البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

القضية الفلسطينية تحت وطأة التحالفات الدولية

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4060


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حتى الأمس القريب كانت إسرائيل هي العدو الأول لدى العرب والفلسطينيين بوجهٍ خاص، كونها سلبت الأرض الفلسطينية وهجرت سكانها وأقامت الدولة، إلى أن استُبدلت بإيران، بواسطة أمريكية وإسرائيلية، بحجة أنها تخطط لتصدير ثورتها الإسلامية، وصولاً إلى تجديد إمبراطوريتها الفارسية على أنقاض النظام العربي أو بعضه على الأقل، ثم جرى تنشيط مفهوماتهم بشأن إثبات أن الإرهاب الديني (الإسلامي) هو الهاجس الأكبر ضد مصالحهم، والذي تمثله حركات إسلامية كحركة الإخوان المسلمين وحركة حماس والجهاد الإسلامي، وتنظيم حزب الله اللبناني، وفي هذه الأثناء تم إضافة، أن (داعش) - تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام-، هي العدو الأكبر والأخطر بالنسبة لمستقبلهم جميعاً، وبما يليق بأن إسرائيل لم تعُد المشكلة الرئيسة لديهم، بسبب أنهم معنيّون أكثر بحلف، يوقف عنهم مصادر الخطر، وإن كانوا لدفع هذا الخطر سيبذلون تكاليف إضافية.

منذ اللحظة الأولى لدعوة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" للدول- إقليمية ودولية-، من أجل تشكيل تحالفٍ جديد ضد التنظيم، فإن 10 دول عربية سارعت إلى تلبية الدعوة وأبدت استعدادها للمشاركة فوراً في التحالف الأمريكي الجديد، في خطوة إضافية، تمثلت في تكوين التحالف الاستراتيجي بين مصر، السعودية، والإمارات العربية، الكويت، والبحرين ضد الإسلام السياسي، بسبب ما تعتقد به من أن التنظيم يمثل الخطر الحقيقي ضد المصالح العربيّة، والمصالح الدولية بشكلٍ عام، علاوة على انتهاكه القوانين والأعراف الدولية في شأن فرض سيطرته بالقوّة على أراضي دول مستقلة وذات سيادة، وعلى ما يمثله من تشويه لصورة الإسلام الحنيف الذي يدعو إلى اللين والتسامح وينبذ الغلو والتطرف.

وبلا شك فإن الدول العربية هذه، التي دخلت في التشكيل الجديد تعلم بأن إسرائيل ستكون من أعضاء الحلف البارزين، سيما وبعد تحذيرات كثيرة ومطوّلة، ألقى بها كبار الإسرائيليين باتجاه الحكومة الإسرائيلية، والحكومات العربية التي كانت حاضرة تماماً، كي تأخذ على عاتقها بالتصدي لما أسموه بظاهرة التطرف الإسلامي، وتوّج تلك التحذيرات -وكما المتوقع- أن قام رئيس الحكومة "بنيامين نتانياهو" بعقد اجتماع خاصٍ تناول فيه مع كبار أركان الحكومة والأمن تهديدات التنظيم، وذلك قبل ساعات من خطاب "اوباما" المتعلق بالخطة الأمريكية لمواجهته، وأكّد تحذيراته مرةً أخرى، خلال الخطاب الذي ألقاه أثناء انعقاد المؤتمر السنوي لمعهد السياسة ضد الإرهاب الذي عُقد في مدينة هرتسليا، حيث ركّز على تلك التهديدات، وربط بينها وبين تهديدات إيران وحركات المقاومة الفلسطينية - على الرغم من أن لا تبديل سوف يطرأ على تشكيلة الخارطة الأمنية الإسرائيلية- واعتبر أن التحالف الجديد في المنطقة هو من صالح دول المنطقة، حيث سيعمل على تنظيف الأخطار الكامنة في التنظيمات السنيّة والشيعيّة على حدٍ سواء، وأوجب على دول المنطقة في ظل التحالف، أن تفحص علاقاتها مع إسرائيل وتفهم أنها حليفة في الصراع ضد العدو المشترك.

صحيح أنّ "نتانياهو" يدعم سِرّاً وعلانيةً التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلاميّة، لكن المُشاهد له ينفي نقصان قلقه، كَوْنه يخشى أن يصرف التحالف الجديد انتباهه عن القوّة النووية الإيرانيّة الآخذة في التقدّم، والتي لا تبدِ أيّة ليونة في مقابل تلك التي تبديها مجموعة الدول (5+1) باتجاهها، حيث لا يوجد رضىً أو اقتناع من المحاولات الأمريكيّة لتهدئته، والتي يُحاول الأمريكيّون تمريرها، سيما وأن "أوباما" أكّد في خطابه الأخير، بأنّ المشكلة الأكبر في الشرق الأوسط هي داعش، وليست إيران، وربما قال ذلك بالنظر إلى مشاركتها المحتملة في هذا التحالف، ولكنه أكّد في الوقت ذاته بأن لا يجب على إسرائيل أن تسارع إلى الغضب.

"نتانياهو" وإن نشر قلقه هنا وهناك، فإنه على أي حال لن يخسر كثيراً، بل هو الرابح الأكبر ضمن هذا التحالف، ولكن الذي سيخسر كما في كل تحالف، هم الفلسطينيون الذين ولا شك ستتدحرج قضيتهم إلى الرفوف السفلى، على اعتبار أن هناك ما هو مقدم في هذه المرحلة على أية قضايا، سيما وأن القضية الفلسطينية طغت برودتها على حماسة المجتمع الدولي بشكلٍ عام.

منذ حرب الخليج الثانية، (عاصفة الصحراء) في فبراير/شباط 1991، والتي جاءت –تقريباً- عقب جولات تفاوضية فلسطينية مع الأمريكيين، كانت مهمّة تكوين الحلف لمحاربة العراق سبباً في تأجيل أيّة جولات أخرى أو أي حديث عن القضية الفلسطينية، وحتى حينما انتهت الحرب كانت تداعياتها أكبر من مشكلات الحرب نفسها، وتكرر الشيء نفسه، حينما أكّدت إدارة الرئيس الأمريكي "بوش الابن" على أنها ستعمل جهدها من أجل التوصل إلى حلول للقضية الفلسطينية، حالما انتهت من الحرب ضد العراق، عندما تم تأليف التحالف الدولي في شأنها، في أواخر مارس/آذار 2003، وتبيّن أن الوعود كانت كاذبة، ولا ترق إلى الحد الأدنى من الآمال والأحلام الفلسطينية، على الرغم من أن الكثيرين من السياسيين والخبراء كانوا لا يثقون في تلك التأكيدات.

لكن هذه المرّة، يبدو أن الرئيس "أبومازن" قد أهمّته مسألة تشكيل التحالف الجديد بشكل جاد، فهو على الرغم من تأييده له، إلاّ أنّه عبّر عن أمله بأن لا يؤثر على القضية الفلسطينية، بعد أن رأى كل الجهود موجهة نحو إتمامه، وازاد من خشيته، أن الجهود تزامنت في الوقت الذي سيقدم مبادرته السياسية (الغير تقليدية) لتسهيل الوصول إلى حل للقضية، على الرغم من علمه بأنها مرفوضة بكل تفاصيلها أمريكياً وإسرائيلياً أيضاً، علاوةً - وهذه مصيبة- أن الإدارة الأمريكية ستعلن صراحةً، بأن ليس لديها من الوقت الكافي، يمكّنها من السعي في خلق مبادرات أو جهود في شأن تحريك العملية السياسية، سيما وأنها تحتاج إلى المزيد من التباحث في ضوء انغلاق الأفق التفاوضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وحتى في ضوء نجاح التحالف وانتهاء الحرب، فإن هناك محطتين وعرتين في الأمام، وهما اللتان تتمثلان في الانتخابات الإسرائيلية الآتية، والاستعدادات للانتخابات الأمريكية، ويمكن إضافةً أن هناك خشية من توليد تحالفات جديدة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، الفلسطينيون، حماس، إسرائيل، العدوان على غزة، نتينياهو،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-09-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمار غيلوفي، ماهر عدنان قنديل، صالح النعامي ، وائل بنجدو، فتحـي قاره بيبـان، صلاح الحريري، ضحى عبد الرحمن، محمد عمر غرس الله، عواطف منصور، فهمي شراب، إياد محمود حسين ، مصطفى منيغ، الهيثم زعفان، محمد العيادي، عبد الرزاق قيراط ، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رضا الدبّابي، د. طارق عبد الحليم، فوزي مسعود ، علي الكاش، جاسم الرصيف، د - محمد بنيعيش، كريم السليتي، سامر أبو رمان ، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد النعيمي، أبو سمية، د. عبد الآله المالكي، محمود طرشوبي، محمد الطرابلسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، طلال قسومي، أحمد ملحم، صفاء العراقي، عراق المطيري، حميدة الطيلوش، أ.د. مصطفى رجب، تونسي، د - شاكر الحوكي ، العادل السمعلي، فتحي العابد، د - مصطفى فهمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، رشيد السيد أحمد، صفاء العربي، رمضان حينوني، الهادي المثلوثي، مصطفي زهران، محرر "بوابتي"، إسراء أبو رمان، د. أحمد محمد سليمان، رافع القارصي، محمود سلطان، سيد السباعي، ياسين أحمد، حسن عثمان، د - صالح المازقي، د. أحمد بشير، صلاح المختار، حسن الطرابلسي، مراد قميزة، عبد الله الفقير، محمد شمام ، د - المنجي الكعبي، عبد الغني مزوز، د- محمد رحال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي الزغل، صباح الموسوي ، يحيي البوليني، سلوى المغربي، محمد يحي، د- جابر قميحة، محمد الياسين، علي عبد العال، سامح لطف الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلام الشماع، د - الضاوي خوالدية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. صلاح عودة الله ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد أحمد عزوز، حاتم الصولي، منجي باكير، عبد الله زيدان، د - عادل رضا، د. خالد الطراولي ، خالد الجاف ، أنس الشابي، سعود السبعاني، إيمى الأشقر، مجدى داود، رافد العزاوي، أحمد الحباسي، محمود فاروق سيد شعبان، نادية سعد، سفيان عبد الكافي، الناصر الرقيق، رحاب اسعد بيوض التميمي، سليمان أحمد أبو ستة، د.محمد فتحي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بوادي، عمر غازي، يزيد بن الحسين، كريم فارق، د- محمود علي عريقات،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة