التعامل مع الواقع بمحورية الفرد خلل منهجي وخدمة تقدم للمتحكمين فينا
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 279 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لسبب ما يصر غالب الناس على التعامل مع الواقع وأحداثه بمحورية الفرد عوض محورية المنظومات
وهم بذلك يقدمون خدمة كبيرة للمتحكمين بهذا الواقع، لأنهم يحملون الافراد مسؤولية الأحداث، عوض النظر لذاك الحدث كمسار زمني وليس كنقطة وحيدة تمثلت في الفعل، مسار وقع تصميمه من طرف منظومات الضبط اللامباشر وهي التعليم والتثقيف والاعلام او منظومات الضبط المباشر وهي الاقتصاد والسياسة
---------
- لنفترض أنه أتاك يوما موظف البريد يحمل لك خطية مالية تتعلق بمؤسسة الكهرباء واعلاما بقطع الكهرباء، رعم انك قمت بالخلاص، أي أنه وقع ظلمك
تصور أن هناك من يحمّل ذلك الموظف وزر تلك الخطية وقطع الكهرباء، بينما هو مجرد عون نفذ فعلا أصدرته منظومة وهي هنا مؤسسة الكهرباء
- لما وقع اغتيال المهندس الزواري، تصوّر هناك من يصر على تحميل العملية لضابط اسمه (س)، بينما ذلك الضابط مجرد عون تنفيذ لجهات ومنظومة أجنبية
- يدرس ابنك التونسي برامجا لاتعطي قيمة للاسلام وتصوره كثقافة، تصوّر أن هناك من يحمل الاستاذ ومدير المعهد مسؤولية ذلك التقصير، بينما هما مجرد منفذين لما قررته منظومات ضبط أعلى منه
-----
واقعنا الحالي أي في الدولة الحديثة، تتحكم فيه وتصيغه المنظومات، عكس ماكان موجودا قبل قرون حيث كان الفرد شبه طليق من أي توجيهات واخضاعات
أن نتعامل مع الواقع بمحورية الفرد عوض محورية المنظومات فذلك يعني أننا لا ننظر للسبب الحقيقي للفعل، ولا ننتبه للمنظومات التي تتحكم فينا
فالتعامل بمحورية الفرد هو بالنهاية خدمة للمتحكمين بالواقع وسعي لإخفاء أدوارهم من خلال تحريف النظر عنهم بتحميل الفرد المسؤولية لوحده، بينما الفرد هو مجرد موقع نقطة من الفعل الذي يمر في مسار طويل
لذلك فإن هذا التعامل بمحورية الفرد خلل منهجي تصوري، علينا الكفّ عنه، في سياق انتاج فاعلية لتغيير الواقع
لأن أدوار الفرد وقدراته على الفعل لايمكنها أن تخرج من المساحة والسقف الذي تقرره منظومات الإخضاع التي تدير الواقع
------------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود