البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عام دون بن لادن..هل تتهاوى "القاعدة" ؟

كاتب المقال عبد الغني مزوز - المغرب    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5332


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مضى أكثر من عام على مقتل أحد أخطر المطلوبين في التاريخ الحديث، فقد كان الرئيس الأمريكي باراك اوباما يحدوه أمل كبير بعد إعطاءه الضوء الأخضر لفرقة "السيلز" في أن تسهم عملية اغتيال بن لادن في انحسار النشاط الإرهابي عبر العالم وتقليص نفوذ القاعدة ، وكان رد القاعدة الأولي على العملية أن مشروعها غير مرتهن بأشخاص ولا يستمد شرعيته منهم بل يستمدها من الإرث الشرعي والعقدي الذي تؤمن به وتتبناه.

دون شك شكلت عملية اغتيال بن لادن هزة مدوية في وجدان الجهاديين، وكان مقتله خسارة لا تعوض لمشروعهم، غير أن الذي لا يعتريه أدنى شك كذلك أن أداء القاعدة العملي والعسكري لم يتأثر قطعا بعملية الاغتيال،وقد يعزز هذا من النظرية التي تقول أن بن لادن لم يكن له التأثير الأكبر في دينامية الفعل القاعدي في مختلف الجبهات التي تتمركز بها، وأن مهمته انتهت برسمه للخطوط العريضة والاستراتيجيات الكبيرة لتنظيمه ولمشروعه الجهادي تاركا عنصر التكتيك والحركة للقادة المحليين،وقد لا يكون هذا صحيحا إذا أخدنا بعين الاعتبار الوثائق المنشورة مؤخرا وهي جزء من الوثائق المصادرة في بيته بأبوت أباد وتظهر أن بن لادن كان يتدخل في بعض الأحيان بكل شاردة وواردة فيما يتعلق بشؤون تنظيمه وعملياته،حتى انه اقترح على أتباعه في الصومال تكتيكات قتالية كحفر الأنفاق تحت القواعد العسكرية الإفريقية ومن ثم تفجيرها..

الحقيقة المرة التي يصعب على أمريكا استيعابها أن رهانها على إنهاء خطر القاعدة بقتل زعيمها لم يكن في محله،لأن العام الذي أعقب قتل بن لادن كان ربيعا قاعديا بامتياز،فقد امتدت القاعدة جغرافيا وفتحت جبهات جديدة وانخرطت في تحالفات ناجحة وتحصلت على أسلحة جديدة ومهمة.

الملاحظة المهمة في الحرب المستعرة بين أمريكا والقاعدة أن هذه الأخيرة تزداد شراسة وتشددا كلما سقط منها قتيل على مستوى القيادات والرموز الكبيرة ،حدث هذا في العراق بعد مقتل أبي مصعب الزرقاوي وتولي أبي حمزة المهاجر وأبو عمر البغدادي قيادة القاعدة هناك حيث خاضت حربا مدمرة ضد كل مناوئيها،مما حدا ببعض الشخصيات المحسوبة على التيار الجهادي إلى انتقاد بعض أعمالها كالداعية الكويتي حامد العلي والمعارض السعودي محمد المسعري،نفس الشيء حدث في الصومال بعد مقتل أمير حركة الشباب المجاهدين ادم حاشي عيرو الذي أعقبه سيطرة الحركة على معظم الأراضي الصومالية وتكبيد القوات الحكومية المدعومة من القوات الإفريقية خسائر كبيرة، وهذا ما حدث كذلك في شبه الجزيرة العربية بعد سحق السلطات السعودية للقاعدة هناك وقتل واعتقال معظم قادتها فانحازت القيادات المتبقية إلى اليمن فسيطرت على محافظات كبيرة في الجنوب اليمني وتحول فرعها في اليمن إلى رقم صعب في معادلة صراعها مع الغرب، نفس السيناريو يتكرر في عملية قتل أسامة بن لادن حيث استطاع جناح القاعدة في اليمن التوسع والتمدد ليلتهم محافظة أبين وبعض القرى والمدن والمحافظات الأخرى و تهديده يطال العاصمة داتها.

أما في الصحراء الإفريقية فقد استطاعت القاعدة مع حلفائها في حركة أنصار الدين وجماعة التوحيد والجهاد السيطرة غلى إقليم أزواد وفرض إرادتهم عليه وهو ما لم تكن تحلم به القاعدة، أما جبهة الصومال فرغم تراجع حركة الشباب المجاهدين عن بعض مواقعها في العاصمة والمدن الأخرى إلا أن إعلان بيعتها العلنية لأيمن الظواهري وانضواءها رسميا تحث لواء تنظيم القاعدة هو بمثابة مؤشر قوي على عزمها بدء حرب مصيرية دامية مع مناوئيها ،خصوصا إذا عرفنا أن ما كان يمنعها في السابق كان خوفها من تأثر العمل الاغاتي وكذا من الحرج الذي قد يلحق بعض من كان يدعمها في المجالات الإنسانية والاجتماعية(حسب وثائق بن لادن المنشورة).

أما في أفغانستان فلا تزال العمليات ضد قوات الناتو في تصاعد مستمر وهي مرشحة للتصاعد أكثر خصوصا بعد إلغاء طالبان لمقترح الحوار وفتح مكتب لها في قطر.مما يبقي الوضع في أفغانستان مفتوحا على خيار واحد هو الحرب ولا شيء غير الحرب .

أما في العراق فالقاعدة هناك بدأت فعلا باستجماع قواها وأعلنت عزمها على استعادة كافة المناطق التي انسحبت منها وبالتحديد محافظتي الأنبار وديالى خصوصا والتو ثر الطائفي بدء بالعودة مجددا ليمتد عموديا ليصل إلى رأس الدولة حيث الخطاب الطائفي لنائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وحديثه المستمر عن غبن وحيف لحق سنة العراق وتحذيره من حرب تستهدفهم بعد إصدار حكومة المالكي الشيعية لمذكرة توقيف ضده.

على صعيد الربيع العربي كانت القاعدة داعمة له على مستوى المواكبة التنظيرية والتوجيهية على غرار رسائل الأمل والبشر لأيمن الظواهري وكذا الانخراط في التظاهرات الجماهيرية على غرار اعتراف قاعدة اليمن بوجود شبابها في ساحات التغيير بالعاصمة وغيرها،مع الإشارة إلى أن علم القاعدة كان يرفرف في معظم التجمعات الجماهيرية على امتداد العالم العربي. إلا أن الحالتين الليبية والسورية شكلتا رافدين جديدين في عمل القاعدة وتحركها فالأولى مكنت القاعدة من الحصول على ترسانة كبيرة وخطيرة من الأسلحة،كانت نتيجتها أن سيطرت بها بمعية حلفائها على إقليم أزواد المالي،هذا غير وجود تشكيلات من الثوار الليبيين متعاطفين مع القاعدة.أما الحالة السورية فهناك احتمال كبير أن تكون جماعة جبهة النصرة الناشطة في سوريا الواجهة الجديدة لتنظيم القاعدة هناك لتطابق أدبياتهما وأسلوبهما في العمل.وإذا كان خبر إطلاق سراح أبي مصعب السوري صحيحا وهو من أخطر مفكري القاعدة على الإطلاق فان مجرد ظهوره سيشكل عامل جدب لمعظم الثوار المتعاطفين وغير المتعاطفين مع فكرة القاعدة نظرا لتاريخه النضالي مع نظام حافظ الأسد فهو أحد قادة الثورة السورية في ثمانينيات القرن الماضي.

وأخيرا فبقضاء أمريكا على أسامة بن لادن وبعده بشهور على عطية الله المصراتي تكون قد قلصت تأثير ونفوذ جناح الحمائم في مقابل تعزيز جناح الصقور داخل تنظيم القاعدة.فقيادة القاعدة الآن بيد أيمن الظواهري وأبو يحيى الليبي وهما من القيادات المتشددة داخل تنظيم القاعدة وهو ما سينعكس بالضرورة على نشاطاها وأدائها الميداني وخيارتها الشرعية والفقهية كذلك.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، التنظيمات الجهادية، الجهاد، التنظيمات المسلحة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-07-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تقنيو القاعدة يكشفون تطفل CIA
  الظاهرة الجهادية ومعضلة الإعلام المؤدلج والمأجور
  غزال فرنسا وضواري تمبكتو
  إرهاب أمريكا يطال "جبهة النصرة"
  بين إنجيلينا جولي ورمضان البوطي
  كفى من شيطنة التيار السلفي
  الخطاب الجهادي المغشوش
  هل هي مقدمة ثورة ضد التبعية؟
  عام دون بن لادن..هل تتهاوى "القاعدة" ؟
  المد الإعلامي وانحسار الديكتاتوريات
  الجهاديون في سوريا: المسار والمصير
  هل فعلا انتكس الإسلاميون في ليبيا ولماذا ؟
  هل ينتهي الربيع العربي بالمصالحة مع المشروع الجهادي ؟

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود فاروق سيد شعبان، طلال قسومي، حاتم الصولي، صفاء العراقي، عواطف منصور، وائل بنجدو، فتحـي قاره بيبـان، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العربي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خالد الجاف ، طارق خفاجي، محمد أحمد عزوز، مراد قميزة، د. عبد الآله المالكي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود طرشوبي، سلام الشماع، حسني إبراهيم عبد العظيم، علي عبد العال، مجدى داود، سيد السباعي، المولدي اليوسفي، د - المنجي الكعبي، محمود سلطان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محرر "بوابتي"، إسراء أبو رمان، أحمد الحباسي، أبو سمية، فتحي الزغل، محمد شمام ، أحمد النعيمي، عبد الغني مزوز، رافد العزاوي، الهيثم زعفان، رشيد السيد أحمد، محمد العيادي، حسن الطرابلسي، منجي باكير، ياسين أحمد، د - مصطفى فهمي، د- محمد رحال، د.محمد فتحي عبد العال، إيمى الأشقر، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. صلاح عودة الله ، عبد الله الفقير، صلاح الحريري، علي الكاش، محمد علي العقربي، مصطفى منيغ، د. خالد الطراولي ، رضا الدبّابي، سليمان أحمد أبو ستة، عراق المطيري، عزيز العرباوي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، د - محمد بنيعيش، بيلسان قيصر، رمضان حينوني، د- جابر قميحة، ماهر عدنان قنديل، فتحي العابد، د - عادل رضا، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سفيان عبد الكافي، صلاح المختار، فهمي شراب، المولدي الفرجاني، سلوى المغربي، محمد الطرابلسي، محمد الياسين، تونسي، د- هاني ابوالفتوح، فوزي مسعود ، عبد العزيز كحيل، سامح لطف الله، عبد الرزاق قيراط ، سعود السبعاني، سامر أبو رمان ، رحاب اسعد بيوض التميمي، يزيد بن الحسين، يحيي البوليني، د - شاكر الحوكي ، ضحى عبد الرحمن، د. طارق عبد الحليم، صباح الموسوي ، د - محمد بن موسى الشريف ، د - الضاوي خوالدية، د - صالح المازقي، عمار غيلوفي، حسن عثمان، د. أحمد محمد سليمان، عمر غازي، جاسم الرصيف، العادل السمعلي، د- محمود علي عريقات، الناصر الرقيق، محمد يحي، إياد محمود حسين ، صالح النعامي ، الهادي المثلوثي، أنس الشابي، مصطفي زهران، رافع القارصي، كريم السليتي، عبد الله زيدان، محمد عمر غرس الله، أ.د. مصطفى رجب، أحمد ملحم، كريم فارق، نادية سعد، د. عادل محمد عايش الأسطل، حميدة الطيلوش، أحمد بوادي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة