البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

إسرائيل – حماس، الردع أولاً

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4125


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بجهود ذاتيّة على نحوٍ خاص، هناك استعدادات جادّة تُبذل من كلا الجانبين الإسرائيلي وحركة حماس، والتي تهدف إلى المحافظة على الهدوء، وتقديم ما من شأنه المساعدة في الاستقرار، خلال الفترة المقبلة على الأقل، فإسرائيل غير جاهزة لتجديد حملة عدوانية، وهي لا تزال تعاني تداعيات مؤلمة، كانت اكتسبتها من عدوانها الأخير - الجرف الصامد- بدءأً من يوليو/تموز الماضي، وتريد من ناحيةٍ أخرى، إثبات أن مسألة ردع المقاومة وحماس تحديداً، قد باتت شيئاً محتوماً، علاوة على شعورها بأن الجبهة الشمالية مع حزب الله هي أكثر إثارة للقلق، والأهم، هو أن المعركة الانتخابية التي يخوضها رئيس الحكومة الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو"، تتطلب عدم التفكير بشأن تنفيذ أية عمليات عسكرية أخرى، تحسباً من عدم تمكنه من السيطرة على مجريات الأحداث، وحتى في ضوء استقبال صواريخ متفرّقة آتية من القطاع.

وبالمقابل فيغلب على نظر حماس، بأنها هي الأخرى أكثر حرصاً، باتجاه حفظ الهدوء، وذلك من خلال سعيها بشأن إغلاق المناطق المحاذية لإسرائيل، وتسارع الخطى من أجل ضبط وإحضار كل من يعمل ضد توجهاتها، لمبررات كثيرة، وأهمّها: أن ليس هناك ضرورة لتسخين الأوضاع أكثر مما هي عليه، ولإثبات أنها معنيّة بالحفاظ على تفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها في أواخر أغسطس/أب الماضي، والتي تمّت برعاية مصرية، من أجل تحقيق أولويات المرحلة، كما ورد عن القيادي لدى الحركة "موسى أبو مرزوق، وهذه الأولوية تشمل ترتيب الأوراق كما تتطلب الأوضاع ككل، وعلى رأسها المساعدة في انسيابية مشاريع الإعمار الخاصة بالقطاع، وأيضاً للمحافظة على انتصار المقاومة من ناحيةٍ أخرى، على حدّ قول نائب المكتب السياسي للحركة "إسماعيل هنيّة"، ولذلك وبسعي منها لوقف التوترات الأخيرة، أبلغت حماس عبر الوسيط المصري، إسرائيل، بأنها غير معنيّة بالتصعيد.

في ضوء المعطيات الحاصلة، فإن التقديرات لا تسير نحو التصعيد وحتى في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على منطقة خانيونس، رداً على إطلاق الصاروخ الأخير باتجاه منطقة إشكول الإسرائيلية. وتعزز تلك التقديرات جهات أمنيّة إسرائيليّة، التي اطمأنّت من أن الأوضاع، تتجه إلى التهدئة، فالجانبان يحرصان عليها، ويتمنيان عدم الوقوع في الأخطاء التي تنجم عن التعجّل في الردود بغير حساب، ولذلك فهما يعملان جهدهما بأن تظل سبل الاتصال مفتوحة، والتي من خلالها يمكن تبادل تفسيرات لأيّة أحداث أمنيّة قد تندلع فجأة، سيما وأن ردود فعل أمنيّة صعبة تم تبادلها سابقاً، قد وقعت، بسبب انقطاع سبل الاتصال، والتي على رأسها العدوان الأخير، حيث تسبب انقطاع العلاقة المصرية مع حماس، بشكلٍ رئيسي، في إقدام الإسرائيليين على شن ذلك العدوان ضدها، وبشكلٍ غير محسوب.

وليس معنى الحرص على التهدئة، أن تخلو السياسة المتبادلة من نبرة التصعيد، بسبب أن هناك من الأمور والمستجدات التي تدعو الطرفين إلى التفوّه بها وحتى المداومة عليها، باعتبارها تهدف إلى تحقيق عملية الردع اللازم، نحو عبور مرحلة ما، فجملة التهديدات الإسرائيلية غير المنقطعة، والتي يُبلغ عنها "نتانياهو" بنفسه، من أن إسرائيل لن تخضع لأيّة تهديدات من قِبل حماس، وبأنها لن تسمح لها بإنشاء سلاح أو مواصلة بناء الجيوش، تأتي لأجل تحقيق عملية الردع باتجاهها، وإن في هذه المرحلة، حتى الوصول – كما تنمني- إلى فرصة تمكنها من محوها أو عرقلة نشاطاتها على الأقل.

حماس، أيضاً ترغب في تحقيق قدرة الردع من ناحية، ولا تريدها أيضاً إلى ما لا نهاية من الناحية الأخرى، ويبدو ذلك جليّاً من خلال إعلانها صراحةً، بأن جولة المواجهة مع الإسرائيليين لم تنتهِ بعد، بسبب أنها تبحث عن التحرير وانتزاع الحقوق المغتصبة، وكانت عززت صراحتها هذه، من خلال العرض العسكري الكبير لوحداتها القتالية المختلفة، الذي أقامته داخل القطاع، في ذكرى انطلاقتها 27، وبالتزامن مع نشاطاتها المتسارعة باتجاه إحياء علاقتها مع إيران.

كما يهمّ إسرائيل في هذه الفترة، هو رغبتها، وتبعاً للمختصين الأمنيين بضرورة إظهار سخاءً أعلى في الاستجابة لمتطلبات القطاع، بما يضمن عدم خشيتها من أن تصل مواد الإعمار، إلى أيدي المقاومة، ومن ثمّ تهديد أمنها ومصيرها، فإنه يهمّ حماس في الفترة نفسها أيضاً، هو تنفيذ خطط الإعمار، سيما وأنها أبدت تساهلات معتبرة، أمام الخطط الإسرائيلية والأوروبية، لأجل نشر الخطط على الأرض، خاصةً في ضوء أن وضع القطاع العام، يزداد سوءاً، عما كان قبل العدوان، ولذلك فإنها ستبقى تحرص على أن تظل البيئة أقل سخونة، وإلى الدرجة التي تُمكن من تحقيق الأهداف المتوخّاة، وبالمقابل ستقوم إسرائيل -على الأرجح- بالمساعدة في نفس الاتجاه، ما يعني بأن الخطط المتبادلة بشأن المواجهة القادمة، ستبقى مخبوءة وإلى إشعارٍ آخر.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، إسرائيل، فتح، ناتنياهو،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-12-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- هاني ابوالفتوح، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسن الطرابلسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خبَّاب بن مروان الحمد، عمر غازي، صلاح الحريري، سامح لطف الله، منجي باكير، وائل بنجدو، محمد العيادي، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، كريم فارق، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- جابر قميحة، محرر "بوابتي"، المولدي اليوسفي، ماهر عدنان قنديل، عراق المطيري، كريم السليتي، سيد السباعي، فتحي الزغل، د - شاكر الحوكي ، طارق خفاجي، مجدى داود، رافد العزاوي، سلام الشماع، طلال قسومي، يزيد بن الحسين، صفاء العربي، عواطف منصور، د - الضاوي خوالدية، صفاء العراقي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ضحى عبد الرحمن، محمد الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، المولدي الفرجاني، د. خالد الطراولي ، الهيثم زعفان، مراد قميزة، الهادي المثلوثي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود طرشوبي، تونسي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد علي العقربي، محمد يحي، د - محمد بنيعيش، محمد شمام ، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، إسراء أبو رمان، عمار غيلوفي، د. عادل محمد عايش الأسطل، حميدة الطيلوش، د. عبد الآله المالكي، عبد الله الفقير، مصطفي زهران، فوزي مسعود ، د. أحمد بشير، فهمي شراب، د. صلاح عودة الله ، محمد أحمد عزوز، رافع القارصي، فتحـي قاره بيبـان، أنس الشابي، سلوى المغربي، العادل السمعلي، محمد عمر غرس الله، أبو سمية، حسن عثمان، خالد الجاف ، د.محمد فتحي عبد العال، د - المنجي الكعبي، صباح الموسوي ، رضا الدبّابي، د - مصطفى فهمي، سامر أبو رمان ، عزيز العرباوي، إياد محمود حسين ، أ.د. مصطفى رجب، أحمد النعيمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أشرف إبراهيم حجاج، رشيد السيد أحمد، سعود السبعاني، محمد الياسين، أحمد الحباسي، علي الكاش، أحمد بوادي، أحمد ملحم، فتحي العابد، د - عادل رضا، عبد العزيز كحيل، د. أحمد محمد سليمان، د- محمود علي عريقات، د - صالح المازقي، عبد الله زيدان، صلاح المختار، نادية سعد، سفيان عبد الكافي، محمود فاروق سيد شعبان، رمضان حينوني، بيلسان قيصر، محمود سلطان، يحيي البوليني، الناصر الرقيق، علي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، جاسم الرصيف، عبد الرزاق قيراط ، ياسين أحمد، صالح النعامي ، مصطفى منيغ، حاتم الصولي، إيمى الأشقر،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة