البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

الوعاظ وأئمة الجمعة، يوظفون الإسلام لخدمة السلطة والإقناع بصوابية الواقع

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 514
 محور:  التدين الشكلي

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لايكفي أن تقول اتق الله إنما عليك أن تبين للناس كيف يتقون، إنها إحدى طرق المغالطة التي يستعملها الجهاز الديني الرسمي

يستعمل أئمة الجمع وعموم المتحدثين في شؤون الإسلام كلاما فضفاضا حينما ينصحون ويذكرون
فهم يبدئون ويعيدون ويقولون لنا بوجوب تقوى الله، وهذا كلام بديهي لأنه أمر نتفق فيه ونوافق عليه كلنا ويعرفه كل المسلمين، لكنهم لايقولون لنا كيف نتقي الله

يقولون لنا أن نترك المعاصي لكنهم لايقولون لنا كيف نفعل ذلك في هذا الواقع الذي تسطره وتنتجه وتؤطره منظومات تعادي الاسلام

المسلم يريد من يعلمه تقوى الله عمليا في تفاصيل حياته، يريد ارشادات لمواجهة فتن الواقع، يريد من يعطيه بعضا من الحلول في كيفية الرزق الحلال في هذا الواقع الذي تؤطره منظومات الفساد والإفساد، يريد معرفة كيف ينشىء أطفاله فيستنقذهم مما هو محاط به من أدوات تشكيل ذهني تتحكم فيها منظومات مغالبة عقديا لنا

المسلم يريد أن تحدثوه عن أجهزة الباطل التي تنتج أسباب المعاصي وتمنع من تقوى الله، أن تقوموا بتوعيته حول خطر أدوات القصف الذهني من إعلام وتعليم وتثقيف، يريد أن تناقشوا معه كيفية التخلص من شرور التوجيه والتحكم الذي يستهدفه أينما اتجه، ثم تفكيك هياكل الباطل هذه التي تتحكم فيها منظومة فرنسا، لأن هذه هي التي تؤثر في الأخلاق وتدعو للمعاصي والانحرافات عموما فتسهل بعضها وتصنع الآخر، لا أن تقولوا له اتق الله ولاتعصه ثم ترموه في ساحة حرب من دون سلاح

وهذه هي المستويات المطلوبة حينما نريد نقاش تفاصيل تقوى الله وتفاصيل عدم ارتكاب المعاصي

وهؤلاء المتحدثون في الاسلام لايريدون ولعلهم لايستطيعون فعل أي من ذلك
هؤلاء المتحدثون العاملون تحت ظلال السلطة، لايملكون القدرة على مغادرة الكلام العام الذي نعرفه ويزعمون أنه هو الاسلام ويصرون على الإيحاء أن الاسلام هو ذلك فقط وأنه تلك القواعد العامة الاخلاقية الوعظية

هؤلاء العاملون بتوجيهات السلطة والمتكسّبون من خلال ماتعطيه لهم من أجر، يريدون خلق تصور أن علينا القبول بالواقع والاكتفاء بغرض مواجهته بالأدعية والصبر، فهو تدين ينتهي لتكريس الموجود

يعمل هؤلاء المتحدثون في الدين الذين يصرون على البقاء في مستوى الوعظ، على خلق فضاء يوهم بالتدين والانضباط له لكنهم يجعلون كل ذلك سبيلا لعدم المس من الواقع الذي يستبعد الإسلام ويحاربه

فهؤلاء الموظفون العاملون بتعليمات الوزارة ومناشيرها والمفتي وتقريراته، يمثلون أدوات السلطة توظفهم في عملياتها المحاربة للاسلام المستبعدة له، تجعلهم في خطبهم يقولون كلاما صحيحا لكنه بعض الحقيقة وليس كل الحقيقة لأنه كما قلت مجرد عموميات لا تحمل دلالة هامة ولأنه لاخطر في مايقولون كثيرا أو قليلا على الواقع ومنظومات المتحكمين

المتحكم سياسيا أي منظومة فرنسا تجعل هؤلاء الممتهنين من الحديث في الدين، يتحركون على الهامش، إنهم يتحركون في أدوار عون الدعاية الخادم لمخطط السلطة ومشاريع منظومة فرنسا وخلفيتها العقدية المحركة لها المغالبة للاسلام الساعية لاستبعاده، علموا بذلك ام لم يعلموا لا يغير ذلك من نتيجة فعلهم شيئا

الآن، لكي يخدم أولئك الموظفون ممن يسمى واعظا او إمام جمعة، دينهم ويكفروا عن أدوارهم الوظيفية السيئة التي طالما قدموها لمنظومة فرنسا، عليهم أن يغادروا دور الواعظ السلبي والارتقاء لدور الفاعل المؤثر المساهم في منظومة التشكيل الذهني مثلما يفعل الاعلام والتعليم والتثقيف

لن يكون دور الفاعل هذا ممكنا الا بشرط استقلالهم عن السلطة، لايعقل أن يكون الإعلام والتثقيف مستقلا عن السلطة ويكون الكلام في الإسلام متحكما فيه من السلطة تقرر ماذا يقال وما لايقال

ومادمتم تخضعون للسلطة فأنتم موظفو دعاية تتحملون وزر عمليات استبعاد الاسلام وحربه ووزر التشويش الذهني لدى التونسيين بزرع وهم أن العموميات التي تقولونها هي الاسلام، وماهي بالاسلام حقيقة وتتحملون وزر التمهيد لمزيد تمدد منظومة فرنسا وتجذرها

يستثنى مما قلت، البعض الذين يشذون عن القاعدة فيرفضون توجيهات السلطة ويقولون ما يجعلهم ادوات تشكيل ذهني وتوعية وليس مجرد وعاظ، ولكنهم لايغيرون من المنظومة التي اتحدث عنها في مستواها الفكري شيئا

************
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
#تأملات_فوزي_مسعود
#التدين_الشكلي
#التدين_الوظيفي

الرابط على فايسبوك
التدين الشكلي (28): الوعاظ وأئمة الجمعة، يوظفون الإسلام لخدمة السلطة والإقناع بصوابية الواقع


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-03-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء