البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات
   عام حطّة

موقفنا تجاه العراق

كاتب المقال د - محمد بن موسى الشريف - السعودية    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8020



لقد تكالب الأعداء على الأمة الإسلامية وتداعوا عليها ، وأحاطوا بها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً وإعلامياً إحاطة السوار بالمعصم ، وأصبحنا مهددين في عقر ديارنا وفي أماكن شتى من بلادنا الإسلامية ، وما ذاك إلا بما قدمت أيدينا وكسبت وما الله بظلام للعبيد ، وهو يعفو عن كثير جل جلاله .

وقد كثرت أسئلة المسلمين : ما العمل ؟ وما الحل ؟ وكيف نخرج من صحراء التيه هذه إلى جنة الطاعة ؟ وكيف نعمل لقشع هذه الغمة وكشف الكربة ؟ وأقول: إن كل مسلم مطالب بعمل شيء يقوم به منفرداً وشيء آخر يقوم به مع إخوانه، وبقي هنالك للحكومات عمل ثالث ألا وهو التكاتف والاجتماع والنية الصادقة في تطبيق شرع الله تعالى وسياسة المجتمع به.

أما ما يقوم به المسلم مع إخوانه فهو التواصي بالحق والتواصي بالصبر، والحيلولة دون اليأس أن يغشى النفوس والإحباط أن يغزو القلوب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإقامة الشعائر ، والسعي الجاد للدعوة إلى الله تعالى وإرشاد الناس وهدايتهم .

والسؤال الأكبر هو: ما هو الشيء الذي ينبغي أن يعمله كل منا على انفراد ، ويتقرب به إلى الله تعالى في هذه الأزمة الملمة والكربة المدلهمة ؟ وأقول والله أعلم: إن كل مسلم قادر على عمل التالي ، لا عذر له عند الله تعالى إن لم يعمله ولم يجتهد لتحقيقه :

العزم على التغيير إلى الأحسن والأفضل :

في عبادته ومعامله وسلوكه وخلقه، فقد قال تعالى : { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } فكيف نرجو من الله نصراً وعزاً وأكثرنا بعيد عن سبيل النصر لسوء سلوكه وضعف عبادته وقلة طاعته ؟! وهناك طائفة عظيمة من الناس متحمسة كل التحمس لعمل شيء تغير به واقعها ، وتجدهم يصيحون في وسائل الإعلام ويقترحون الاقتراحات الكثيرة لكنهم لم يفطنوا لهذه القاعدة المهمة : { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } فتجدهم لا يحسنون القيام بالعبادات المفروضة ولا يضبطون سلوكهم بمقتضى الشرع ، ومعاملاتهم مع الخلق منكوسة أو منقوصة فأنى يحقق لهم التغيير المنشود ؟ !

الدعاء :

وهو عبادة جليلة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « الدعاء سلاح المؤمن » وما أحوجنا اليوم إلى سلاح في زمان الضعف هذا ، والدعاء إذا صدر من مظلوم أو مضطر تفتح له أبواب السماء فكيف وقد اجتمعا فينا اليوم فنحن مظلومون ونحن وقد وصلنا إلى حافة الاضطرار ، والله تعالى يقول : { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض } ، ويقول الله تعالى عن دعوة المظلوم بعد أن يرفعها فوق الغمام : ( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) فلا يستهين المرء بالدعاء ، ولا يقلل من شأنه فهو كنز عظيم ، وعبادة يستطيع القيام بها في كل الأوقات والأمكنة، وقد كان هذا الأمر ديدن النبي صلى الله عليه وسلم في الكروب والأزمات ، وسيرته شاهدة بذلك صلى الله عليه وسلم.

التبرع بالمال :

والمال اليوم عصب الحياة، وإنفاقه في الشدائد ليس مثل إنفاقه في الرخاء، وإخوانك ينتظرون منك أن تدعمهم بالمال، وليس وراء ذلك إلا التخاذل والضعف، فلا يحقرن امرؤ شيئاً يقدمه في سبيل الله ولو ريالاً واحداً، وهذا باستطاعة كل الناس موظفيهم وطلابهم، رجالهم ونسائهم ، كبارهم وصغارهم ، وحسبكم حديث النبي صلى الله عليه وسلم : « من تصدق بعدل تمرة – أي بما يساوي قيمة تمرة – من طيب كسبه ، والله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً تقبلها الله منه بيمينه ، ورباها له كما يربي أحدكم فلوه – أي المهم الصغير – حتى يأتي يوم القيامة فيجدها مثل أحد » الله أكبر !! تمرة يجدها مثل أحد فكيف لو أنفق أكثر وأكثر ، وكيف لو أنفق في أوقات الشدائد والأزمات والصعوبات ، فالله الله في التبرع بالمال ، ولا يبخل أحد به فهذا ليس وقت البخل.


معرفة أخبار المسلمين ونشرها :

ينبغي أن يجتهد المرء المسلم في معرفة أخبار المسلمين ، ومن ثم ينشرها ويحاول إبلاغها لكل من يعرف ومن لا يعرف ، وينبغي أن ننزه مجالسنا في هذه الأيام من الغيبة والنميمة وتداول الأخبار التافهة الصغيرة ، وأن نرتقي إلى هموم الأمة وما يشغلها ، ومن أعرض عن حال الأمة في هذه الأيام فمتى يلتفت إليها ؟ ! هذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر » فهل نحن كذلك ؟ وهل ما نحن فيه تبرأ به ذمتنا أمام الله تعالى يوم القيامة ؟ أخشى أن أقول : اللهم لا ، اللهم لا.

المقاطعة :

وهو سلاح فريد رائع ، ينم عن عزة في النفوس ورغبة في عمل أي شيء يعود على مجموع الأمة بالخير والنفع ، وينبغي أن نقاطع بضائع أعدائنا مقاطعة تامة – خاصة البضائع الأمريكية والبريطانية – فإننا إن لم نصنع فأخشى أن يصيبنا الله تعالى بعذاب والعياذ بالله ، إذ كيف ننعم بطعامهم وشرابهم ولباسهم ومركوبهم وهم يساعدون أعداءنا ضدنا في كل مكان ؟ فهؤلاء الأمريكان – على سبيل المثال – يساعدون اليهود ضدنا ، ويساعدون الصليبيين في الفلبين ضد مسلميها ، ويساعدون الهنادكة عباد البقر ضد الكشميريين ، ويساعدون الروس الملحدين ضد الشيشانيين ، فماذا بقي بعد هذا من عداوة سافرة وتحد صليبي واضح ظاهر ، وهل يكون غاندي عابد البقر أحسن من المسلم عابد الله ؟ فهو قد قاطع البضائع البريطانية ولبس الساري الهندي وشجع مئات الملايين من أبناء ملته وشعبه حتى اتبعوا خطاه فذلت بريطانيا ورغم أنفها وانسحبت من الهند، فهل يكون هؤلاء أحسن حالاً منا ؟ ! إن المقاطعة سلاح اقتصادي مرعب لو أحسنا استعماله معشر المسلمين ونحن ألف وثلاثمائة مليون لخرجنا بنتائج عجيبة رغم أنف المشككين والمخذلين عن جهل أو عن غرض، ولقد رأينا شيئاً من آثار المقاطعة أيام جنين لكننا أمة ذات نفس قصير ولا نكاد نواصل خطة رشد بدأناها ولا نكاد نفرغ من إبرام حسن رأيناه !! والمقاطعة حولها كلام طويل لكن حسبي أن أقول: لنفترض جدلاً أنها لا تعود على الأعداء بسوء – وهذا منتقض ظاهر عواره – ألا تكون معبرة عن موقف عزيز يقفه المسلم ليعلن على الملأ وعلى العالمين : أنا مسلم لا أرضى الذل والهوان؟!! والمقاطعة يستطيعها كل مسلم ولا ريب، ولا يجبره أحد على شراء ما لا يريد.


عدم السياحة والاستثمار في بلاد أعدائنا :

كثير من المسلمين يصطاف في بلاد الغرب ويستثمر أمواله هنالك ، وهذا يعود على اقتصادهم بالفوائد العظيمة ، فإذا عرفنا أن الأموال التي تنفق وتستثمر تقدر بمئات البلايين ، وإذا عرفنا أن كثيراً من عوائدها يصب في جيوب أعدائنا مباشرة علمنا مقدار الجرم الذي نرتكبه في حق إخواننا ، وأقول إن أرض الله واسعة ، ويسع المسلم أن ييمم وجهه تلقاء بلاد المسلمين لينفعهم وينعش اقتصادهم.

وبعد : فهذه شذرات فيما يمكن لكل منا أن يصنعه على انفراد ، وأن يقوم به بلا جهد ولا كلفة ، ولا انتظار لموقف سياسي ، أو تحرك عسكري ، فهل نحن فاعلون ؟ ! وهل نري الله تعالى من أنفسنا عملاً إيجابياً نقدم به عليه ويعذرنا تعالى به ؟ كفانا صياحاً وعويلاً ولننتقل إلى عمل إيجابي مؤثر في دنيا الناس ، فقد سمع الناس صياحنا طويلاً فهل يرون عملنا ؟


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-07-2008   موقع التاريخ

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الرزاق قيراط ، محمد العيادي، أشرف إبراهيم حجاج، الناصر الرقيق، مراد قميزة، صباح الموسوي ، عمر غازي، د - محمد بنيعيش، علي عبد العال، أحمد بوادي، سيد السباعي، محرر "بوابتي"، سلوى المغربي، عراق المطيري، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد ملحم، د. عبد الآله المالكي، أنس الشابي، سفيان عبد الكافي، حميدة الطيلوش، د. خالد الطراولي ، رشيد السيد أحمد، سعود السبعاني، عبد الله زيدان، صفاء العراقي، عواطف منصور، حسن الطرابلسي، جاسم الرصيف، صفاء العربي، د - المنجي الكعبي، عزيز العرباوي، د - شاكر الحوكي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، سامر أبو رمان ، د- محمود علي عريقات، محمد شمام ، د. أحمد بشير، كريم السليتي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود طرشوبي، محمد الطرابلسي، فتحي العابد، منجي باكير، محمد يحي، حاتم الصولي، د - صالح المازقي، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد النعيمي، نادية سعد، فتحي الزغل، سلام الشماع، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الياسين، ضحى عبد الرحمن، أ.د. مصطفى رجب، صلاح الحريري، يزيد بن الحسين، محمد أحمد عزوز، كريم فارق، المولدي الفرجاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد عمر غرس الله، مصطفي زهران، د - الضاوي خوالدية، إسراء أبو رمان، العادل السمعلي، محمد اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمار غيلوفي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله الفقير، تونسي، عبد الغني مزوز، فتحـي قاره بيبـان، د- هاني ابوالفتوح، مصطفى منيغ، د- محمد رحال، يحيي البوليني، فوزي مسعود ، إيمى الأشقر، د. أحمد محمد سليمان، محمود سلطان، د- جابر قميحة، أبو سمية، ياسين أحمد، صلاح المختار، رمضان حينوني، رافع القارصي، أحمد الحباسي، د. صلاح عودة الله ، علي الكاش، فهمي شراب، محمود فاروق سيد شعبان، سامح لطف الله، د - مصطفى فهمي، وائل بنجدو، الهيثم زعفان، ماهر عدنان قنديل، الهادي المثلوثي، صالح النعامي ، د - عادل رضا، إياد محمود حسين ، د. طارق عبد الحليم، خالد الجاف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، حسن عثمان، مجدى داود، طلال قسومي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة