|
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك |
الكلام يجب أن يقيّم حسب ما تم تضييعه وليس حسب الممكنات اللامتناهية فوزي مسعود - تونس
المشاهدات: 123 محور: مقالات في المعنى  يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط كل كلام صواب من زاوية ما، وكل موجود إيجابي من زاوية ما وأقل الإيجابية الثابتة وجودُه، لأن الوجود إيجاب عكس الإنعدام الذي هو سلب هذا يؤدي لكون كل مسألة يقع تناولها فهي صواب من زاوية ما، وبالتالي فإن كل واقع ما ستكون فيه ممكنات تناول لا تنتهي لمسائل متعلقة به وممكنات التناول الصائب (1) التي لاتنتهي في واقع ما، يجعل كل حديث مقبول ابتداء، وهذا يخلق مدخلا للتحكم في المجال المفاهيمي، لأنه يمكن أن يتم إغراق ذلك المجال بكلام ومحتويات صواب في ذاتها ولا يمكنه ردها من منطلق تلك الصوابية إذن علينا اعتماد مقياس لا ينظر فيه للصوابية الذاتية ويعتمد بدل ذلك على عامل يقيس ما كان ذا أولوية ولم يقع تناوله ------------- تصوّر بيتا وقع به حريق، وبه خمسة أفراد، ولننظر كل فرد في ماذا تحدث: - أحدهم قال: إن فصل الصيف حار وفصل الشتاء بارد وراح يحدثنا عن الطقس، بالمقابل فهو لم يقل شيئا عن الحريق الذي يلتهم البيت - أحدهم قال: إن ابنته التي تدرس بالابتدائي تحصلت على اعداد جيدة وان عليه أن يهدي لها جائزة وراح يحدثنا عن أسرته، بالمقابل فهو لم يقل شيئا عن الحريق الذي يلتهم البيت - أحدهم قال: إن النظام السياسي ببلاده يستغل المواطنين ويجعلهم نهبا للأجنبي وراح يحدثنا عن الفعل السياسي، بالمقابل فهو لم يقل شيئا عن الحريق الذي يلتهم البيت - أحدهم قال: إن من السّنة النبوية أن ننظر لموضع السجود حين الصلاة، وانتقل للنبش والبحث على "النت" في مايثبت ذلك (رأيت هذه الكتابات على الفايسبوك) وراح يحدثنا عن خطر ترك السّنة النبوية، بالمقابل فهو لم يقل شيئا عن الحريق الذي يلتهم البيت - الخامس قال: إن ما يجب الحديث فيه الآن وفعله هو مواجهة الحريق الذي يلتهم البيت ------------- ما يمكن استنتاجه هو التالي: - كل من الأربعة الأُوَل قال كلاما صوابا في ذاته، أي قال كلاما هو محتوى مقبول نسبة لإطار تقييمي داخلي معين في تعلق بمسألته وكان يمكن أن نجد أفرادا آخرين يقول كل منهم كلاما صوابا - لكن لسبب ما ندرك أن ما قاله الأخير هو الأصوب من دون أن يعني ذلك أن ماقاله الآخرون غير صواب إذن هناك قاعدة ما ضمنية جعلتنا ندرك أن الصواب الداخلي الذاتي لوحده لا يكفي، وإنما هناك قاعدة أخرى تفرز وتفاضل بين الصوابيات، هذا هو ما ذكرته في أول هذا المقال، وسأتعمق فيه مايلي - لمّا كان تقييم الصوابية انطلاقا من قاعدة الصوابية الممكنة أي الصوابية الداخلية الذاتية، سيجرنا لما لا نهاية من الممكنات وسنغرق في الجدل العقيم، فإني اقترح قاعدة أخرى تجعلنا نتحرك في عدد محدود من الممكنات للوصول لهذه القاعدة، فإني سأقوم بنفي منطقي (2) للممكنات ومساحتها ذلك يعني عمليتين: أولا: أن المساحة الذاتية تتحول للمساحة العامة، فيتحول النقاش من نقاش يدور في الصوابية الذاتية لكل مسألة بذاتها، نحو صوابية أعلى تتعلق بإطار أعلى ثانيا: أن الممكن الذاتي يتحول لغير الممكن في المجال العام وهكذا نخرج من البحث في الممكنات اللامتناهية في مسائل الواقع التي لا تنتهي، نحو البحث في ما لايمكن السماح به في المساحة الأعلى التي تجمعنا لماذا قمت بعملية النفي المزدوجة هذه وما هو تبريرها الجواب أني أريد الخروج من تلك الدائرة، فكان معنى ذلك نقضها في مجالها أي الخروج من الخاص نحو العام، ثم نقض طبيعة العملية التي تتحرك بها أي الخروج من الإيجاب نحو النفي، لذلك انتقلنا من الممكنات نحو ما ليس ممكنا وهذه العلمية أوصلتنا لما يمكن أن أسميه "الصوابية المتروكة" التي علينا اعتمادها في التعامل مع واقعنا في مساحاته العامة - الصوابية المتروكة التي علينا التحرك للبحث عنها، لها مستويات: 1- أن مجال تحركها الإطار العام الأعلى، لكن كيف نعرف أن إطارا ما أعلى أو لا، يمكن ذلك من خلال البحث كل مرة إن كان ممكنا وجود ما يؤطر ما نحن فيه، فذلك هو الإطار الأعلى المقصود فالحديث في الشأن الشخصي يؤطره القانون لهذه البلد، فهو إذن الإطار الأعلى، وقانون ذلك البلد يؤطره مجال مفاهيمي الذي يفترض أن يكون الاسلام فهو إذن الإطار الاعلى، وهكذا 2- تأطير الصوابية يكون بالبحث عن الفاعلية التي تنظر في أولوية تواصل الموجود، أي أن منع الحريق مثلا له أولوية مقدمة عن أولوية الأفكار والصوابيات الأخرى العليا، لأنه من نوع التعلق بالوجود الذي إن انتفى لن تبقى قيمة لما قد تسعى لمراعاته من تفاصيل أخرى ---------- وبفضل هذه القاعدة يمكننا في كل حين تقييم صوابية المواقف نسبة لإطار عام فالذي يغرقنا في التفاصيل فإن فعله ذلك فاسد من زاوية صوابية أعلى متروكة والذي يمارس السياسة في تفاصيلها من دون أن يعيد النظر في الإطار الذي يتحرك فيه والذي لم نساهم في إيجاده، إنما يمارس سياسة فاسدة والذي ينشط في واقع من دون أن ينظر ويقيّم تأسيساته التي حصلت منذ عقود، إنما يمارس فعلا غير صواب نسبة لإطار تصوري أعلى يعطي أهمية للتأسيس الأولي والمركزية العقدية الغربية التي لم نخترها ودفعنا إليها دفعا *************** (1) كنت في كتابات سابقة، قد وضحت أن الصوابية غير الصّحة، وأن الصوابية تتعلق بتقييم منطقي أي أنه ثنائي يدور حول ممكنات الإيجاد وهما حالتان بينما الصحة حكم قيمي يتعلق بمساحة المادة التي تكون حقلا من القيم العددية أو غيرها (2) نفي منطقي هو نفي للعمليات ذات القيم المنطقية وهي الجمع المنطقي والضرب المنطقي فالجمع المنطقي من نوع: "أ"و "ب" (A or B) أو (A+B)، نفيه يتحول لضرب منطقي: نفي "أ" مضروب في نفي "ب"، والعكس أي (A*B) أو (A and B) يحول الضرب لجمع المنفيين لكن النفي المنطقي يحول دلالة الجملة المنطقية، فأن تقول "أ" مضروب "ب" منطقيا، يوجب أن تكون الصوابية مشروطة بصوابية "أ" وصوابية "ب" بينما حينما تكون الجملة المنطقية "أ" مجموعة مع "ب"، ذلك يعني أن النتيجة صواب بشرط صوابية "أ" أو "ب" هذه قواعد بسيطة يعرفها كل من يدرس المنطق منذ سنوات التعليم التقني الثانوي فضلا عن الجامعة ********************* فوزي مسعود #فوزي_مسعود الرابط موقع فايسبوك . الكلام يجب أن يقيّم حسب ما تم تضييعه وليس حسب الممكنات اللامتناهية  29-01-2024
 |
|||||||||
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: |
|||||
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور |
|||||
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته |
|||||