البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

نهاية القرار الفرنسي

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4027


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


دخول مشروع القرار الفرنسي بالاشتراك مع لندن وبرلين على الخط، لم يكن سهلاً على الولايات المتحدة، والذي يحمل الخطوط العريضة لمبادئ اتفاقية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين خلال فترة عامين بدءاً من تاريخ تسجيله، كبديلٍ للخطوة الفلسطينية باتجاه مجلس الأمن، بشأن تبني قرار الاعتراف بالدولة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، قبل وصول أعياد الميلاد تحديداً، كون القرار في نظر فرنسا وشركائها، يحمل مقترحات جيّدة للطرفين، فمن ناحية يُجنّب الفلسطينيين متاعب البحث عن الدعم الكافي بين أعضاء المجلس لنجاح مشروعهم، ويساعد الإسرائيليين من ناحيةٍ أخرى، باتجاه دفع عملية السلام قدماُ، ودعت بأن على الولايات المتحدة، المسارعة بردّها على القرار بالضوء الأخضر أو بحيادها على الأقل، كي يأخذ طريقه المخصصة له، باعتباره فرصة مهمّة يجب عدم تفويتها، كونه يدعو إلى استئناف سريع للمفاوضات، على أساس سلسلة من المبادئ الكبرى – حل الدولتين- مع تحديد عامين كحدٍ أقصى لإنهاء المفاوضات، وفي مرحلة لاحقة، تنوي الدول صاحبة القرار، عقد مؤتمر دولي لدعم المفاوضات السياسية بمشاركة الدول العربية.

فواشنطن ولأسباب حساسة وأكثر لصيقة بإسرائيل، لم (تحفُل) كثيراً بمشروع القرار الأوروبي، فعلاوةً على الرفض الإسرائيلي له، فإنها تسعي لجعل نهاية له أولاً، لاعتبارها المنبر الحصري والراعية الرئيسة لمسألة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وأنها في هذا الصدد، لم تُشر لأحدٍ بأن يقوم مقامها ثانياً، كما أنها لم تشأ أن تردّ (بنعم) على تلك الدعوة، بحجة أنها ليست مستعدّة لذلك، وأن الوقت ليس مناسباً تماماً، بالنظر إلى شكوكها في قدرتها على التأثير على حليفتها إسرائيل، وهي في أوج المعركة الانتخابية الداخلية والتي بدأت منذ الآن.

عدم الحفل الأمريكي بالقرار، بقدر ما كان مُؤذياً للأوروبيين، بقدر ما ضغط بشدّة على واشنطن، لإظهار ما يشبه الانفتاح السياسي، باتجاه أن تقوم بتجربة ما، عبر مؤسسات الأمم المتحدة، بهدف تسوية القضية الفلسطينية بناءً على طريقتها، مع اتخاذ كافة تدابير الحرص والحذرٍ اللازمين، سيما بعد الأفشال المتتالية للمسارات التفاوضيّة المباشرة بين الطرفين، وبالنظر لمشاهدتها تنامياً في عدد الاقتراحات ومشاريع القرارات- الفلسطيني والفرنسي- وعدد الدول داخل الأمم المتحدة المطالبة بالحركة في القضية ذاتها.

ترتيباً على ما سبق، فقد أضاءت واشنطن لوزير خارجيتها "جون كيري" بأن يقوم بإفشاء صيغة أمريكية خلال لقائه مع رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" في العاصمة الإيطالية (روما) الاثنين المقبل، تهدف إلى الخروج من الأزمة المشتركة، والتي تنحصر في قيام واشنطن بنشر قرار يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية، بصيغة مخفّفة وأكثر مُريحة لإسرائيل، وستعمل بالمقابل، من أجل أن يقبل به الفلسطينيين، كون مشروعهم ليس مضمون النجاح، والقرار الفرنسي أيضاً، ليس جديراً بالاهتمام لديهم، كونه فضفاضاً بالنسبة لهم، لذلك فإن عليهم إدراك أن قرارها يمثّل الحل الوسط، وبالإمكان تشغيله فوراً، والذي يرتكز على تعزيز مقترحاتها السابقة ضمن خطّة (اتفاق الإطار)، والذي يشمل من ناحية، الإشارة إلى حدود 1967، (مع تبادل للأراضي)، وعلى الجانب الآخر يؤكد متطلبات الأمن الإسرائيلية، بما في ذلك إشارة واضحة إلى الهوية اليهودية لإسرائيل، وإسقاط البند الخاص بتحديد موعد نهائي للانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

المشروع الأمريكي يبدو صعباً أمام الفلسطينيين باعتباره مؤلماً أكثر من المبادرات والمقترحات الفائتة، وإن كان سيصدر عن مجلس الأمن كونه مُلزماً، ولكن البيت الأبيض يأمل بأن لا يغيب عنهم، بأن هناك فيتو في الانتظار، وأن عليهم مراعاة تدفق المساعدات الأمريكية لصالح السلطة الفلسطينية تحديداً، كما يقع على عاتقهم تقدير قيمة دفعهِ (الخفي) باتجاه إسقاط "نتانياهو" عن الحكم، لصالح اليسار الإسرائيلي.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، ناتنياهو، فلسطين، فرنسا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-12-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سليمان أحمد أبو ستة، منجي باكير، خالد الجاف ، سفيان عبد الكافي، عبد الله الفقير، أ.د. مصطفى رجب، إيمى الأشقر، الناصر الرقيق، علي الكاش، د - المنجي الكعبي، أحمد بوادي، حميدة الطيلوش، محمد شمام ، مصطفي زهران، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مجدى داود، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عمار غيلوفي، محمد الياسين، أحمد ملحم، عبد الغني مزوز، محمد علي العقربي، د.محمد فتحي عبد العال، صلاح المختار، د- محمود علي عريقات، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، محمد الطرابلسي، صفاء العربي، محمود طرشوبي، فتحـي قاره بيبـان، حسن الطرابلسي، نادية سعد، طارق خفاجي، رافد العزاوي، د. أحمد محمد سليمان، سلوى المغربي، صالح النعامي ، محمود فاروق سيد شعبان، رافع القارصي، محمد أحمد عزوز، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رشيد السيد أحمد، رمضان حينوني، د - شاكر الحوكي ، د. صلاح عودة الله ، سعود السبعاني، إياد محمود حسين ، عمر غازي، ضحى عبد الرحمن، أحمد الحباسي، المولدي اليوسفي، كريم فارق، أنس الشابي، د. أحمد بشير، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - مصطفى فهمي، فهمي شراب، د - عادل رضا، سامر أبو رمان ، رضا الدبّابي، د - الضاوي خوالدية، عبد الرزاق قيراط ، سامح لطف الله، وائل بنجدو، ماهر عدنان قنديل، بيلسان قيصر، د. عبد الآله المالكي، محمد يحي، د - محمد بنيعيش، عبد العزيز كحيل، محمد العيادي، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، الهيثم زعفان، رحاب اسعد بيوض التميمي، علي عبد العال، د- محمد رحال، محمد اسعد بيوض التميمي، د- جابر قميحة، تونسي، صباح الموسوي ، عراق المطيري، أبو سمية، حسن عثمان، محمود سلطان، فتحي العابد، د - صالح المازقي، صفاء العراقي، خبَّاب بن مروان الحمد، عواطف منصور، يحيي البوليني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يزيد بن الحسين، العادل السمعلي، الهادي المثلوثي، جاسم الرصيف، أحمد النعيمي، أشرف إبراهيم حجاج، ياسين أحمد، مراد قميزة، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم السليتي، المولدي الفرجاني، عزيز العرباوي، صلاح الحريري، حاتم الصولي، مصطفى منيغ، إسراء أبو رمان، د. طارق عبد الحليم، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الله زيدان، فوزي مسعود ، فتحي الزغل، سلام الشماع، محمد عمر غرس الله، طلال قسومي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة