فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 620 محور: مقالات في المعنى
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كنت أقرأ تدوينة لخالد شوكات انتشرت في صفحات عديدة وهي ذات محتوى متميز حول ظهور صورة رئيس الوزراء الاسكتلندي وهو يصلي، وأنه لو فعل ذلك بتونس لانتفض منتسبو منظومة فرنسا، وقد قالها بتفاصيل معبرة بطريقة جيدة
فكان رد البعض ممن ساءته تلك التدوينة و لم يجد مايقول غير أن دعا المتابعين لمعرفة كون خالد شوكات له قضايا في هولندا، وأنه ليس قدوة وغيرها من الكلام
هذا النوع من التناول موجود بكثرة وهو يعكس خللا تصوريا يعتقد أن تشويه قائل الفكرة سيؤثر على محتواها وبالتالي انتشارها
- الفكرة المجردة أي الاراء والتعريفات والمفاهيم، لا علاقة لها في صحتها وصوابيتها بمن قالها، لأن الفكرة تحتوي منطقها الداخلي الذي يمكن تتبعه وفهمه ثم قبوله أو رفضه بقطع النظر عمن قالها
- الكلام حينما يكون ليس فكرة فهو معطيات لها تعلق بموجودات، هذا النوع من الكلام يصح عليه الصدق والكذب في مستوى تعلقه بموضوعه، وفي تعلقه بمصدره
في هذه الحالة يصبح النظر لقائل الكلام له معنى وجدارة، لأنه إن كان كاذيا فقد لايقول الحقيقة وإن كان ذا صفات سيئة فقد يتلاعب بالمعطيات وغيرها
إذن الافكار والآراء لا علاقة لها بالشخص، ولايهمنا كثيرا أو قليلا من قائل ذلك الكلام الفكرة والرأي
في هذا المعنى، فالذي ينهى عن المنكر ويأتي رغم ذلك المنكرات فإن كلامه صواب وفعله غير صواب، والكاذب يمكنه الدعوة للصدق وهو صواب في مايقول وهو غير ذلك في مايأتيه فعليا من كذب فنقبله منه في مستوى الفكرة ولانقبل منه في مستوى الخبر، وشارب الخمر يمكن أن ينهى عن الخمر وهو صادق في كلامه مخطىئ في فعله
وهذا معنى الفصل المنهجي بين الفكرة وصحتها وصوابيتها من جهة وبين قائلها من جهة ثانية