البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

دعوة حماس والمصير المحتوم

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4090


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


سيكون من العجيب لدى الولايات المتحدة، إذا ما لجأ تنظيم القاعدة، إلى الطلب منها أن تحتكم معه أمام طرفٍ آخر، أو أن يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق في شأن أيّة خلافات بينهما أو أيّة اتهامات موجهةً إليه، بهدف التوصّل معها إلى تسويةٍ ما، بسبب أن مكانتها وهيبتها وادعاءاتها بصوابية سلوكياتها ضد التنظيم، لا تسمح لها بأي حال، بالالتفات إلى مثل هذا الطلب أو إلى تلك الدعوة، ناهيكم عن أنها باعتبارها الطرف الأقوى والملاحٍق الأهم للتنظيم، تنظر إليه على أنه العدو الإرهابي الأول لها ولمصالحها ولأصدقائها وحلفاءها أيضاً، حيث لا تفكر في أن تُمسك عن محاربتها له، في كل أرجاء الأرض وعامة الدول، إلاّ في حال لجوئه إلى تفكيك نفسه ونبذ نشاطاته، أو القضاء عليه برمّته، على الرغم من أنها تعلم يقيناً، بأن حالة الصراع الدائرة بينهما بشكلٍ خاص، لن تزول أو تنتهي قريباً، وأنها باقية ربّما إلى ما لا نهاية.

سيكون هكذا، مصير دعوة حركة حماس لدى مصر، في شأن مطالبتها بتشكيل لجنة تقصي حقائق محايدة برعاية جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي، من أجل التحقيق في شأن الاتهامات المصرية ضدها، وذلك في أعقاب تلقيها المزيد من الاتهامات المباشرة وغير المباشرة، بعد أن كانت محل تحميلها المسؤولية عن سياسات وأحداث مختلفة طوال الفترة السابقة، من قِبل كافة المؤسسات المصرية المتنفذة - الحكومة، الجيش، الأحزاب، الإعلام الرسمي- ومؤسسات أخرى بوجهٍ عام.
كانت دعوة الحركة قد جاءت على هذه الشاكلة وفي هذا الوقت، بهدف أن تدفع عن نفسها مجموعة التهم المصرية الموجهة إليها، من خلال التأكيد على أنها لا تتدخل ولم تتدخل في الشأن المصري، سواء كان ذلك قبل أو أثناء أو بعد الثورة. وعلى أنها لم تكن ولن تكون طرفاً فيما يجري وليست ضد أي طرف من الأطراف على الساحة المصرية. وأوضحت بالمقابل، أن تلك الاتهامات هي سياسية باطلة ولا أساس لها من الصحة، ولا تستند إلى أي دليل، وأنها تأتي في تزامن مريب، تتقاطع فيه التهديدات الصهيونية بضرب القطاع وتشديد حصاره، وما يُحاك ضد القضية باتجاه تصفيتها عبر المخططات الغربية والصهيوأمريكية.

ودللت على أقوالها تلك، بأنه لم يثبت لأيّة جهة منذ تأسيسها، أنَّها تدخلت في أيّ شأن عربي أو إسلامي داخلي، كون ذلك أحد مبادئها– كما تقول- والذي لا تحيد عنه، على اعتبار أن الأمن القومي لأيّ دولة عربية أو إسلامية هو خط أحمر. ومن ناحيةٍ أخرى، فإنه من غير المفيد أن تُجادل أيّة جهة في ذلك، إذ لا يستقيم أن يقوم طرف مُحاصر في قطاع صغير بزعزعة استقرار دولة يعتبرها عمقه الاستراتيجي ومتنفسه الوحيد نحو أنحاء العالم. وقامت في مناسباتٍ عدة بإلقاء إثباتات لبراءتها من تُهم مختلفة، كانت نتيجةً لتحقيقات لجان عسكرية مصرية خلال أوقات سابقة. ومن ناحيةٍ أخرى، أكّدت على أن مصلحتها العليا، مرتبطة في أن تظل مصر آمنة ومستقرة، لمساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، كونها أكبر دولة عربية وتشكّل مفتاح الحرب والسلام.

لكن وكما يبدو، فإن مصر التي تعتبر سلوكها المعادي باتجاه الحركة هو سلوك صائب وغير خاضعٍ للنقد والملاحظة، وهو حقٌ أيضاً وهو غير قابلٍ للصفح والمسامحة، وفي ضوئه فليس لديها قابلية بالمطلق لمجرّد الاستماع إلى هذه الدعوة، وهي تجد نفسها وعلى كل جانب، بأنها مضطرّة إلى محاربة الحركة فكراً وممارسة- ليس بالضرورة عسكرياُ، على الرغم من صدور تصريحات مصرية مختلفة، رسمية ووطنية، وحتى من قِبل جهات دينيّة، باللجوء إلى هذا الخيار- بسبب أن النظام المصري الحالي يريد الاستقرار على ما وصل إليه بشأن السياسية الداخلية التي اختطّها لنفسه، ولا يريد على الأقل، أن يرى نبتة إخوانية تنمو إلى جواره الشرقي، ويشعر بأنها مؤثّرة كلّما تقدّم الوقت، لا سيما وأن الحركة أبت صراحةً من أن تقوم بتفكيك علاقتها بجماعة الإخوان أو من التنصّل من جملة العلاقات المرتبطة بها، في أعقاب دعوة فصائل فلسطينية في هذا الصدد، إضافةً إلى العلاقة القوية التي ترتبط مصر بها مع الرئاسة الفلسطينية في رام الله، تمنع حدوث أيّة تفهّمات مصرية أو أيّة ليونة في هذا الخصوص.

كانت الحركة محل اتهامات مصرية خطيرة ومتتالية، اشتدت بصورة كبيرة، منذ الإطاحة بنظام "حسني مبارك" في أوائل العام 2011، بسبب علاقتها القريبة من جماعة الإخوان المسلمين، ومنها: مساندة جماعة الإخوان المسلمين في إدارة الحكم وأنشطة التدريب العسكرية المختلفة، والضلوع في أعمال ونشاطات معادية، من شأنها زعزعة الاستقرار والأمن المصريين، إلى جانب اتهامها بإيوائها لعناصر وقيادات تابعة لجماعة الإخوان، وتعمل على تمكينها من إدارة أنشطتها ضد نظام الحكم المصري الجديد.

حركة حماس ليس مغضوباً عليها منذ التو واللحظة، بل هي كذلك وتحت وطأة الغضب، منذ ظهور نوياتها الأولى في أواخر العام 1987، باعتبارها امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين، وبسبب الحالة المعقدة التي نتجت عن عدم التوافق والانسجام، مع الحكومات المصرية المتعاقبة، حيث ظلّت مستبعدة من أيّة سياسات وعلاقات تعاونية ذات قيمة، علاوةً عن أنها كانت دائماً محل انتقادات وملاحظات لتلك الحكومات بالنسبة لأفكارها وأيديولوجيتها وجملة سلوكياتها أيضاً. وترتيباً على ما سبق، فإن من الصعب أن تلقى الدعوة الحمساوية أيّ صدىً يُذكر لدى الإدارة المصرية، وسواء كان ذلك في هذا الوقت أو في الزمن الآتي، لكن ربما تكون هناك مفاجئات.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، فلسطين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-01-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد يحي، عبد الله زيدان، د- محمود علي عريقات، سامر أبو رمان ، نادية سعد، د. طارق عبد الحليم، الهيثم زعفان، أحمد ملحم، صباح الموسوي ، صلاح المختار، سفيان عبد الكافي، سعود السبعاني، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، أبو سمية، محرر "بوابتي"، سامح لطف الله، خبَّاب بن مروان الحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود سلطان، العادل السمعلي، د. أحمد محمد سليمان، محمد الياسين، مصطفي زهران، عبد الرزاق قيراط ، الناصر الرقيق، فهمي شراب، طلال قسومي، د. عبد الآله المالكي، عبد الله الفقير، عراق المطيري، د - صالح المازقي، علي عبد العال، رشيد السيد أحمد، محمد شمام ، علي الكاش، محمد أحمد عزوز، صفاء العربي، حميدة الطيلوش، يحيي البوليني، رافع القارصي، محمود طرشوبي، إسراء أبو رمان، محمد العيادي، إياد محمود حسين ، د - شاكر الحوكي ، مجدى داود، د - المنجي الكعبي، الهادي المثلوثي، عواطف منصور، ضحى عبد الرحمن، صالح النعامي ، رافد العزاوي، د - محمد بنيعيش، سليمان أحمد أبو ستة، مراد قميزة، جاسم الرصيف، عزيز العرباوي، ماهر عدنان قنديل، رمضان حينوني، عبد العزيز كحيل، د - عادل رضا، إيمى الأشقر، د- محمد رحال، مصطفى منيغ، فتحـي قاره بيبـان، طارق خفاجي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، المولدي اليوسفي، محمد الطرابلسي، تونسي، محمد علي العقربي، عمار غيلوفي، حاتم الصولي، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح الحريري، حسن عثمان، د- هاني ابوالفتوح، د. أحمد بشير، د. عادل محمد عايش الأسطل، منجي باكير، حسني إبراهيم عبد العظيم، خالد الجاف ، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الغني مزوز، أحمد بوادي، د.محمد فتحي عبد العال، حسن الطرابلسي، يزيد بن الحسين، رضا الدبّابي، كريم السليتي، فتحي العابد، أحمد النعيمي، د - الضاوي خوالدية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، بيلسان قيصر، صفاء العراقي، المولدي الفرجاني، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. صلاح عودة الله ، ياسين أحمد، سيد السباعي، وائل بنجدو، فوزي مسعود ، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، د- جابر قميحة، سلام الشماع، أحمد الحباسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحي الزغل، كريم فارق، د - مصطفى فهمي، أنس الشابي، د. خالد الطراولي ، سلوى المغربي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة