البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

أوهام التدين

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 101
 محور:  المفكر التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لم أكن أتوقع من قبل أن أتهم يوما بما يفهم منه أني أغالب الدين والتديّن أو أنازع جدارة أن يضبط الإسلامُ الواقعَ، إلى أن انتبهت أخيرا لهذه التهمة التي يحملها بعضهم ضدي بتلميح وقد يقولها بعضهم الآخر بتصريح من خلال تعليقاتهم في صفحتي هذه أو في صفحات أخرى بكلام من نوع أني أحارب العلماء وأني أعادي الزيتونة بالتجريح في رموزها وغير ذلك من كلام

وهؤلاء الإخوة الكرام، الأرجح إنما دفعهم حرصهم على الدين من أن يؤتى من جهتي، فكان أن بادروا بإغلاق باب شبهة من خلال التحوط مما أقول، وهذا معنى آرائهم غير الموفقة

لكن حسن نيتهم تلك لا تمنع من كونهم ضحايا الوهم
هؤلاء ركنوا للأوهام وسلموا بها ولها، تأخذهم في مساحتها السائبة الفسيحة، فتقلّبهم كيف تشاء وتلقي بهم حيث تلقي التحيزات والمغالطات، وهم في كل ذلك مطمئنون لتخيلاتهم تلك، لايملكون ردها لأنهم لايعرفون أساسا أنهم ضحايا هوى النفس وليس لهم في كل حالهم ذلك حظ من التفكير قليلا أو كثيرا

لكن على هؤلاء أن يدركوا أن حسن نيتهم في الذود عن الاسلام بزعمهم، لا تمنع أن تكون تصوراتهم البدائية تلك، الفقيرة من الفكر، تتحرك في نفس مساحة المغالبين للإسلام منتسبي المركزية الغربية، وأنهم بفهمهم السطحي إنما يخدمون مجهود استبعاد الإسلام من أن يكون مركزية عقدية ضابطة للواقع، وأن مجهوداتهم تصب في اتجاه تكريس مفهوم الدين الثقافة ذي البعد الفردي الشكلي وهو نفس هدف أعداء الإسلام

--------

- اعتماد تصورات مسبقة لمواضيع محل نقاش ثم يقع الإنطلاق منها لتقييم فعل ما، هذا خلل منهجي يسمى مصادرة على المطلوب
أي أن يقع اعتبار منظومات ورموز معرفية (علماء) مسبقا، أنها فوق المراجعة، والحال أنها كانت (بيوتات ورموز الزيتونة تاريخيا) ومازالت (عموم من يشتغل بالإسلاميات حاليا) طرفا في مسار انحطاط واقعنا، هذا يسمى مصادرة لاتصح فكريا، وكل تصور مبني على المصادرات لاقيمة له

- أن يقع تقييم المعاني وصوابية الأفكار نسبة لمصدرها وليس نسبة لبنائها المنطقي الداخلي، يجعل التناول ينتقل من محورية الفكرة لمحورية الشخص، وهذا خلل منهجي
الفكرة تحمل صوابيتها من بنائها التصوري بقطع النظر من قائلها، وهذا دلالة محورية الفكر، أي أن الفكرة هي التي تقيم الشخص
بينما محورية الشخص تجعلنا ننطلق من فعل الفرد لنبني عليه المواقف ونحاجج به الأفكار

هذا يعني أن من يريد تقييم كتابة ما، عليه أن يغمض عينيه عن الكاتب ويعمل عقله في المعنى ثم ليحكم بعدها، لا أن يجعل رمزا ما صوّرته منظومات الواقع كقدوة، هو المنطلق لتقييم الغير (وهو مايحصل مع عموم "العلماء" الذين قدّموا بالمقابل خدمات كبيرة لتكريس الواقع العفن وسادته ويُعمل على تجاهل هذه الأدوار القبيحة)، هذا تصور فاسد لايصح، وهذا ماكتبت فيه من قبل أنه يمثل خضوعا لتحديدات الواقع حيث صناعة الرموز الاجتماعية والدينية الممنوع اقتحامها ومساءلتها وهي مما خلقتها منظومات الضبط بالواقع للتحكم ذهنيا في الناس

- الذي يعتقد أن خدمة الاسلام تقاس بمدى درجة التدين الفردي فقط إنما يريد أن يجعل الإسلام مساحة للخلاص الفردي وهذا معنى العلمانية

ثم إن اعتماد التدين الفردي كمنطلق لتقييم الأفكار تصور فاسد

أولا لأن التدين الفردي يقاس بظاهره، وهذا ليس مقياسا موضوعيا إذ في هذا العامل مدخل كبير للتصنع، فلايجب أن يعتمد ظاهر التدين مقياسا أصلا للتدين

ثانيا التدين ليس التدين الفردي فقط وإنما ذلك هو التصور العلماني، بينما التدين يجب ان يكون السعي لجعل الاسلام منظومة لضبط الواقع أي جعله مركزية عقدية مغالبة للمركزية الغربية التي تؤطرنا رغما عنا منذ عقود

إذن فالذي يسعى في هدف جعل الإسلام مركزية عقدية إنما هو متدين بأكثر من الذي يصر على حصر الإسلام في بُعد التدين الفردي، فضلا أنه يحصر التدين الفردي في ظاهره مما لا يمكن التأكد من مصداقيته

-----------------------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك

. أوهام التدين التي تمثل تحالفا موضوعيا مع مغالبي الإسلام


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-01-2024  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء