البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ليسوا علماء وليسوا دعاة

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 617


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


سبحان الله ! ما هؤلاء الناس؟ أي خلْق هذا؟ من أين تخرجوا؟ هل لهؤلاء المتدينين قلوب تنبض؟...

لا يحركهم تطبيع أنظمة الخليج مع الصهاينة وإقامة قداس لهم وبناء كنيس يهودي في جزيرة العرب، كأن الأمر لا يعنيهم بل يدافعون عن كل هذا بشراسة ويلعنون منتقديه، لا يحركهم سجن العلماء والدعاة الأبرياء ولا موتُهم في سجون الأنظمة العربية المتصهينة، لا يترحمون حتى مجرد الترحم عليهم ولا على أي عالم أو مجاهد مات موتا طبيعيا أو استشهد مثل القائد اسماعيل هنية، حرموا الترحم حتى على الشيخ أبو عبد السلام والشيخ محمد الطاهر آيت علجت والشيخ القرضاوي وغيرهم على أساس أن الغيرة الدينية هي التي تحركهم، وكذبوا، ففي نفس الوقت يصطفون مع الظلمة ويدعون لهم بطول العمر، يلصقون أبشع التهم بدعاة الإصلاح رغم سلميتهم ، ويطلقون عليهم أقذر الصفات ويجعلون من تمام عبادة الله التسليم لأصحاب الفساد والمجون الذين أنهكوا الأمة وأفقروها وجعلوها شرّ أمة، أي دين هذا؟ أتُلغَى العقول إلى هذه الدرجة؟ أتقسو القلوب هكذا؟ أتُظلِم النفوس حتى تعمى؟ لا أقول هل هؤلاء مسلمون بل أقول أهؤلاء بشر؟ الأنظمة العربية الوظيفية تقف مع اليونان ضد تركيا، ومع الهند ضد باكستان، ومع الصهاينة ضد المسلمين، ومع الصين ضد الإيغور، ومع ميانمار ضد الروهينغا، أفلا يرى هذا أتباعُها؟ ألا تتحرك ضمائرهم؟ لا، الاسلام ليس مخدرا، ويجب أن نقولها بملء أفواهنا وبصوت مرتفع جدا: هؤلاء لا يمثلون الإسلام بل قد شوهوه وأساؤوا إليه حين جعلوه مطية للصهاينة والظالمين لإذلال الأمة والفساد في الأرض.



أين شيوخهم من كل هذا؟ بل هم الذين أطعموهم هذا العلقم وأشربوهم بغض المسلمين المجاهدين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الناطقين بكلمة الحق ضد الرذيلة والانحراف الديني والسلوكي والتلاعب بمصالح الأمة ومستقبلها، لماذا يشتغلون فقط بالعيوب والنقائص الحقيقية أو المزعومة في الصف الإسلامي ويضخمونها ويرمون العلماء العاملين والدعاة المجتهدين بأقبح الأوصاف في حين يتغاضون عن الكبائر والموبقات في صف الحكام وهيئاتهم الرسمية؟ أماتت ضمائرهم؟ فمن علامات موت الضمير أن تظهر كل مهاراتك في النقد والهجاء والتشفي في المظلوم المسجون أو المهجر المكلوم، بينما لا تجرؤ على قول كلمة واحدة للظالم المتجبر، وأنت تعلم أنك تعين الظالم على ظلمه بموقفك...أليس هذا ما تعلمناه جميعا من كتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبد السلام وغيرهم؟

كنا نعرفهم ونحذر منهم حتى كشفهم طوفان الأقصى وهتك أستارهم وكشف عوراتهم، فما زالوا إلى اليوم يسخرون من المقاومة ويقزمون إنجازاتها ويحرمون الدعاء للمجاهدين في غزة في حين يضخمون قبائح العدو الصهيوني ويهوّلونها ويعدونها قدر الله الذي لا يُرد، بل يباركون العدوان على "أصحاب العقائد الفاسدة" !!! لكننا نتفهمهم، فقد أخزاهم الواقع وأظهر نفاقهم وبيّن أن العقيدة والتوحيد والسلف ليست عندهم سوى سلعة بائخة وذريعة لتسويق إسلام آخر غير الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم...إنهم يمارسون تزييف رهيبا لنفسية وعقلية الشباب باسم السلف وهم يعملون على التمكين للطاغوت العلماني، وترسيخ الرؤية العلمانية، وإبقاء المسلمين خاضعين خانعين، مع التوكيد لأتباعهم المغفلين أن الدعاء خيار استراتيجي وحيد في عملية التغيير المنشود...ومع ذلك هو دعاء انتقائي !!!

إنهم ليسوا علماء وليسوا دعاة... يقول الشيخ أشرف عبد المنعم: "الداعية حين يتشاغل عن قضايا الأمة المصيرية كالخلافة الغائبة، والشريعة المحارَبَة، والمقدسات المحتلة، والثغور الملتهبة، وغيرها من النوازل الكبرى، ويرضى فقط باللعب في حدود المسموح به والآمن، كقصة رقيقة، وموعظة لطيفة، وقضية وهمية يحارب فيها أعداء منقرضين، أو أطلال أعداء لا يمثلون التحدي الأخطر على الأمة حالياً، ونحوها.. يمارس انتحاراً دعويا.

والداعية حين لا يكون صوتاً للحق، ونصرة للمظلوم، بل ينتقل ليكون تشويشاً على الحق، ولو بتدليس هو دون الكذب الصريح، وينتقل إلى تسويغ ظلم، ولو بأوهى تأويل، ويهمل المظلوم في أحسن أحواله، ويجلده في أسوئها، حين يفعل ذلك، يمارس انتحاراً دعوياً."

وعذرا لغزة وأهلها المرابطين، فمن المفروض أن العدو المحتل الغاصب يُردع بالجهاد وليس بالدعاء، وأن نصرة أهل غزة تكون بتسيير الجيوش وليس بجمع التبرعات...فما أتعس حالنا ونحن نعيش في ظل تقسيم سايكس- بيكو وإلغاء الخلافة، وفينا من هو مبتهج بهذا الضعف ويدافع عنه بقوة وحماس.





 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الشيوخ، الدعاة، العمل الإسلامي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-08-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. أحمد بشير، محمد شمام ، محمد العيادي، الهادي المثلوثي، وائل بنجدو، عبد الله الفقير، عواطف منصور، د- جابر قميحة، د. أحمد محمد سليمان، سامر أبو رمان ، حسني إبراهيم عبد العظيم، سليمان أحمد أبو ستة، عمار غيلوفي، صلاح الحريري، منجي باكير، ضحى عبد الرحمن، د - محمد بن موسى الشريف ، فوزي مسعود ، مصطفي زهران، عزيز العرباوي، حاتم الصولي، د - المنجي الكعبي، د - مصطفى فهمي، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، طلال قسومي، عبد الرزاق قيراط ، سعود السبعاني، محمد أحمد عزوز، بيلسان قيصر، محمود سلطان، محمود طرشوبي، المولدي الفرجاني، ماهر عدنان قنديل، المولدي اليوسفي، محمد علي العقربي، علي الكاش، د - صالح المازقي، رافع القارصي، حميدة الطيلوش، خالد الجاف ، محمد اسعد بيوض التميمي، تونسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أنس الشابي، الناصر الرقيق، إسراء أبو رمان، صلاح المختار، سلوى المغربي، صفاء العراقي، جاسم الرصيف، رضا الدبّابي، عبد العزيز كحيل، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود فاروق سيد شعبان، مصطفى منيغ، عبد الله زيدان، كريم فارق، علي عبد العال، أحمد النعيمي، إيمى الأشقر، رحاب اسعد بيوض التميمي، صفاء العربي، نادية سعد، د. صلاح عودة الله ، عبد الغني مزوز، سفيان عبد الكافي، أحمد ملحم، محمد الياسين، عراق المطيري، رافد العزاوي، حسن الطرابلسي، إياد محمود حسين ، د- محمد رحال، فتحي العابد، فتحـي قاره بيبـان، الهيثم زعفان، سلام الشماع، العادل السمعلي، عمر غازي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مجدى داود، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي الزغل، صباح الموسوي ، كريم السليتي، أحمد الحباسي، يزيد بن الحسين، مراد قميزة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يحيي البوليني، د - شاكر الحوكي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محرر "بوابتي"، رمضان حينوني، د.محمد فتحي عبد العال، محمد عمر غرس الله، محمد الطرابلسي، طارق خفاجي، د - عادل رضا، د. طارق عبد الحليم، أبو سمية، محمد يحي، حسن عثمان، د. خالد الطراولي ، رشيد السيد أحمد، د. عبد الآله المالكي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أشرف إبراهيم حجاج، أ.د. مصطفى رجب، د - الضاوي خوالدية، صالح النعامي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد بوادي، د- محمود علي عريقات، ياسين أحمد، د - محمد بنيعيش، فهمي شراب،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة