البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

خطط إسرائيلية غير قابلة للنجاح

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4723


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 1987، والتي تركزت على سلاح الحجارة، اضطرّت إسرائيل إلى ضخّ عددٍ من الإجراءات بهدف التصدّي لها والقضاء عليها، وكان من جملة هذه الإجراءات التضييق على الفلسطينيين بشكلٍ عام، من خلال اتخاذ العديد من القرارات العقابية الفردية والجماعية، بالاعتقال والتعذيب والسجن بأحكام عالية، وتقرير حصار تام على الضفة العربية وقطاع غزة، يشمل تقليص الخدمات ومنع العمال من مواصلة أعمالهم داخل الخط الأخضر، إضافةً إلى صور عقابية أخرى وعلى رأسها منع التجوال لمددٍ طويلة وغير ذلك، تلك الإجراءات لم تُحدث أي تغيير من شكل الانتفاضة، ولم تقلل من عزيمتها، بل كانت تعلو جذوتها في كل يوم وساعة، ولم تتوقف إلاّ حين الإعلان عن اتفاقية سلام (أوسلو) التي بشرت بنهاية مرحلة العداء وإقامة الدولة الفلسطينية.

خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) في العام 2000، والتي اندلعت في أعقاب اقتحام أريئيل شارون لباحات الأقصى، وفي ضوء انغلاق الأفق السياسي بشأن العملية السياسية، والتي اتسمت هذه المرة بمقاومة أعلى وهي المقاومة المسلحة، لجأت إسرائيل وفي حكم اليسار "إيهود باراك" إلى تطوير إجراءاتها العقابية، ليس ضد الشعب الفلسطيني وحسب، وإنما ضد السلطة الوطنية أيضاً، فبالإضافة إلى الإجراءات العقابية المختلفة فقد قررت تدمير السلطة والتقليل من جريها وإضعافها كي تقوم بإنهاء الانتفاضة وبمحو دعمها لها، وبتخفيض سقف مطالبها من ناحيةٍ أخرى، ولم تنطفئ جذوتها إلاّ عندما تم فتح طرق جديد في شأن المفاوضات، والتي ارتكزت على تنازلات إسرائيلية لصالح العملية السياسية، ستقوم بتنفيذها وفق مواعيد زمنيّة محددة.

الآن وعلى ضوء الأحداث العنيفة الجارية في القدس المحتلة، والتي كان سببها النشاطات الإسرائيلية ضد المقدسيين، واليأس السياسي بشكلٍ عام، وضد المسجد الأقصى بشكلٍ رئيسي، والتي لا يستعجل البعض في إطلاق عليها تسمية انتفاضة ثالثة، وأنها فقط مجرّد احتجاجات، فإن إسرائيل قد أخذتها على محمل الهزل بادئ الأمر، لاعتقاد قادتها بأنها لن تستمر أكثر من يومٍ أو بعض يوم، حيث لم تجتهد حكومة "بنيامين نتانياهو" حتى بالنظر إليها، ولكنها تدريجياً اضطرت إلى الانتباه إلى شيء متنامٍ، يعمل باتجاه فقد السيطرة على الوضع العام، على الرغم من عدم الرضا التام من جهة السلطة في تقويض الهدوء والتي برزت من خلال دعوة الرئيس الفلسطيني "أبومازن" إلى الالتزام الهدوء، كذلك فإن اللقاء الثلاثي(الأمريكي، الإسرائيلي الأردني) إضافةً إلى الفلسطيني بشكلٍ منفصل، لم يكن حاسماً لأعمال العنف الجارية.

ثار الخلاف وعلا الجدل، ليس داخل الحكومة الإسرائيلية وحسب، بل على النطاق الإسرائيلي بجملته في ضوء تعاظم الأعمال الاحتجاجية، حتى اضطر بعضاً من الإسرائيليين أنفسهم، إلى وسمها بالانتفاضة، والتمسوا إلى ضرورة أن تعمل إسرائيل على حمل مسبباتها بعيداً عن الساحة التي ليست بحاجة إلى الاشتعال أكثر ممّا هي مشتعلة، لكن هناك اليمين المتطرّف لا يزال مسيطراً، و"نتانياهو" الذي يحرص على أن بقاء الأوضاع بشأن القدس كما كانت عليه في السابق، لا يزال محتاجاً إليه، وهو يغمض بألم عن نشاطاته، على الرغم من توجيه أجهزته الأمنيّة إلى أن الأمور لا تذهب إلى خير، وصلت إلى حد التحذير من انهيار المشروع الصهيوني، في حال لم تتمكن الحكومة الإسرائيلية من اللحاق بالمبادرة العربية.

اليمين لا يزال متأمّلاً في الانتهاء من مرحلة العنف المقدسي، بمعزل عن الحلول السياسية، وذلك من خلال اللجوء إلى الحلول الأمنيّة، وفي كل مرّة يتحجج بالنشاطات العربية ضد مواطنيها، بداية من اقتراحات المجلس البلدي الذي يرأسه "تير بركات" وإجراءات الشرطة الإسرائيلية، ومروراً بتوصيات الأجهزة الأمنية – الشاباك، والمخابرات، مؤسسة الجيش- وانتهاءً بقرارات الحكومة المتتالية، والتي كلّها إلى حد الآن لم تكن ناجحة ولا على أيّ باب.

وعلى الرغم من ذلك وكأن إسرائيل تشتهي العنف، فقد أقدمت على خطوات تصعيدية أكثر، وهي التي توضحت في إعلان رئيس لجنة الكنيست "يولي أدلشتاين" عن وضعه خطة أخرى، لأجل أن تأخذ طابعاً قانونياً، تتضمن ثمانية مراحل للتعامل مع الانتفاضة، في إسرائيل عامة، وفي القدس خاصة، ومن أبرزها، إلغاء الجنسية الإسرائيلية على من تثبت إدانتهم بإحداث العنف، وهدم منازل عائلاتهم خلال 24 ساعة، والترحيل بعد انتهاء حكمه إلى خارج الأراضي الإسرائيلية، ومنع تسليم الاستشهاديين إلى ذويهم ودفنهم في أمكنة لا تسمح بالوصول إليها، إلى جانب السحب الأوتوماتيكي للجنسية الإسرائيلية، بالإضافة إلى فقده حقه في الحصول على الأموال من مؤسّسة التأمين الوطني الإسرائيلي، وهذه الإجراءات ولا شك تحتاج إلى جهود مُقابلة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإستيطان، المستوطنون، غزة، فلسطين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-11-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يزيد بن الحسين، سلوى المغربي، ضحى عبد الرحمن، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إيمى الأشقر، حاتم الصولي، المولدي الفرجاني، د. أحمد بشير، أحمد النعيمي، محمود طرشوبي، سلام الشماع، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، سامح لطف الله، أحمد ملحم، حسن عثمان، عمار غيلوفي، سامر أبو رمان ، خبَّاب بن مروان الحمد، الناصر الرقيق، عمر غازي، يحيي البوليني، المولدي اليوسفي، علي الكاش، محمود فاروق سيد شعبان، صفاء العربي، خالد الجاف ، وائل بنجدو، فتحي الزغل، د- محمد رحال، محمد أحمد عزوز، محمد عمر غرس الله، سفيان عبد الكافي، د. صلاح عودة الله ، عزيز العرباوي، صالح النعامي ، ماهر عدنان قنديل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عراق المطيري، الهيثم زعفان، صلاح الحريري، عواطف منصور، منجي باكير، عبد العزيز كحيل، طلال قسومي، محمد يحي، مجدى داود، د - المنجي الكعبي، د. أحمد محمد سليمان، د- جابر قميحة، رافد العزاوي، سليمان أحمد أبو ستة، بيلسان قيصر، أنس الشابي، عبد الرزاق قيراط ، فهمي شراب، د - محمد بنيعيش، علي عبد العال، د. خالد الطراولي ، د.محمد فتحي عبد العال، جاسم الرصيف، فتحـي قاره بيبـان، الهادي المثلوثي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حميدة الطيلوش، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد علي العقربي، د - صالح المازقي، د - محمد بن موسى الشريف ، صباح الموسوي ، د - شاكر الحوكي ، محمود سلطان، مصطفى منيغ، حسن الطرابلسي، د - الضاوي خوالدية، د. مصطفى يوسف اللداوي، رمضان حينوني، محمد شمام ، فوزي مسعود ، عبد الله الفقير، محمد الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، أحمد بوادي، تونسي، صلاح المختار، د- هاني ابوالفتوح، صفاء العراقي، أحمد الحباسي، نادية سعد، طارق خفاجي، أشرف إبراهيم حجاج، كريم السليتي، أ.د. مصطفى رجب، إسراء أبو رمان، د - مصطفى فهمي، عبد الله زيدان، ياسين أحمد، رشيد السيد أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سيد السباعي، محمد اسعد بيوض التميمي، محرر "بوابتي"، رافع القارصي، أبو سمية، د. طارق عبد الحليم، مصطفي زهران، العادل السمعلي، محمد الياسين، فتحي العابد، إياد محمود حسين ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - عادل رضا، عبد الغني مزوز، كريم فارق، سعود السبعاني، مراد قميزة، رضا الدبّابي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة