البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أوباما بين الدبلوماسية والانحياز لإسرائيل

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4048


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كما يحق للرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بأن يسوغ لنفسه في فترةٍ ما، بأنه على درجة عالية من التفاؤل بشأن قضايا كثيرة، داخلية وعلى النطاق الخارجي وفيما يتعلق بقضايا كبرى دوليّة، فإنه أيضاً يحق له بأن يكون على درجة أعلى من التشاؤم في أحيانٍ أخرى حول القضايا نفسها، وخاصة عند مواجهته القضية الفلسطينية ومسألة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، سيما في ظل تطورات ميدانية سياسية وعسكرية تحصل في كل يوم وساعة.

خلال فترة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر الشهر الماضي، أعلن "أوباما بأنه متفائل بشأن إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ودعا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالإسراع إلى تجديد المفاوضات السياسية بينهما، ولكنه سرعان ما قطع تفاؤله بعد الخطاب المفتوح للرئيس الفلسطيني "أبومازن" الذي ألقاه بعنف من على منصة الأمم المتحدة باتجاه إسرائيل، حين وقف على قدميه، ليرُد بقوة على ما وصفه بالهجوم غير المبرر، وبتهديداته غير المقبولة ضد إسرائيل، معتبراً أن ما تفوّه به "أبومازن" كان خطأً، ومن شأنه أن يدمّر الثقة المتبقية بين الطرفين، وبالمقابل أعلن منذ بدء لقائه مع رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" الذي رد بعنفٍ أكبر على الخطاب الفلسطيني، وعلى مبدأ (خطوة تقابل أختها)، بأنه يؤيد خطوات "نتانياهو" في شأن السلام، لكنه امتنع عن أن يوضح ما هي تلك الخطوات التي يؤيدها، وبالمقابل حصل "أوباما" على تأييدات مقابِلة، وبخاصة في شأن تكوين التحالف الدولي ضد تنظيم داعش- الدولة الإسلامية في العراق والشام-، والذي وعد بأن يكون إلى جانبه على مدى فترة المواجهة.

أجواء التأييد المتبادلة بين الرئيسين لم تدُم طويلاً، فقد أفسدتها عمداً، حركة (السلام الآن) الإسرائيلية، عندما فاجأتهما بأن هناك موافقة حكومية إسرائيلية، ترمي إلى تنفيذ مشروع استيطاني، هو الأضخم من نوعه منذ سنوات، وتحديداً في مدينة القدس الشرقية، وجعلتهما يتململان بقوة، كل منهما تبعاً لمصلحته، حيث كيف سيرد "نتانياهو" أمام "أوباما" بسبب أن ذلك – كما يُظن- فيه تجاوز للرضا الأمريكي وبخاصة رضا "أوباما"، والمرتبط بإرادة المجتمع الدولي والمجموعة الأوروبية بالذات، علاوة على خشيته من ردود فعل عربية وإسلامية التي لن تكون طيّبة، في ضوء أن هناك مصالح لا حصر لها ربما ستتعطل، إضافة إلى أن الوقت غير مناسب بالمطلق لتطبيق تلك الخطوة كأمرٍ واقع.

"أوباما" وجد نفسه محرجاً أمام نفسه وأمام العرب، بسبب أنه لا يجد ما يقوله، وخاصةٍ في وقت انشغاله ببعض القضايا حول العالم، وبترتيب أوضاع بلاده من جديد مع الدول العربية، وإنجاح فكرة التحالف الدولي، بهدف القضاء على تنظيم داعش، الذي يُسابق الريح للقضاء على المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة والعالم بشكلٍ عام.

من المفيد أن نسمع، أن قرر "أوباما" معارضة الخطوة الإسرائيلية باعتبارها تشكل عقبة في طريق السلام، وبالأحرى نسف حل الدولتين، ومن المفرح أيضاً، أن تتوارد إلينا أنباء، بأن "نتانياهو" تلقى توبيخاً ساخناً من "أوباما" لهذا السبب، ولكن من المؤسف حقاً، أن التوبيخ كان سرّيّاً ولم يكن أمام أحد ليشهد به، كالذي يحصل بين زوجين داخل غرفة مغلقة، كما أن من المؤسف أن نرى "أوباما" وقد أزال انتقاده، بعد أن شرح "نتانياهو" بأن خطوة البناء في القدس الشرقية، ليست سياسية أو استيطانية، وإنما هي خطوة إدارية بحتة، وزاد من رضا "أوباما"، بعد إثباته بأن البناء هو في حد ذاته يُمثل سعادة للكثير من القادة العرب وخاصة أولئك الذين لم يروا في إسرائيل بأنها بلد عدو.

كما ساهم ولا شك، ذلك الضغط السياسي، وانطلاقاً من الرغبة في المحافظة على الرضا اليهودي داخل البلاد، وبتحسين وضعه بعض الشيء أمامهم وفي الاستطلاعات العامة بشكل عام، ساهم في الخضوع، ليُراكم على نفسه حسنات أخرى، سيما وأنه حاز الكثير منها في أعقاب إزالته ضغطاً مكثفاً على إسرائيل من خلال اقتفائه أثر "نتانياهو"، بأن جذر المشكلة في الشرق الأوسط، ليس النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي، وإنما هناك أسباب عميقة أخرى، عربية وإسلامية داخلية، هي التي تشكّل الجزء الأهم من تلك المشكلة.

إن محاولات "أوباما" في السعي بالنجاة، من أمام مسألة توفير مواقف ثابتة بالنسبة للفلسطينيين، هي محاولات جيدة بالنسبة له وللأمريكيين وللإسرائيليين على نحوٍ خاص، وربما لا تتجاوز المواقف المرئيّة التي يبذلها ضد الإسرائيليين، حروفاً ناقدة أو كلمات ليّنة، في مقابل قراءته لمواقف أشد صرامة ضد الفلسطينيين، تهدف إلى تغيير السلوك وترك المبادئ، والامتثال للأمر الواقع، لاشتمالها تهديدات سياسية قاسية، وعقوبات اقتصادية قاصمة، وربما تصل الأمور إلى الأبعد منها، كتأييدات واضحة لأيّة خطوات إسرائيليّة انفرادية قادمة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، ناتنياهو، فلسطين، أوباما، أمريكا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-10-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
جاسم الرصيف، ضحى عبد الرحمن، د. عبد الآله المالكي، سعود السبعاني، سيد السباعي، صباح الموسوي ، تونسي، المولدي اليوسفي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - محمد بنيعيش، صفاء العربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أنس الشابي، علي عبد العال، عبد الله زيدان، مصطفي زهران، سفيان عبد الكافي، د - الضاوي خوالدية، وائل بنجدو، كريم فارق، حميدة الطيلوش، الهادي المثلوثي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د. مصطفى رجب، محمد اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، مصطفى منيغ، محمد الياسين، د. طارق عبد الحليم، يحيي البوليني، فتحي الزغل، منجي باكير، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رافد العزاوي، أحمد بوادي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، حسني إبراهيم عبد العظيم، أبو سمية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامح لطف الله، سلوى المغربي، رشيد السيد أحمد، محمد أحمد عزوز، د - شاكر الحوكي ، بيلسان قيصر، عزيز العرباوي، عمار غيلوفي، فتحـي قاره بيبـان، مراد قميزة، د - مصطفى فهمي، إسراء أبو رمان، صالح النعامي ، أحمد النعيمي، محمود سلطان، عمر غازي، عبد العزيز كحيل، أحمد الحباسي، حسن عثمان، رافع القارصي، د - صالح المازقي، علي الكاش، د. صلاح عودة الله ، أحمد ملحم، د- محمد رحال، فوزي مسعود ، إيمى الأشقر، العادل السمعلي، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الرزاق قيراط ، ياسين أحمد، محمد عمر غرس الله، د. خالد الطراولي ، محرر "بوابتي"، د. أحمد بشير، محمود فاروق سيد شعبان، حسن الطرابلسي، الهيثم زعفان، صلاح الحريري، إياد محمود حسين ، سلام الشماع، المولدي الفرجاني، خالد الجاف ، كريم السليتي، مجدى داود، محمد علي العقربي، د. أحمد محمد سليمان، د - المنجي الكعبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رمضان حينوني، يزيد بن الحسين، د- هاني ابوالفتوح، محمد العيادي، عراق المطيري، أشرف إبراهيم حجاج، د - عادل رضا، نادية سعد، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي العابد، طلال قسومي، صلاح المختار، الناصر الرقيق، د- جابر قميحة، محمود طرشوبي، ماهر عدنان قنديل، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد يحي، د.محمد فتحي عبد العال، فهمي شراب، عواطف منصور، عبد الغني مزوز، طارق خفاجي، محمد الطرابلسي، عبد الله الفقير، صفاء العراقي، سامر أبو رمان ، محمد شمام ، حاتم الصولي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة