أبو رمان، محمد الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بنيعيش، فوزي مسعود ، سليمان أحمد أبو ستة، د. طارق عبد الحليم، طارق خفاجي، د - الضاوي خوالدية، سلام الشماع، خبَّاب بن مروان الحمد، د- هاني ابوالفتوح، عمر غازي، طلال قسومي، ماهر عدنان قنديل، د- جابر قميحة، عبد الله الفقير، مصطفى منيغ، حاتم الصولي، إياد محمود حسين ، الهادي المثلوثي، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد العزيز كحيل، فتحي الزغل، مجدى داود، أحمد النعيمي، سيد السباعي، نادية سعد، حسن الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان، محمد الياسين، د- محمود علي عريقات، عزيز العرباوي، حسن عثمان، يحيي البوليني، د - صالح المازقي، د - شاكر الحوكي ، محمد علي العقربي، د. خالد الطراولي ، بيلسان قيصر، د. مصطفى يوسف اللداوي، تونسي، الهيثم زعفان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم فارق، سفيان عبد الكافي، العادل السمعلي، د - عادل رضا، صفاء العربي، د- محمد رحال، عبد الله زيدان، أحمد الحباسي، إيمى الأشقر، عبد الغني مزوز، أشرف إبراهيم حجاج، فهمي شراب، د.محمد فتحي عبد العال، محمود طرشوبي، خالد الجاف ، محمد أحمد عزوز، محمود سلطان، عمار غيلوفي، حميدة الطيلوش، يزيد بن الحسين، أنس الشابي، سعود السبعاني، سلوى المغربي، عبد الرزاق قيراط ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رمضان حينوني، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد ملحم، صلاح الحريري، سامر أبو رمان ، د - المنجي الكعبي، وائل بنجدو، المولدي اليوسفي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة