إمام الشيعة المختفي بالسرداب: كيف للخرافة أن تؤسس للواقع وتؤثر فيه
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 685 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك أمر مدعاة للتأمل حقيقة، وهو كيف لأساطير أن تكون ذات طاقة تحرك الناس وتؤثر في الواقع
أبرز نموذج لهذا الكلام، أساطير الشيعة واهمها من يزعم أنه المهدي المختفي بإحدى السراديب، وهم يؤمنون فعلا بهذا الكلام ويفرعون عنه أمورا كثيرة، ويؤسسون عليه في الواقع
وقد رأينا مجموعة في تونس من ضحايا هذه الأساطير أي من المنتسبين للتشيع، يحتفلون بالامام المهدي المزعوم، يعني أناس بعقولهم وذوو مستوى تعليمي رفيع يقبلون بهذا الكلام ويتخذونه محورا للأنشطة
تصور قوة هذا الزعم لدرجة أن فيلسوفا عبقريا مثل "محمد باقر الصدر"، كتب في غيبة الامام المزعوم وظهوره، أي أنه وجد حكاية أن أحدهم مختفي في كهف لايقبلها العقل السليم فكتب محاولا أن يبرهن على فكرة المهدي بنوع من البهلوانيات
يعني، فيلسوف كتب "اقتصادنا" و"فلسفتنا" و"الأسس المنطقية للاستقراء" وغيرها، يقبل بهذه الدروشة
حتى الموسوعي الشيعي "كمال الحيدري" اضطر لعدم المجاهرة المباشرة برفضه لهذه الأساطير، رغم أنه كتب وقدم دروسا يؤسس فيها بطرق غير مباشرة لعدم مصداقية وجود هذا المهدي المزعوم، ولاجل موقفه هذا وغيره، طورد من طرف الحوزات الشيعية في "قم" و"النجف" ومنع من إلقاء الدروس ومن الظهور بالقنوات التلفزية
سهولة القبول بالاساطير التي يمكن أن نستشهد عليها كذلك بنموذج آخر وهو عبادة البقر في الهند والقبول بذلك على نطاق واسع، يطرح كلاما كثيرا في العقيدة وعلاقتها بالعقل ثم مدى علاقة كل ذلك بالقوة التأثيرية في الواقع
هل التأثير يتأتّى من قوة الاعتقاد مستقلا عن محتواه، أم من قوة محتوى العقيدة المعقول أم من أمر آخر