فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 575 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كره الذات الذي نعاني منه بفعل القصف الذهني طيلة عقود، يصل لدرجة أن الكثير حينما يضع صورة صبي في منشوراته كنموذج للبراءة والجمال، يفضل صورة ذي الملامح الأوروبية أزرق العينين أبيض البشرة
إنها بعض نتائج التحويل الذهني، الذي أنتج كره الذات حد محاولات التبرؤ من الانتماء والهوية
لأننا ضحايا لعمليات اقتلاع متصلة منذ عقود، عمليات تنفير من الانتماء ومن الهوية في أبعادها كلها حد البعد الشخصي، وهي مرحلة متقدمة من فعل الاقتلاع
ولأننا كذلك فليس غريبا إذن أن نستبعد لغتنا العربية فنكرهها وننفرها ونتقرب للغة فرنسا، ذلك التوجه غير السوي هو نتيجة حالة مرضية أكبر من اللغة، إنها حالة تتعلق بعدم الانسجام مع الهوية بكل أبعادها بداية من البعد الشخصي وصولا لأبعاد اللغة والدين
لن يصلح حالنا الا بالتحرر من عمليات التحويل القسري التي أوصلتنا لما وصلنا إليه، ثم المصالحة والرجوع لذاتنا، لن يصلح حالنا إلا بتفكيك أدوات التشكيل الذهني التي طالما أرهبتنا وأخضعتنا، وصولا للتحرر منها ومن مشغليها منتسبي منظومة فرنسا